شلل في بعض مدارس وهران

تجمع صباح أمس مقتصدو ولاية وهران في اعتصام حاشد قبالة مقر المديرية الولائية للتربية، حاملين لافتات ناقمة على الوزارة الوصية، ومنددة بالظروف المأساوية التي ماتت فيها رئيسة التنسيقية الولائية المؤقتة نهاية الأسبوع الماضي وهي موقوفة عن العمل، في حين قررت العديد من التنظيمات النقابية تنظيم حركات احتجاجية واسعة غدا الثلاثاء في كل الأطوار التعليمية، تضامنا مع ما وصفوه بضحية الإجراءات التعسفية الظالمة.مثلما كان متوقعا، تسببت الطريقة التي فارقت بها الحياة المرحومة نادر فضيلة، قيادية بالحركة الاحتجاجية التي تشنها شريحة المقتصدين للشهر الثالث على التوالي، في تذكية التوتر القائم بين تنسيقية المضربين والوزارة، حيث عبر زملاؤها المقتصدون عن تذمرهم الشديد من خلال الاعتصام أمام مقر المديرية، مُشهرين لافتات كُتب عليها عبارات ترمز إلى الطريقة التي ماتت بموجبها زميلتهم، على غرار “ماتت وهي متوقفة”، “ماتت من أجلكم أفلا تتعظون؟”، وهو الأمر الذي زاد من حدة المعتصمين الذين كانوا في أوج الغضب، بمشاركة مقتصدين غير مضربين جاؤوا إلى موقع الاحتجاج تعاطفا مع زميلتهم المتوفية.وعاشت العديد من المؤسسات التربوية حالة شلل عفوية جراء الحادثة الأليمة، حيث أوقف كل الطاقم التربوي والإداري لثانوية سويح الهواري، حيث كانت تعمل المرحومة، كل الأنشطة لمدة زمنية محددة، مع تنظيم دقيقة صمت شارك فيها التلاميذ، وهو نفس المشهد تقريبا الذي عاشته ثانوية الرائد فراج ببلدية السانيا التي سبق أن عملت فيها الفقيدة كمسؤولة عن الإطعام، بينما راج الحديث عن توقف عفوي في العديد من المؤسسات ابتداء من الفترة المسائية، خاصة أن زملاءها اجتهدوا في توسيع دائرة التضامن.وكرد فعل منها، قررت العديد من التنظيمات النقابية تنظيم حركات احتجاجية لاستظهار غضب القواعد من الحادثة، حيث أصدر المكتب الولائي للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سناباست”، بيان تنديد شجب فيه ما أسماه “الإجراءات التعسفية الظالمة” التي سلطتها الوزارة على المقتصدين، ما أنتج تراكمات وضغوطا انتهت بوفاة السيدة نادر فضيلة، مُوجها دعوة إلى جميع الأساتذة بغض النظر عن انتماءاتهم النقابية إلى المشاركة القوية في الوقفة الاحتجاجية التي ستنظمها النقابة يوم الثلاثاء المقبل، من خلال التوقف عن العمل لمدة ساعة في كل ثانويات الولاية.من جهته، شرع الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الذي كانت الفقيدة تنشط تحت قبعته، في تجنيد كل القواعد لتنظيم احتجاج واسع من المقرر أن يمس كل الأسلاك والأطوار غدا الثلاثاء.