الجزائر - Documents personnels (Photos, Articles ...)

عمران بن موسى المشدالي "نيل الإبتهاج"



البجائي الأصل نزيل تلمسان أبو موسى صهر ناصر الدين المشدالي كان فقيها حافظا علامة محققا كبيرا أخذ عنه العلامة المقري و غيره.
قال المقري: رأيته إذا دخل المسجد بعد الغروب قبل الإقامة إلى أن تقام الصلاة و أنا لا أدري ذلك بل يركع الداخل لانتهاء وقت المنع بالغروب و ما وقع في الذهب في ذلك فللمبادرة للصلاة و هو لم يفعل فإن كان ترك الركوع حسما للذريعة فلا فرق بين قيامه و جلوسه ألا ترى أن داخل المسجد إذا تحدث قائما حتى انصرف أو بدأ في المسجد بغير صلاة و لم يجلس ما امتثل الأمر على ما مر و المراد بحديث لا يجلس داخل المسجد حتى يصلي ركعتين افتتاحه بالصلاة و ذكر الجلوس خرج مخرج الغالب لا مفهوم له فله الصلاة التحية جالسا و الجلوس إن لم يتمكن من الصلاة اهـ.
قال المقري: فر صاحب الترجمة من حصار بجاية إلى الجزائر فبعث إليه صاحب تلمسان وقربه و أحسن إليه فدرس بها الحديث و الفقه و الأصلين و الفرائض و المنطق و الجدل و كان كثير الإتساع في الفقه و الجدل مديد الباع في عيرهما مما ذكر سألته عن قول ابن الحاجب في السهو فإن أخال الإعراض فيبطل عمده فقال معناه: أن أخال غيره أنه معرض فحدق المفعول الأول و أقام المصدر مقام المفعولين، كما يقوم مقامهما ما معناه من نحو :{أحسب الناس أن يتركوا} و أقوى من هذا كون المصدر هو المفعول الثاني و حذف الثالث اختصار لدلالة و قد أعربت الآية بالوجهين و هذا عندي أغرب و منه قول القضاة اعلم باستقلاله أي: أعلم الواقف عليه بأنه مستقل فحذفوا الأول و صاغوا المصدر مما بعده.
المقري: شهدت مجلس أبي تاشفين صاحب تلمسان ذكر فيه أبو زيد الإمام أن ابن القاسم مقلد لمالك. ونازعه أبو موسى عمران المذكور و ادعى أنه مطلق الاجتهاد و احتج بمخالفته لمالك في كثير و ذكر منه نظائر قال: فلو قلده لم يخالف لغيره فاحتج أبو زيد بنصر الشرف التلمساني أنه مثل مجتهد المذهب بابن القاسم في مذهب مالك و بالمزني في مذهب الشافعي و محمد بن الحسن في مذهب أبو حنبفة فأجابه عمران بأنه مثال و المثال لا يلزم صحته فصاح عليه أبو موسى ابن الإمام و قال لأبي عبد الله بن عمر: تكلم فقال: لا أعرف ما قاله هذا الفقيه و الذي ذكره أهل العلم أنه لا يلزم من فسار المثال فساد الممثل فقال أبو موسى للسلطان: هذا كلام أصولي محقق قال المقري: فقلت لهما و أنا يومئذ حديث السنة ما أنصفتماه فإن المثل كما يؤخذ على جهة التحقيق يؤخذ أيضا على جهة التقريب و من ثم جاء ما قاله ابن أبي عمرو كيف لا و هذا سيبويه يقول: و لا فساد الممثل بفساده فالقولان من أصل واحد اهـ. ينقل ابن الخطيب في "الإحاطة".
قلت: و بنحو ما استدل به عمران على اجتهاد ابن القاسم من مخالفته لمالك استدل ابن عبد السلام لذلك و تعقبه ابن عرفة بأنه مزجي البضاعة في الحديث و نكت ابن غازي على تعقبه بأنه كيف يثبت الاجتهاد لشيوخه كان عبد السلام و غيره و ينفيه عن شيخ الهداية المالكية بعبارة فظيعة قلت و لا ريب في إمامة ابن القاسم في الحديث و ناهيك بثناء النسائي عليه فيه كما تقدم و العجب من الإمام ابن عرفة يثبت الاجتهاد لإبن دقيق العيد و نظرائه ثم يقول: و في المازري نظر هل لحقه أم لا و معلوم أن ابن السلام دقيق العيد لا يبلغان درجة المازري في تفقهه و إمامته قال بعض شيوخ العصر من الأدلة القطيعة عندي أن ابن دقيق العيد و السبكي ما بلغوا رتبة الاجتهاد المطلق فأحرى الجلال السيوطي و أضرابه الذين ادعوا هذه المرتبة و أبن مرتبتهم من مرتبة الغزالي و إمام الحرمين في الفقه و الإمامة و قوة الذهن تالله لا نسبة بينه و بينهما في شيء من ذلك اهـ.
قلت: الذي يظهر أن الاجتهاد المذهبي مرتبة متسعة تتفاوت بقوة التمكن و ضعفه فبالاتصاف بأدنى درجاتها يدعيها مدعيها و مع الإتساع في الحفظ و معرفة الأحاديث بل و الوقوف على الأحاديث ربما يخيل لصاحبها مع ذلك وصول درجة الاجتهاد المطلق مع كون من فوقه في تمكن النظر. و قوة التفقه و معرفة الأحاديث فتأمل ذلك فهذا القاسم العقباني و المسناوي و البجائي من أهل المئة التاسعة يصرحون ببلوغ درجة الاجتهاد و الإمام الشاطبي و الحفيد ابن مرزوق ينفون ذلك عن أنفسهما و معلوم أنها أقوى علما و أوسع باعا من الذين ادعوها و الله أعلم فتأمل ذلك.
مواد عمران المشدالي سنة سبعين و ست مئة (670) و توفي سنة خمس و أربعين و سبع مئة (745) و له مقالة مفيدة في اتخاذ الركاب من خالص الفضة "نقل عنه في المعيار " في مواضع اهـ.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)