الجزائر - A la une

لعمامرة يكشف.. وساطة جزائرية بين إيران والدول العربية



لعمامرة يكشف.. وساطة جزائرية بين إيران والدول العربية
الجزائر تأسف للشرخ بين السنة والشيعة وتعتبر الرابط الروحي أقوى من الخلاف السياسيالجامعة العربية اعتمدت التعديلات التي قدمتها الجزائر حول تشكيل قوة عربية مشتركةكشف وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أن الجزائر تقود حاليا وساطة بين إيران والدول العربية "لتلطيف أجواء الاحتقان التي تضرب حاليا بلدانا من العالم الإسلامي" في إشارة إلى الاضطرابات الأمنية التي تطورت إلى نزاعات طائفية في سوريا والعراق واليمن.وشدد أن العلاقات "المتينة والمتفتحة" التي تطبع الجزائر وطهران من جهة وكذا مع بقية البلدان العربية من شأنها أن "تؤدي إلى تفاهم ومستويات معقولة من التعاون من أجل إنجاز أعمال مشتركة على المدى القرب حفاظا على أمن واستقرار المنطقة".وكشف لعمامرة في حوار مطوّل نشرته اليوم صحيفة "الشرق الأوسط" عن تفاصيل الجلسات المغلقة الخاصة بمناقشة إنشاء القوة العربية العسكرية المشتركة لصيانة الأمن القومي العربي والتي نفى أن تكون الجزائر قد تحفظت بشأنها.وقال رئيس الديبلوماسية الجزائرية إنه "ساهم في تقديم الكثير من المقترحات التي أكدت أهمية اعتماد القوة من حيث المبدأ، وتوضيح مهامها ومشاركة من يرغب من الدول".وتابع "نحن قلنا وبكل صراحة، وهذا معروف كذلك أفريقيا، إن الجزائر لا تساهم بوحدات مقاتلة، وإنما في التكوين والتمويل والتجهيز والنقل الاستراتيجي، لأن التدخل السريع يقتضي سرعة التحرك، خاصة توفير الطائرات التي تنقل الجنود وغيره.. وسبق أن قامت الجزائر بعمل أساسي في نقل القوات الأوغندية والبوروندية من بلدانهم إلى الصومال مع الخطر آنذاك، وكانت حركة الشباب تسيطر على العواصم والمناطق المجاورة للمطار، ورغم ذلك قامت عشر طائرات شحن جزائرية كبيرة بنقل كل هذه القوات الأفريقية التي غيرت المشهد السياسي والأمني في مقديشو ثم بقية الصومال".وأضاف "لذلك، فإن شعور الجزائر بالأمن القومي العربي يجعلها تقدم عددا من العوامل، التي تثري هذا التوجه، وتجعل دولة عربية في أريحية تحدد لنفسها طبيعة المشاركة في هذه القوة العسكرية العربية، على أن تكون مشاركة تنصب في نفس البوتقة وتساهم في تحقيق نفس الخطة".وقال لعمامرة إن موضوع القوة العربية المشتركة يحتاج لنظرة استراتيجية واضحة ومأموريات دقيقة وخطط متماسكة لأن التحديات كبيرة وهناك تجارب في أوروبا وأفريقيا، وقد شاركت الجزائر ومصر في التجربة الأفريقية، ولابد من دراسة الجوانب اللوجيستية والسياسية والقانونية". و أوضح قائلا "لا.. لم نتحفظ على شيء. وأستطيع القول إن مداخلة الجزائر على المستوى الوزاري، ثم على مستوى القمة، كانت أساسية في بناء توافق وتفاهم مشترك لهذا الموضوع، وقد اقترحنا عددا من التعديلات على المسودة الأصلية، هي التي اعتمدت في النهاية".وأعلن وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر باشرت حوارا موسعا عبر القنوات الديبلوماسية مع إيران ودول الجامعة العربية لتفكيك "قنابل الاحتقان" التي تهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط.وذكر لعمامرة في هذا الاتجاه "إننا نتأسف ونشعر بألم شديد أن نشاهد تمزق العالم الإسلامي، وهذا الشرخ الذي أصبح مع الأسف عميقا بين السنة والشيعة، ونحن لا نعرف هذا في أوطاننا، ونعتبر أن المسلمين كلهم إخوة، والرابط الروحي أقوى من الخلافات السياسية".وأكد لعمامرة أن "الجزائر لها علاقات طيبة مع كل الدول الشقيقة على الساحة العربية، ولها تاريخيا كذلك علاقات ثقة ومودة وإخاء مع إيران، وبالتالي نحن في حوار مع الكل" وأشار أن" هذا التفاهم والتلاقي بين إيران والدول العربية سوف يساعد كثيرا في تحسين الأجواء عامة وتعزيز قدرتنا التفاوضية كعرب على الساحة الدولية، وحتى في ما يتعلق بالنسبة لتحقيق السلام في الملف الفلسطيني؛ لأن الأمور في مأزق ولا توجد خيارات أمامنا سوى استرجاع المبادرة على كل الأصعدة".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)