الجزائر - A la une

احتفالات يناير بورقلة .. فرصة لتثمين الموروث الثقافي الأمازيغي




تشكل الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية الجديدة (يناير2971) التي تشهدها مختلف مناطق ولاية ورقلة مناسبة لتثمين الموروث الثقافي الأمازيغي، حيث تتجدد فيه الصلة بموروث الأجداد من عادات وتقاليد وبالتراث الثقافي الأصيل.وعلى الرغم من اختلاف الروايات حول يناير أو"ناير" إلا أن هناك إجماع في أن له علاقة مباشرة بالموسم الفلاحي والدورات الزراعية الفصلية. وحول مشاهد إحياء السنة الأمازيغية الجديدة بورقلة أوضح مصطفي بابزيز أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة أن الاحتفالات بيناير لدى ساكنة قصور ورقلة تمتد إلى عدة عصور حيث ترتبط في مجملها بالأرض لكونها رمزا للعطاء والسخاء، حيث يأمل الجميع أن تكون السنة الجديدة جيدة من حيث المحاصيل الفلاحية وبركة في الرزق.
وتتنوع مظاهر الاحتفالات بيناير بمختلف مناطق الولاية، وهي تبرز في عمقها الثقافي والإجتماعي مدى ارتباط الساكنة بالقيم الإجتماعية المتوارثة وبالتقاليد التي مارسها الأجداد بالمنطقة منذ زمن بعيد، حسب السيد بابزيز.
وتصادف هذه الاحتفالات موسم انتهاء جني محاصيل التمور وعودة الفلاحين من سكان القصر العتيق "القصبة" إلى حياتهم اليومية مع مطلع شهر ديسمبر وهم يحملون تمور الموسم بعد أن قضوا أزيد من ثلاثة أشهر (سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر) بين أحضان بساتين النخيل وتغمرهم أجواء من التفاؤل بحلول سنة أمازيغية جديدة ومباركة.
كما تقام عدة أنشطة متنوعة في أوساط المجتمع الورقلي ومنها تنظيم حلقات ختم القرآن الكريم والتضرع إلى المولى عز وجل في أن يغدق الخير والبركات على الساكنة طيلة السنة الجديدة، إلى جانب إقامة الأفراح.
ويعد يناير أيضا فرصة للعائلات الورقلية لإحياء حرف يدوية وتقليدية على غرار المنسج، وتخزين مواد غذائية بالإضافة إلى تحضير "البخور" للفتيات المقبلات على الزواج.
وفيما يخص التجارة تعتبر مناسبة السنة الأمازيغية الجديدة أيضا موعدا هاما للتجار حيث يفضل الكثير منهم القيام بالتقويم السنوي لبضائعهم تحسبا لفريضة الزكاة، وكذا تقييم الأرباح المحققة خلال السنة، والإستعداد لإستقبال سنة جديدة تحدوهم مشاعر التفاؤل بسنة مباركة، مثلما شرح ذات الفاعل الجمعوي.
..تقاليد راسخة تحييها المرأة بقصر ورقلة
وتحرص المرأة بقصر ورقلة العتيق على إحياء تقاليد راسخة متوارثة بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة. وفي هذا الصدد تقولفي العقد الستين من عمرها من قصر ورقلة أنها تحرص ومنذ سنين طويلة على إحياء مشاهد من العادات والتقاليد المرتبطة بعيد يناير، ومن بينها التقاء نساء العائلة والجيران لتحضير أطباق متنوعة وتبادلها فيما بينهم، إلى جانب تحضير أكلة "كسكس السراير"، وهي عبارة عن كسكسي ممزوج بأعشاب نباتية، حيث يعتقد أنه يساعد الجسم على مقاومة البرد الشديد.
وعشية حلول يناير، تقول السيدة مريم يجتمع أفراد العائلة لتناول وجبة "البركوكس" أوما يسمي ب"تارشيمث"، كما تقام حلقات بالمنزل لتلاوة القرآن العظيم، وتأدية بعض الصلوات بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة.
وعادة ما تتميز المناسبة أيضا بتكثيف حملات توزيع الصدقات تبركا بالسنة الأمازيغية الجديدة وزيارة أضرحة بعض علماء ومشائخ المنطقة، كما ذكر السيد مصطفى بابزيز. وتميزت الاحتفالات بالسنة الأمازيغية عبر مختلف المؤسسات الثقافية بولاية ورقلة بتنظيم ندوات ومحاضرات عبر الفضاء الأزرق للتعريف بالحضارة الأمازيغية وتاريخها، وتخصيص أجنحة للكتب والمؤلفات الصادرة باللغة الأمازيغية.
وتنظم بالمناسبة أيضا عدة معارض للصناعات التقليدية والأطباق التي تشتهر بها المنطقة، ومسابقات في اللباس التقليدي المحلي وفي الأكلات التقليدية إلى جانب تنشيط لقاءات أدبية وفي الأمثال الشعبية وسرد القصص بالأمازيغية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)