الجزائر - A la une

سكان بومرداس يتذّكرون لحظات الزلزال الأليمة في الذكرى 15


يسترجع اليوم، سكان ولاية بومرداس الذكرى ال15 لزلزال 21 ماي 2003 الأليم الذي ضرب المنطقة، بقوة 6,8 على سلم ريشتر، مخلفا خسائر مادية وبشرية كبيرة وصلت، بحسب الإحصائيات الرسمية إلى 1391 ضحية و3444 جريح، إضافة إلى تهديم 93452 بناية، منها 11331 بناية مصنفة في الخانة الحمراء 5 وتضرر 882 مؤسسة عمومية ومنشأة فنية، منها 65 تهدمت بصفة كلية بقيمة إجمالية تعدّت 100 مليون دولار..يتوقف سكان ولاية بومرداس في مثل هذا التاريخ من كل سنة مع ذكرى أليمة اختزلتها ثوانٍ قليلة من زلزال مدمر، ضرب المنطقة، مساء الأربعاء من يوم 21 ماي 2003 ، في حدود الساعة 7 و45 دقيقة، لكنه بالنسبة للكثير من العائلات يظل ذكرى محفورة في الوجدان لا تمحوها السنين ولا تغيب عنهم للحظة صور من فقدوا وقضوا تحت الأنقاض وعشرات الجرحى والمنكوبين الذين يتذكرون تلك المواقف الحزينة والحياة الصعبة، وهم يفترشون الأرض والخيام، وباتوا بين عشية وضحاها بدون مأوى لتستمر في جزء منها تحت سقف البنايات الجاهزة التي عمرت طويلا، وظلت نقطة سوداء ترمز إلى حقبة حملت كل صور الألم والحسرة..
اليوم تحاول ولاية بومرداس محو آثار هذه المأساة استمرارا للمجهودات التي بذلتها الدولة في تلك الفترة، لإعادة إسكان المنكوبين في سكنات جديدة وتقديم الإعانات اللازمة ماديا وماليا لأصحاب البنايات، بحسب التصنيف الذي قدّمه مركز المراقبة التقنية للبناء لترميم منازلهم وإعادة تجديد وتهيئة المرافق العمومية المتضرّرة والبنى التحتية من جسور وطرقات مع التكفل النفسي والاجتماعي بالكثير من الحالات التي عرفت صدمات جراء هول الفاجعة.
تكابد السلطات الولائية من أجل القضاء النهائي على مخلفات الزلزال، وتبعات ملف الشاليهات، الذي تحوّل إلى أكبر عقبة في وجه التنمية المحلية وتجاوز أزمة السكن التي تضاعفت بسبب هذه الظاهرة وتهاون وتلاعب المجالس المنتخبة المتعاقبة وبعض المسؤولين عديمي المسؤولية الذين جعلوا من ملف الشاليهات فرصة للبزنسة والاستفادة من حصص السكنات الاجتماعية الكبيرة التي استهلكت بطريقة عشوائية بذريعة الشاليهات التي جمعت بداخلها كل الفئات من مختلف الأعمار والمستويات المعيشية، والمناطق أغلبها من خارج الولاية على حساب أصحاب الحالات الاجتماعية الذين ينتظرهم حظهم في سكن اجتماعي منذ عقود.
تستمر اليوم أيضا عملية القضاء على ما تبقى من 15 ألف شالي كانت موزعة على حوالي 95 موقعا، منذ زلزال 2003، حيث شارفت على نهايتها بعد انجاز 25 عملية لإعادة الإسكان في مختلف البلديات، ومن المنتظر أن يتم القضاء النهائي على الظاهرة، نهاية السنة، وبالمناسبة وتزامنا مع الذكرى ال 15 للزلزال، برمجت السلطات الولائية لبومرداس عملية جديدة لإعادة إسكان 1000 عائلة، نهار اليوم. ببلدية زموري، منها 300 استفادة في إطار صندوق معادلة الخدمات الاجتماعية «أفنبوس»، في انتظار عمليات أخرى مقبلة، أهمها ستتزامن مع مناسبة عيد الاستقلال 5 جويلية بإعادة إسكان 1000 عائلة من قاطني شاليهات بودواو، 700 عائلة بقورصو، 500 عائلة ببلدية دلس، 200 عائلة ببلدية بني عمران، ثم باقي الحالات الأخرى المتبقية ليطوى الملف نهائيا قبل التحوّل لدراسة ومعالجة الطلبات الاجتماعية الكبيرة المكدّسة بالدوائر.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)