الجزائر - Mariage et Traditions



عادات اعراس مستغانم
تختلف عادات و تقاليد الجزائريين من مدينة إلى أخرى ، باختلاف المناطق و الجهات الموجودة فيها، و طابع أناسها و خصوصياتهم، مما أضفى على دلك تنوعا كبيرا في أنماط الزي و اللباس ووسائل التجميل، و شكل الاختلافات و الطقوس و الاحتفال ببعض المناسبات التي تخص المنطقة دون غيرها و هذا ما ميز الحياة الثقافية و الفنية للمجتمع المستغانمي و تأثر هدا الأخير بعادات و تقاليد أصلية توارثها السكان جيلا بعد جيل.

و لهدا نعالج موضوعا طريفا، و هو تاريخ و تقاليد مدينة مستغانم العريقة، الغنية بتراثها الثقافي و الاجتماعي الذي يشكل حلقة مهمة من حلقات المغرب الأوسط ( الجزائر) المليء بأحداث المرتبة بحياة سكانها عبر الأجيال، و ظلت مستغانم تحتفظ بكثير من مقوماتها الخاصة، توارثها السكان مند القدم، ولا يعرف أبناء الجزائر عندها إلا القليل عن طريق السماع أو قراءة بعض الكتابات السطحية و الأخص تلك التي كتبت أثناء فترة الاحتلال البغيضة، الهادفة إلى قطع صلة الأهالي بماضيها الفكري و تاريخها الحضاري.
:الخطبــــــــــــــة
إن معظم العائلات المستغانمية عائلات محافظة كسائر المدن الجزائرية، لدلك نجد غالبية بنات مستغانم يمكثن في البيوت حيث يتعلمن الحرف التقليدية كالنسيج و الطرز، و الخياطة و الفتلة (خيط مذهب ترسم به الأشكال الجميلة على الثياب الفاخرة) ، و المجبود و السوتاج ( خيط سميك من الحرير مزدوج تطرز به الثياب) ....الخ،

كانت هذه الحرف حجة لتعرف على البنت قصد خطبتها، و في بعض العائلات تكون العروس من نفس العائلة ( بنت العم، بنت الخال......الخ)، و كان كذلك أنسب مكان للتعرف على الفتاة قصد الزواج هو الحمام ، أو في مناسبات الأعراس .الأم عندما تريد أن تخطب لأبنها تذهب إلى الحمام عدة مرات حتى تتعرف على الفتاة المناسبة، و حينذاك تسأل "الطيابات" (أي العاملات في الحمام ) بغرض الحصول على معلومات عن الفتاة و عن أهلها، لأن هؤلاء العاملات يقمن بدور هام في هذه العملية، لما لهن من المعرفة و الخبرة بكل فتاة تدخل الحمام من حيث الأخلاق و السلوك، و حين يتم جمع المعلومات الكافية من طرف النسوة تبعث الأم امرأة مسنة مختصة معروفة برزانتها و سلامة منطقها و محترمة من الجميع لتذهب إلى بيت الفتاة التي وقع عليها الاختيار، فتطلب يدها لعائلة فلان، و يكون الرد بالموافقة أو بالرفض الذي لا يسبب حرجا لعائلة الخاطب، و قد تذهب الأم بنفسها أحيانا و تقيّم البنت من كل الجوانب " الجمال، الأناقة، الاستقامة، الخلق، الشطارة" و في بعض العائلات تضرب الأم العريس بمرفقها الفتاة في الفخذ حتى تعرف ما مدى استطاعة العروس على تحمل متاعب الحياة .....الخ.

عندما يكون الرد بالموافقة تستعد الأسرة خاصة النساء( الأم ،الجدة، العمة، الخالة، الجارات) في مدة لا تتجاوز خمسة عشر (15) يوما، يذهب الجميع لطلب يد الفتاة، بمرور في طريقهم بمكان عام كالسوق لسماع الفال ( يعني أول كلمة التي تقال، إذا كانت الكلمة حسنة فان العروس مثلها،وإذا كانت الكلمة سيئة فان العروس مثلها، و في بعض الأحيان يتنازلون عن الخطبة بسبب الكلمة السيئة).

