الجزائر - A la une

الرياض تبحث في خلفيات تصريحات سعداني




الرياض تبحث في خلفيات تصريحات سعداني
لم تمر الاتهامات التي وجهها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني للمملكة العربية السعودية بالتورط في مخطط أمريكي يستهدف الجزائر عبر خفض أسعار النفط، في صمت، فقد طلبت السلطات السعودية من مصالحها الدبلوماسية في الجزائر الحصول على توضيحات وتفاصيل تتصل بهذه الاتهامات.بالنسبة للسلطات السعودية، فإن هذه الاتهامات الصادرة عن المسؤول الأول في حزب يمثل الواجهة السياسية للسلطة، يمكن أن تشكّل حالة من الالتباس السياسي في المواقف الرسمية للجزائر إزاء السعودية، ويشوّش على مواقف الاحترام المتبادل بين البلدين، ويطرح أكثر من سؤال حول ما إذا كان سعداني يستند في تصريحاته إلى “أحاديث صالونات السلطة وتوصية سياسية، أم مجرد تحاليل شخصية”، خاصة وأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ظل منذ اعتلائه للسلطة عام 1999 حريصا على العلاقة السياسية الجيدة مع السعودية بالنظر إلى ثقلها السياسي والاقتصادي العربي. كما أن العلاقات الجزائرية السعودية ظلت خلال العقدين الأخيرين، بعيدة عن كل الشوائب، إضافة إلى أن مواقف البلدين إزاء كثير من القضايا والتطورات منسجمة منذ فترة.وتشير مصادر موثوق بها تحدثت ل”الخبر” بشأن الموضوع، إلى أن السلطات السعودية بصدد التأكد من طبيعة وخلفية التصريحات التي أدلى بها سعداني الذي اتهمها، السبت الماضي، خلال تجمع عقده بولاية تيزي وزو، بتنفيذ مؤامرة غربية لتركيع خمس دول، بينها الجزائر، عبر تخفيض أسعار النفط لتجويع شعوب هذه الدول التي لم يتمكن الغرب من التدخل فيها عسكريا. وقال سعداني إن الجزائر تواجه حربا اقتصادية من خلال الخفض غير العادي لأسعار البترول، بغرض إخضاعها اقتصاديا بعد أن فشل تحقيق هذا المسعى عسكريا من خلال انتفاضات الربيع العربي. ولا يتوقف القلق من تصريحات سعداني المثيرة ضد السعودية المعروفة بحساسيتها البالغة إزاء علاقتها مع الجزائر، عند الجانب السعودي فحسب، إذ أن محيط الرئاسة والهيئة المديرة للشأن الدبلوماسي في الجزائر محرج أيضا من هذه التصريحات الصادرة عن شخصية سياسية محسوبة على السلطة، خاصة وأن الرئيس بوتفليقة سبق له وأن نبه منذ حادثة تهجم وزير المجاهدين السابق محمد الشريف عباس على وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في 2007، إلى أن السياسة الخارجية للجزائر شأن واختصاص حصري لرئيس الجمهورية وحده.قد لا تثير تصريحات سعداني ضد السعودية ولا ترقى إلى حالة أزمة دبلوماسية بين البلدين، باعتبار أن سعداني لا يشغل أي منصب رسمي في المؤسسات الرسمية، لكنها قد تزيد في متاعبه السياسية التي نجمت عن تصريحاته ضد جهاز المخابرات ورئيس الحكومة عبد المالك سلال، وتعيد إلى الواجهة اتهامات سابقة وجهها الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم عندما كان يشغل منصب الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة، إلى النظام المصري، واعتبر أنه “شريك في الحرب على غزة”، وهي التصريحات التي احتجت عليها الرئاسة المصرية عبر مراسلة دبلوماسية إلى الرئاسة الجزائرية، وعدّت واحدة من الأسباب التي عجّلت بقرار الرئيس بوتفليقة إبعاد بلخادم عن هياكل جبهة التحرير وعن أي وظيفة في الدولة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)