مسجد أولاد الإمام

يعتبر مسجد أولاد الإمام من أهم المساجد التي تركها الزيانيون، وهو من تشييد السلطان أبي حمو موسى الأول حوالي سنة 711هـ الذي أضافه إلى مدرسة أولاد الإمام والتي هي أول مدرسة بنيت بتلمسان.
وذكر محمد بن عبد الله التنسي أن أبا حمو موسى الأول لم ير " ما يؤدي به شكر الله على النعمة التي من عليه بها، من قتل عدوه، وتعجيل الفرج، إلا الاعتناء بالعلم، والقيام بحقه، فأكرم مثواهما (ابني الإمام) واحتفل بهما وبنى لهما المدرسة التي تسمى بهما".
أما المستشرق الفرنسي بروسلار Brosselard، فقد ذكر أن الأمير كان يكلف الأخوين بمهام دبلوماسية، تكللت بالنجاح، فبنى لهما مدرسة ومنازل خاصة لهما ولعائلاتهما وقاعات كبيرة لاستقبال الطلبة والضيوف، وألحق بالمدرسة مسجداً للصلاة وزاوية للطلبة الأجانب عن تلمسان شكراً لهما، وكان ذلك في السنة الرابعة من ملكه.
يقع المسجد في غرب تلمسان، وهو صغير ويفتقر إلى الزخرفة باستثناء بعض الكتابات القرآنية المنقوشة بشكل جميل في إطار المحراب. ويفتقر كذلك إلى صحن، وقاعة الصلاة به لا تتعدى ال 60 متر مربع، وسمك حائطه يساوي متراً. تنقسم قاعة الصلاة إلى ثلاثة بلاطات عمودية مغطاة بأسقف مسنمة ذات عقود نصف دائرية تتكئ على دعامتين. وأما المحراب، فيوجد في واجهة القبلة في الرواق الأوسط، وله إطار فيه بقايا تراكيب جبسية خفيفة جامعة بين الدقة والفخامة. ووضعت قبة المحراب على الرسم الكثير الأضلاع وهي مزخرفة بالتماثيل المعلقة المدلاة في جوانبها، وأما أعلاها فهو قبة صغيرة مؤلفة من ستة عشر تخريجاً.
لمسجد أولاد الإمام ثلاثة أبواب، واحدة في الجدار الشرقي وسط البلاطة الأولى، والباب الثانية تؤدي إلى المئذنة، والباب الثالثة- وهي مستحدثة- فقد فتحت مكان النافذة الوسطى في الجدار الشمالي.
ومن أبرز أقسام مسجد أولاد الإمام وأحسهم في الروعة والجمال، المئذنة التي يبلغ ارتفاعها سبعة عشر متراً. وقد وشيت واجهاتها الأربع بزخرفة على شكل رقعة الشطرنج تحتوي على مربعات من الفسيفساء مختلفة الألوان 1.
1 : أنظر: محمد بن عبد الله التنسي، مقتطف من نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان، تحقيق محمود بو عياد، الجزائر: المؤسسة الوطنية للكتاب ، 1985. Charles Brosselard :" Les inscriptions Arabes de Tlemcen " Revue Africaine; 1859. Alger = opli 2eme edit.. 1984