عند الوصول إلى بيت الفتاة، يستقبلهم أهلها بتقديم لهم القهوة و الحلوى، و هنا يتم الاتفاق على الشروط من مهر " الصداق" و كل ما يتعلق بلوازم العرس. فتبدأ أم العروس بمدح ابنتها كقولها " جيتو تخطبوا بنت الحسب و النسب ، سنية ، قنية ، لمتشوف قردة من المسا ، كل إصبع بصنعة " و الشرط أو المهر المتمثل في الكرافاش أو الحبل ، المسيبعات منقوش و الخاتم و كذلك "طيافر " (الجهاز ) المتمثل في ألبسة العروس،
و كذلك "العمامة " ( مبلغ من النقود ) و هذا يسمى "الكمال" ( المفاهمة على الصداق المسمى بينهما ) و هنا ينتهي دور النساء ثم يلتقي الرجال ( أهل الزوجين ) عادة في مقهى لإتمام الباقي حيث يتفق على تعيين اليوم الذي تقرأ فيه فاتحة النكاح .
:المراكنــــــــــة

عندما يحصل الاتفاق و تتم الخطبة، يعين أهل العروس يوم للمراكنة وقد يكون هذا اليوم أحيانا هو نفس يوم فاتحة النكاح ( مجموعة من رجال من أهل العروسين مع إمام ) و هذا ما يسمى" بالملاك " يذهب أهل الخاطب (العريس) إلى بيت الخطيبة ويحملون بعض الهدايا و سنية المقروط و المادلين و الطورنو ، يضع للعروس خاتم الخطوبة و يكون من الذهب و يسمى "خاتم الكلمة" و يقتصر الحفل على أقارب لعائلتين .

و هنا يتم الاتفاق على يوم "الحنة"و يكون قبل الزفاف بمدة قليلة، و أحيانا متتابعة مع الزفاف المعرفة ب
" حنة و الرفود" ( التعجيل بوليمة العرس مباشرة بعد حفلة الحنة بيومين أو ثلاثة ) .

وفي صباح هذا اليوم ، يقوم أهل الزوج بحمل نفقات من دقيق و كبش و حلويات ويسمى هذا ب "الدفوع " كما توضع الأشياء الأخرى موزعة على ثلاث موائد كبيرة و مستديرة تسمى "الطيافر" (واحد طيفورو هو مائدة مستديرة كبيرة محاطة بإطار من خشب رقيق بنحو 6 سنتيمتر ). فتوضع الحنة و الشاي و القهوة في احدهما ، و توضع الحلويات في الثانية ، و الثياب و الأقمشة الفاخرة و العطور (الجهاز ) في الثالثة ، و يحمل كل هذا على رؤوس النساء وصيفات مختصات لهذا العمل ثم يذهبن إلى بيت العروس في المساء فيستقبلهم أهل البيت عند باب الدار بالسكر ثم يقدم لهم الكسكسى و القهوة و الحلويات ثم يخرجن في فناء المنزل حيث يوجد جميع الاهل مع"المداحات " ( فرقة متكونة من خمسة نسوة يقمن بتنشيط الأفراح بالإنشاد و الصلاة على النبي (ص) و العزف بالآلات الموسيقية التقليدية كالبندير و، القلال ، الطبيلة ، الشكشكة و الدربوكة ) يغنون النساء اللواتي يرقصن في الحلقة .

فيما بعد تقوم إحدى النساء من أهل العريس بإخراج العروس (تكون ملفوفة بالحايك و لا يحجب عن وجهه) فتبدأ المداحات بالمديح و الصلاة على الرسول (ص) ثم تجلس العروس على "قصة ن الخشب " (إناء كبير مستدير يصنع من جذور الأشجار كالصنوبر أو الجوز ) مقلوبة فوقها وسادة توضع في وسط الحلقة على جانبيها فتاتان تحملان شموع و يضع لها الحناء في كلتا اليدين حتى الكعبين و كذلك في كلا الرجلين حتى الكوعين ثم تقوم امرأة مسنة موثوق بها في مثل هذه المناسبات فتعرض "الصداق" بكامله أمام الحاضرين و بصوت عال ثم يوضع في "الفنيق" (علبة خاصة توضع فيها حلي المرأة لتزيينها في الأفراح ) و هنا تبدأ في عد ما هدي من أطراف العائلة ممن قدموا هدايا ثمينة بالمناسبة كالأب و الأخ و العم و الخال ...الخ .

