الجزائر - A la une

غياب نقل المسافات البعيدة ضاعف من معاناة المواطن ببومرداس



تفاقمت أزمة النقل ما بين الولايات وعبر خط السكك الحديدية منذ تعليق نشاط هذا القطاع بسبب جائحة كورونا ليدخل المواطن بولاية بومرداس رويدا رويدا نحو العزلة وصعوبة التنقل للولايات المجاورة خاصة بالنسبة للعمال الذين يصعب عليهم يوميا الوصول الى مقاصدهم، لتزداد الأزمة حدة بعد عودة الطلبة الى مدرجات الجامعة، بالمقابل ازدهرت ظاهرة النقل بالمركبات الخاصة «الكلونديستان» التي عوّضت سيارات الطاكسي، لكن بأسعار خيالية بحسب عدد من العمال الذين تحدثوا ل»الشعب».ناشد العمال والطلبة الغارقين في رحلة البحث اليومي عن وسيلة للنقل خارج ولاية بومرداس من خلال منبر «الشعب» القائمين على القطاع والوزارة الوصية بضرورة «التفكير في إيجاد مخرج لهذا المصير غير المحتوم» الذي تعاني منه شريحة واسعة من المواطنين بالخصوص منهم الطلبة والعمال، والعمل على ايجاد حلول عقلانية مكيّفة مع تدابير الحجر الصحي تسمح بالعودة التدريجية لحركة سير مركبات نقل المسافرين ما بين الولايات، أهمها خط العاصمة وولاية تيزي وزو، الى جانب قطارات الضواحي التي كانت تشكل الوسيلة المفضلة تقريبا للطلبة المتوجهين إلى جامعات ومعاهد العاصمة وجامعة مولود معمري أو العكس نحو جامعة امحمد بوقرة في ظل نقص عدد حافلات نقل الطلبة.
وقد تسببت حالة الجمود التي يعرفها هذا القطاع من حرمان أعداد كبيرة من العمال من ضمان التنقل اليومي إلى أماكن عملهم والبعض الآخر متوقف تماما عن العمل، منذ أزيد من 6 أشهر، بحسب شهادات جمعتها الشعب، لدى هذه الشريحة الأكثر تضررا من تداعيات الحجر المنزلي وتعليق النشاطات الحيوية ومنها حركة نقل المسافرين.
وفي هذا الموضوع بالذات، علّق أحد المواطنين في ردّه على قضية غياب النقل ما بين الولايات بقوله: «لم أتمكن من العودة إلى العمل في إحدى الشركات الخاصة بالعاصمة، منذ أكثر من ستة أشهر وأنا حاليا أبحث عن طريقة لإعالة عائلتي بسبب أزمة النقل وصعوبة التنقل اليومي بواسطة وسيلة النقل الخاصة لبعض «البزناسية» الخواص الذين ضاعفوا من تسعيرة التنقل إلى العاصمة ثلاثة أضعاف استغلالا للظرف الحالي وحاجة المواطن للتنقل بسبب الضرورة.»
كما عبر بعض الطلبة الجدد الموجهين نحو جامعات الجزائر عن سخطهم أيضا من استمرار هذه الوضعية التي تجبر أوليائهم إلى التجنّد اليومي لنقلهم في ظل الرزنامة الجديدة المتعلقة بإجبارية الدراسة، يوم السبت، وهي الوضعية التي تدفع القائمين على القطاع إلى التفكير في كيفية رفع التجميد على هذا النشاط على غرار وسائل النقل الأخرى داخل الولاية وما بين البلديات التي عادت تدريجيا لضمان الخطوط المفتوحة، بعد الاعتراض على بعض الشروط التي جاء بها البروتوكول الصحي أبرزها: العمل بنسبة 50 بالمائة من طاقة المركبة التي شكلت نقطة جدال لعدة أيام.
تحسن الوضعية الوبائية مبرّر كاف لعودة النشاط
يأمل المواطن بولاية بومرداس في عودة نشاط نقل المسافرين لما بين الولايات بكل أنواعه منها وسيلة النقل عبر الطاكسي بعد تحسن الوضعية الوبائية وتراجع عدد الإصابات المسجلة يوميا بفيروس كورونا، مع مطالبة مديرية النقل بأخذ العبرة من تجربة الناقلين الخواص الذين عادوا للنشاط عبر الخطوط الداخلية بعد فترة طويلة من التوقف، وهذا استجابة لنداءات فئات واسعة من المجتمع كالطلبة وتلاميذ المدارس الذين يعانون مع هذا المشكل، منذ بداية السنة الدراسية والذين استبشروا خيرا بالأخبار المتعلقة باحتمال فتح قطاع النقل بما فيه حركة السير بالقطارات، خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي نفس المعلومات التي تداولتها الكثير من المصادر عبر منصات التواصل الاجتماعي على لسان عدد من مسؤولي شركات النقل بناء على انطلاق عمليات التعقيم والتطهير التي تقوم بها مؤسسة النقل بالسكك الحديدية استعدادا للعودة المنتظرة.
وعلى الرغم من كل المساوئ التي لا تزال تعشعش في وسائل النقل الخاصة عبر مختلف الخطوط داخل الولاية وخارجها نتيجة حالة الفوضى وغياب النظام وشروط النظافة، إلا أن الجميع في النهاية أدرك أهمية هذا القطاع الحسّاس في حياة المواطن الذين لا يمكن الاستغناء عنه للحظة، وهنا أيضا تترسّخ أكثر مقولة:»النقل هو شريان الحياة» للأمم والبلدان، حيث أثبتت جائحة كورونا وإجراءات تعليق النشاط مدى حاجة المواطن لهذه الوسيلة، وبغيابها توّقفت الحياة في الكثير من المناطق والمدن، وزادت معاناتها أكثر بالمناطق النائية التي جعلت الكثيرين لا يتنقلون، إلا للضرورة باللّجوء إلى الكراء وبأسعار زادت من معاناة أرباب الأسر والعائلات الهشّة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)