الجزائر - A la une

“حقرة” مع سبق الإصرار والترصد على طرقات بجاية والسلطات غائبة


لا يزال مسلسل غلق الطرقات متواصلا بولاية بجاية، بل وقد تفشت هذه الظاهرة بشكل خطير وغير مسبوق خلال الأسبوعين الأخيرين، وهو ما أرهق مستعملي الطرقات بهذه الولاية، هذه الأخيرة التي من المفترض أنها قد دخلت كتاب غينيس للأرقام القياسية، أمام لامبالاة المشرفين على إدارة شؤونها، هؤلاء الذين يتدخلون كل مرة في الوقت بدل الضائع، بحلولهم السحرية وذلك بعد أن تجرع المواطن القدر الكافي من المعاناة.والغريب أن أغلب المطالب المرفوعة، رغم بساطتها في بعض الأحيان، تحل بعد غلق الطريق لأيام عديدة، رغم الشكاوى المرفوعة قبل اللجوء إلى مرحلة التصعيد، والأمثلة عديدة ومتنوعة، حتى أن المواطن البسيط، هذا الأخير الذي أضحى يدفع فاتورة تقاعس ولامبالاة المسؤولين، يتساءل أين كانت هذه الحلول قبل لجوء السكان إلى غلق الطريق على مدار أيام وأحيانا ليلا ونهارا، الأمر الذي تسبب في "تشرد" مئات المسافرين في بلاد العزة والكرامة، وهو ما اعتبره المعذبون على طرقات الولاية بمثابة حڤرة.
ولعل تواصل غلق الطريق الوطني رقم 26 الذي يربط بجاية بالعاصمة، لليوم الثاني على التوالي، من أجل المطالبة بإزالة مدجن شيّد بالقرب من منازل المواطنين، بمنطقة أڤرنوز التابعة لبلدية سوق أوفلى، لخير دليل على فشل المسؤولين في حلّ مشاكل المواطنين بهذه الولاية، رغم أن القوانين واضحة وضوح الشمس فيما يتعلق بهذا النوع من النشاط، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، بعدما عجز المسؤولون على تطبيق القانون وغلق مدجن شيّد على بعد عشرة أمتار عن منازل المواطنين، الأمر الذي حتم على المتضررين، الخروج إلى الشارع لإسماع صوتهم والتعبير على معاناتهم.
كيف لا؟ إذ حتى نواب البرلمان قد لجؤوا إلى الاحتجاج من خلال إقدامهم على غلق أبواب البرلمان بالسلاسل، كآخر ورقة لديهم لتحقيق مطالبهم، وهو الدرس الذي سيتذكره المواطن البسيط كلما تعلق الأمر بالمطالبة بحقوقه.
وقد عاش مستعملو الطريق المذكور، الذي يربط الولاية بالطريق السريع، معاناة كبيرة، خاصة بالنسبة للعمال الذين استيقظوا باكرا بحثا عن لقمة العيش لأبنائهم، لكنهم وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف محتجزين على الطريق أمام مرأى السلطات، أما عن المرضى والشيوخ والعجائز فحدث ولا حرج، وهم الذين عاشوا أوقاتا عصيبة وسط الأمطار الغزيرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)