ويستمر الحفل حتى ساعة متأخرة من الليل ثم تأخذ أم العريس القليل من حنة العروس و تضعها على يد ابنها مرفوقة بالزغاريد و شعل الشموع و يتم هذا كله في منزل العريس بعد العشاء. ثم يحدد أهل الزوجين يوما للعقد الشرعي للنكاح ، فيتوجه كل منهما مع العروسين إلى "دار القاضي" فتكون العروس متلحفة "بحايك "
( قطعة من قماش منسوج من الصوف ممزوج بالحرير ترتديه النساء كحجاب خارج البيت و هو يغطي الجسم بكامله ) ، يرافقها ولي أمرها مع جماعة من الشهود فيسأل القاضي العروس عن رأيها في هذا الزواج ، فيكون ردها بالموافقة و هنا يتم عقد القران .

:الزفــــــــــــــــــاف
قبل الزفاف بشهر تقوم أم العريس بدعوة مجموعة معينة من النساء ( أهل ، جيران ، أحباب .إلى آخره ) و يطلق عليهم "المستادنات" لشرب "القهوة مع المسمنة "(نوع من الثريد على شكل مربع ملف على نفسه عدة لفات يقلى بالزيت و يصب عليه العسل ) ثم يخرجن لدعوة جميع الأهل و المعارف للعرس عند دخولهن أول بيت يرشوهن بالمزهرية مملوءة بالماء الزهر .

أما العروس قبل الزفاف بيوم واحد تؤخذ إلى الحمام برفقة أهلها و صحباتها العازبات عندما تصل إلى الحمام تدخل راجلة تصاحبها الزغاريد ثم بعد ذلك تدخل معها امرأة تحمل الشموع إلى قاعة الاغتسال بيت (السخون) دون خلع ثيابها وردائها حيث تنزع ملابسها في مكان مخصص للعرائس ، و بعد الرجوع إلى البيت حيث يقام حفل بسيط يقتصر على أهل الزوجة ، تقدم فيه القهوة مع الحلوى.

:أيـــــــــــــام العــــــــــــرس

قبل هذا اليوم بحوالي أسبوع يدعو العريس و "وزيره" (شاب متزوج من أصدقاء العريس يقوم بدور البرتوكول بتنظيم حفل الزفاف واستقبال المدعوين ) و هذا الشخص مقرب من العريس يتكفل بكل أموره الشخصية، و أصدقائهما المقربين لحضور حفل الزفاف.

اليــــــوم الأول
يسمى ذبيحة الكبش (حفل خاص بالشباب يقيمه العريس خاصة لأصدقائه بليلة قبل الدخول ) يقوم أهل العريس بتحضير العشاء و يكون عبارة عن "صرودان" هو عبارة عن (دوارة و بوزلوف) و شوربة و سلاطة.
و هذا خاص بالعريس و أصدقائه الذين تمت دعوتهم،و يشرع هذا الحفل بعد صلاة العشاء في دار العريس أو في دار أصدقائه ، و هو المعمول في أغلب الحالات ثم يفتتح الحفل بأهازيج المجموعة العيساوية أو على الطرب الشعبي أو طقطقات و أهازيج فيما بين الشباب ثم بعد ذلك يقوم بتوزيع الشاي و القهوة و الحلويات المتنوعة على المدعوين.

اليــــــــوم الثاني
هو يوم "الطعيم و التبيتة" و فيه يتوجه العريس صباحا مع بعض أصدقائه إلى الحمام ، و قبيل منتصف النهار يكون الجميع قد التقوا عند المقهى الذي اتفق على التلاقي فيه، فيمرحون ويرقصون على أهازيج المجموعة العساوية إلى حدود الظهيرة موعد سير الموكب إلى دار العريس لتناول الغداء، في الوقت الذي يكون فيه والد العريس قد أقام حفل غداء على الشرف مدعويه من الأهل و الأحباب و أعيان المدينة، يسمى هذا الحفل "بالطعيم" ( هو قصعة كبيرة من الكسكسى مع اللحم عند تحضيرها يغطونها بلخاف أبيض و يخرجها والد العريس إلى الرجال) ، فتفتح الجلسة الأولى من أعيان المدينة و بعد الأكل ترفع الأكف لدعاء للعروسين و للعائلة، بينما يتوافد المدعوون أفرادا و جماعات لتقديم التهاني، فيستقبلون من قبل أهل العريس بكل حفاوة و إكرام، ثم يجلسون حول " قصعة" لتناول الطعام .

