"لا معنى لاستمرار حظر المسيرات في العاصمة"

عزز النجاح الكبير الذي حققته مسيرة أول أمس، بالجزائر العاصمة، الخاصة بنصرة غزة، مطالب الطبقة السياسية الداعية إلى رفع الحظر عن المسيرات في العاصمة، حيث دعت تشكيلات سياسية السلطة، إلى فهم رسالة الجزائريين الذين خرجوا بقوة، وأكدت أن السلطة لا تملك حاليا أية حجة للإبقاء على الحظر. أكد رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، في اتصال مع ”الفجر” أن النجاح الكبير الذي حققه الجزائريون عبر المسيرة العفوية تضامنا مع غزة، أول أمس، بعث بألف رسالة إلى السلطة التي قال إنها لم تحسن قراءة مضمون مطالب الشعب الذي خرج دون خلفية سياسية، مشيرا إلى أن السلطة لن تستطيع أن تكون عكس الإرادة الشعبية وأنه عليها أن تعبر عن موقف الشعب الجزائري.وأضاف بن بعيبش أن مسيرة الجمعة كانت خالية من أي مظاهر عنف، وكانت عفوية قادها جزائريون من مختلف الأعمار، في دليل واضح إلى عدم وجود أي نوايا خبيثة أو أي تحريض من أي جهة كانت، بما يؤكد للسلطة عدم جدوى إبقائها على حظر المسيرات في العاصمة.من جهته، قال عضو جبهة العدالة والتنمية، عمر خبابة، في اتصال مع ”الفجر”، إن الاستمرار في حظر المسيرات بالعاصمة، يعتبر اعتداء على الدستور والحريات الفردية والعامة للشعب الجزائري، معبرا عن استغرابه لعدم استثمار السلطة في هذه المناسبة من خلال حضور شخصيات ثقيلة على غرار وزير الدولة عبد العزيز بلخادم، أو وجوه سياسية من الموالاة، وقال إنه ”من الواضح أن القرار موزع على العديد من الأشخاص”، مضيفا أنه من مصلحة السلطة رفع الحظر عن السير وإلا سيكون الأمر عبر خرق القوانين مثلما حدث أول أمس.بالمقابل، قال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، إن تعبير الجزائريين كان قويا وفاعلا لا يقل قوة مما حدث في دول أخرى، رغم سياسة قطع أوصال المسيرة بمنع أطرافها التي كانت تتشكل من كل أحياء العاصمة لتلتقي في ساحة أول ماي ثم تتحول إلى ساحة الشهداء، وترويع الناس خاصة الكهول وكبار السن من المواطنين البسطاء الذين لا يزالون يذكرون مواجهات التسعينيات، وكذلك النساء والأطفال، ولكان حشد المسيرة تاريخيا لا يسبقه أي حشد في أي بلد آخر، حسب تعبير المتحدث.وأضاف مقري أن ”حركة مجتمع السلم اتخذت كل الإجراءات لطلب الترخيص بالمسيرة، وكانت تنسق في ذلك مع اللجنة الشعبية لمناصرة فلسطين، لكن وجدنا سلوك الإدارة غريبا، حيث رفضوا أصلا تسلم الطلب، وصرح الموظف المعني صراحة بأن لديه تعليمات بعدم تسلم الطلب”، موضحا أنه ”سنعطي مزيدا من التفاصيل في هذا الشأن خلال الندوة الصحفية التي سننظمها اليوم، بمقر الحركة، وسنقدم تقريرا عاما حول الحراك القائم في الجزائر بخصوص القضية الفلسطينية”.