أما العريس فبمجرد وصوله إلى الدار يدخل غرفته ليحلق رأسه و دقنه صحبه حلاقه الذي اعتاده، ثم يلبس جمل ثياب متوحشا ببرنوس أبيض ،بينما يمرح الأصدقاء مع "فرقة العيساوة" في فناء الدار قبل خروج العريس ليجلس معهم ، فيقوم "الوزير" برش المدعوين بالعطر، و بعد ذلك يوزع النقود على الأطفال بعد تقديم التهاني للعريس، ثم يذهب عقب نهاية الحفل إلى منزل "الوزير" ليأخذ قسطا من الراحة.

أما العروس تبدأ بتجهيز نفسها، فتأتي امرأة مختصة فتبدأ بتزينها حيث تقوم بنزع الشعر الزائد من وجهها " بالعجينة "( وهي خليط من الليمون و السكر توضع على النار ) ثم تسرح شعرها الطويل و تزين وجهها"بالبدوري"(غبرة بيضاء) و تضع الكحل في العينين والحاجبين "بالمرود" ( عود رقيق مصنوع من الخشب ) و سواك على الشفاه وكذلك "القرميد الأحمر "بعد ترطيبه يوضع على الخدين و ترتدي لباسا ابيض. وبعد العصر تتوجه مجموعة من السيارات ذات اللون الأبيض و كان هذا في فترة الخمسينات و في فترة الأربعينيات كانت عربة "الكالي " ، وعند دار العروس تدخل بعض النسوة لتناول "الطعام المعاود" ( كسكسى بالسكر و الزبيب يؤكل مع اللبن ) يحملن معهن "حايك مرمة" و"برنوس الرجال من الوبر" في الوقت الذي تكون فيه العروس جاهزة، يضع فوقها الحايك ثم البرنوس و تحمل معها سلة أو صندوق مصنوع من خشب فيه كل لوازمها كما يشتري لها والدها قطعة من القماش الأبيض ( كان يقصد به كفنها و فيما بعد تتلحف بها ) و يأتي أبو العريس أو رجل أكبر سنا من عائلة العريس ليحملها على كتفه اليمنى و يدخلها في السيارة ، ومن عادة المستغانميين أن يرافق العروس إلى باب السيارة أخوها الأكبر ، و تأخذ معها أكلة "مسمنة بالعسل" و ترافقها ا جدتها وخالتها و عمتها أما أمها فتلتحق بها ليلا .

و قد جرت العادة أن تذهب العروس إلى الولي الصالح "سيدي بالقاسم" و تنزل العروس و تدخل إلى الوالي و تعطيهم " الزيارة" ( نقود) و تسلمها إلى "الخدمة" (امرأة مسئولة عن قبة الوالي الصالح ) و تعطيها الخديمة "السنجاق" ( قطعة من قماش أخضر أو أبيض) لتبرك بزيارته ،و قبل الغروب تزف إلى بيت العريس و عند وصولها توقف بالسقيفة الدار فيستقبلنها جماعة نساء من أهل العريس فيحطن بها و هن يحملن الشموع و يصلين على النبي (ص) ليرافقنها إلى غرفتها (حيث لا يراها أحد) و في هاته الأثناء يقيم العريس مأدبة عشاء لمدعوين من أقرانه سواء في بيته، أو في بستان أحد أصدقائه أو دار على الشاطئ ، و بعد الفراغ من حفل العشاء يتوجه الجميع إلى المقهى السابق الذكر، و من هنا ينطلق موكب العريس، تصطحبه أهازيج فرقة العيساوة، و بجانبي العريس شابان يحمل شمعتين كبيرتين على يمينه، و الآخر على يساره يحمل باقتين من الزهور، و هذا ما يسمى بالحفل " التبيتة"( دخول العريس على العروس)، و قبل دخوله عليها يضع رجله فوق حبة بيض فيكسرها ثم يتخطى شنتوف لويز (خيط مملوء بالذهب).

:اليـــــــــوم الثالث

تخرج العروس من غرفتها صباحا، مرتدية حلة وردية حيث يقام على شرفها حفل صغير، تحضره نساء العائلة و بعض المدعوات اللواتي حضرن للتهنئة، فيشربن القهوة مع المسمنة التي سبق أن أحضرتها أم العروس و بعد ذلك يشرعن في إقامة الحفل بالمداحات فتتناوب الحاضرات على الرقص البطيء ( الشطح) على أنغام و إيقاعات دفوف المداحات، و يستمر هدا الحفل الابتدائي إلى حدود منتصف النهار ثم تأتى أم العروس حاملة معها الغداء (شوربة وسلاطة) و بعد إطعام جميع الحضور.

بعد ذلك تنطلق مراسم الحفل الثاني الكبير المسمى "المحتر" ( في الأصل المحضر و هو المجلس الذي يعد للعروس و المدعوات ولإقامة حفل الزفاف الخاص بالنساء ) .بعد الزوال إلى غاية غروب الشمس، يتصدر المجلس، كرسي العروس عليه وسادة بيضاء و إلى جانبيها كراسي أخرى معدة "للخراجات"
( يسمون هكذا لأنهن يخرجن لأول مرة بعد زواجهن) إلى جانب "البارزات " ( وهن مجموعة من نساء متزوجات يشتركن في الحفل مع العروس في عرض أزيائهن ساعة بعد أخرى أمام المدعوات و المداحات ).

يقابل هذا المجلس مجلس المداحات اللواتي ينشطن الحفل بأهازيج ، و بعد أن يستوي المجلس بالحاضرات تخرج العروس من غرفتها بلباس تقليدي جميل و هو " الغليلى" و هي عبارة عن قميص مصنوع من قطيفة مطرزة بالفتلة و "سروال تستيفة" يكون من قماش المنسوج الذهبي و تضع على عنقها زرير وسلاسل اسوتوار و الكرافاش و شنتوف اللويز و سلسلة مدي و على صدرها شركة الجوهر، و فوق رأسها شاشية (قلنسوة توضع على الرأس و هي تركية الأصل تصنع من القطيفة و توضع بقطع ذهبية المسماة بالسلطاني) ، و عند الجبين زرير و فوقه العصابة أو عصابة السلطاني و يضعون علي يمين و يسار بزايم و

تخالف لكي تثبت العصابة فوق تاج ثم الرعاعش و الطير المحجر و على أذنيها ونايس و المقافل و هو ( حلق كبير مصنوع من ذهب و جوهر ) و المنديل ، و هذا يسمى " بالشدة " و في يديها شكة المسايس ( السباعيات) و سبعة مسايس مربوطين بخيط من ذهب البراسلى و في رجليها البريم ، و يسدى على وجهها قطعة قماش شفاف يسمـــى ( العبروق) ثم ترافقها أم الزوج و بعض النساء العائلة يمدحن الصلاة علي النبي
( عليه الصلاة و السلام ) حيث تستقبل بالزغاريد.

تنهض و تجلس العروس علي الكرسي سبعة مرات و بجانبها ( الخارجات) و ( البارزات) و هن يرتدين مختلف الألبسة التقليدية الجميل حيث يستأنف الحفل بالرقص و يكون لزوجة (الوزير) شرف الكبير لافتتاح الرقصة أو الشطحة الأولي، و هنا يقدم لها النقود ( الرشقة) لتقديمها بدورها للمداحات تشريفا لهن، و هكذا يتم مع بقية الخارجات و البارزات. من عادة المستغانميين أن تشطح ( الخارجة) كل شطحة ببدلة مخالفة للأولى اقتداءا بالعروس ثم يفتح المجال لبقية النسوة، و تكون العروس قد ارتدت كل ملابسها التقليدية .

بعد الغروب يتوقف ( المحتر) و تبقي عائلة الزوج و بعض الأحباب فقط لكي يتناولون العشاء ، ثم يدخل الجميع إلي احدي الغرف لمواصلة السهرة إلي منتصف الليل بينما ترافق إحدى السيدات العروس إلي غرفتها بعد تقديمها إلى شيخها أي (أب الزوج) و باقي أفراد عائلة الزوج.

:يـــــــــوم " الترويح "

و بعد أسبوع يأتي يوم " الترويح " فتذهب العروس إلى الحمام مع الدعوات مرتدية لغليلي أو قفطان مع الشدة ، تجلب معها سلة الحمام و فيها " الحرش " و هي مقامة الحمام من فوطة وبنيقة و منشفة......الخ).
و عند وصولهم إلى الحمام تنزع ملابسها و ترتدي فوطتين من قماش منسوج حيث تدخل معها سطل ( دلو من النحاس ) و طاسة حمام مرفقة بنساء بالزغاريد و مديح إلى بيت السخون في مكان المخصص للعرائس ثم تنزع العروس الفوطة الأولى و تضع جميع مجوهراتها و تخرجها أمّ العريس من الحمام ، فتغسل للعروس إحدى "الطيبات" و بعد الانتهاء ترتدي العروس البشكير( المنشفة لتجفيف الجسم ) ثم تخرج و ترتدي كذلك احدى ألبستها معا الشدة . و عند الانتهاء تغادر العروس الحمام إلى بيت زوجها (تكون أم العريس قد دفعت كل تكاليف الحمام ) ليشرب الجميع القهوة مع " السفنج" (فطيرة من عجينة مخمرة فارغة تصنع على شكل دوائر و تقلى في الزيت ) ثم يبدأ الحفل بمديح "المداحات" و هنا توضع على ركبتي العروس منشفة وردية (البشكير ) و تحمل في يديها الشمعتين اللتين دخل بهما العريس و يستمر العرس حتى تصل أم العروس و هي مصحوبة بالعشاء الذي تم إعداده في منزلها لإطعام المدعوين .

:يـــــــــوم "التحزام"

أما يوم "التحزام" و هو اليوم الموالي الذي ترتدي فيه العروس اللباس التقليدي الشدة مع القفطان و فيه أيضا تأتي أم العروس بالغداء و هو " الثريد بالمرق و الدجاج " (عجين يرقق شبيه بالورق ، تصنع منه عدة أكلات أشهرها الثريد بالمرق و لحم الدجاج)، و بعد الغداء يشرع الحفل (التحزام) فيختار لهذه العملية امرأة مسنة و محترمة فتضع قصعة من خشب علي الأرض لتقف العروس فيها، عندئذ تحزمها المرأة بحزام أخضر على خصرها ، و تلفه سبع مرات، و عند الانتهاء تضع لها الحاضرات النقود في الأكمام " الكمايم" ( جمع كم و هو مدخل اليد و مخرجها من الثوب) وبانتهاء هدا اليوم تستطيع العروس أن تتحزم بحاشية خضراء فقط.

و بعد الحزام تحمل العروس بين يديها طفلا صغيرا و يقدم إليها ماء مسكرا (حلوا) فتشرب منه ثم ترمي الحلوى من خلفها فيسارع الأطفال لالتقاطها و هي متفائلة بأن تكون أيامها حلوة و مملوءة بالفرح و السعادة، فتتوجه إلى غرفتها بصحبة امرأة مسنة ،بالنسبة للماء المسكر فتشرب منه البنات متفائلات أن يلقن بركب العرائس.

* و بمرور يومين أو أربعة أيام يشتري أب الزوج السمك الأحمر ( الروجي ) بالنقود التي أعطيت لعروس يوم " التحزام" فتقوم العروس بتنظيفه و قليه ليكون غداء للأسرة، و هذا الفأل يدل على الرزق حيث يقال بأن العروس " المرزاقة " كما تقوم بعمل ثاني و هو عجن الخبز اظهارا لمهارتها و قدرتها على تدبير شؤون البيت.

*أما اليوم المسمى " القطيع السالف" فتأتي فيه الأم لتناول الغداء مع ابنتها العروس حاملة " الـــــزاورة"(وهي أن تأخذ الأم لابنتها الغداء مثل المدفوع ) ثم تقوم بإسداء بعض النصائح الهامة كحسن العشرة و المـــودة و طاعة الزوج و أفراد عائلته متمنية حياة سعيدة لابنتها.

ان شاء الله ربي يجعل ايامنا كلها اعراس
ويفرح كل واحد
المقال جد رفيه بالمعلومات و أنت يا أخ يخلف يوسف مدا تقدم؟
هشام - مصور - تلمسان - الجزائر

16/06/2019 - 404006

Commentaires

السلام عليكم . من فظلك اخي ان كنت باحث أو مختص في عادات و تقاليد مدينة مستغانم و على معرفة بأشخاص مختصين في هذا الميدان آمل أن تتصل بي فأنا تحتاج مساعدتك لأنني أحضر بحث اجتماعي حول تصورات و ممارسات الزواج لدى فئة الشباب في مدينة مستغانم.
يخلف يوسف - طالب - مستغانم - الجزائر

16/06/2019 - 403984

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)