الجزائر - Documents personnels (Photos, Articles ...)


و في "نيل الإبتهاج ما نصه: محمد ابن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن مرزوق الخطيب شمس الدين شهر بالخطيب و بالجد ابن مرزوق شارح "العمدة" في الحديث و "الشفا" ذكره ابن فرحون في الأصل أي في الديباج" و أثنى عليه و ذكر شيوخه و لنذيله هنا بما لم يذكره.
قال ابن خلدون: صاحبنا الخطيب أبو عبد الله التلمساني كان سلفه نزلاء أبي مدين بالعباد متوارثين ترتبه من زمن جدهم خادمه في حياته و جده الخامس أو الشادس أبو بكر بن مرزوق معروف بالولاية فيهم و ولد صاحب الترجمة على ما أخبرني عام عشرة و سبع مئة و رحل مع والده للشرق سنة ثماني عشرة و سمع ببجاية على ناصر الدين و لما جاور أبوه بالحرمين رجع هو للقاهرة فأقام وقرأ على البرهان الصفاقسي و أخيه و برع في الطلب و الرواية و كان يجيد لخطين و رجع سنة ثلاث و ثلاثين للمغرب و لقي السلطان أبا الحسن محاصرا لتلمسان و قد بنى مسجدا عظيما بالعباد و كان عمه محمدا بن مرزوق خطيبا به على عادتهم و توفي فولاه السلطان خطابة ذلك المسجد مكان عمه و سمعته يشيد بذكره في خطبته و يثني عليه فقربه و هو مع ذلك يلازم ابني الإمام و يلقي أكابر الفضلاء و يأخذ عنهم و حضر معه وقعة طريف و أرسله للأندلس و قشتالة في الصلح و فك و لد الماسور ورجع بعد وقعة القيروان مع زعماء النصارى وافدين على أبي عنان بفاس مع أمه حظية أبي الحسن ثم رجع لتلمسان و أقام بالعباد و بها يومئذ أبو سعيد عثمان و أخوه أبو ثابت و السلطان أبو الحسن بالجزائر و قد حشد هناك فأرسل ابو سعيد بن مرزوق إليه سرا في الصلح فلما اطلع أبو ثابت على الخبر أنكره على أخيه فبعثوا من حبس ابن مرزوق ثم أجازوه البحر للأندلس فنزل على أبي الحجاج سلطان غرناطة فقربه و استعمله على الخطبة بالجامع الحمراء فبقي عليها حتى استدعاه أبو عنان سنة أربع و خمسين بعد مهلك أبيه و استيلائه على تلمسان و أعمالها فنظمه في أكابر أهل مجلسه ثم بعثه لتونس عام ثمان ليخطب له بنت السلطان أبي يحي فردت الخطبة و اختفت بتونس و وشى لأبي عنان أنه مطلع على مكانها و سخطه و أمر بسجنه مدة فأطلقه قبل موته و لما تولى أبو سالم إثره و جعل الأمور بيده فوطئ الناس أعتابه و غشي أشراف الدولة بابه و صرفوا إليه الوجوه فلما وثب الوزير عمر بن عبد الله بالسلطان الآخر اثنين و ستين حبس ابن مرزوق ثم أطلقه بعد طلب كثير من أهل الدولة قلته فمنعه منهم و لحق بتونس سنة أربع و ستين و نزل على السلطان أبي إسحاق و صاحب دولته أبي محمد بت تافراكين فأكرموه و ولوه خطابة جامع الموحدين و أقام بها حتى هلك أبو يحي سنة سبع و ولي ابنه خالد ثم لما تولى أبو العباس الأمر بعد قتله خالدا و بينه و بين ابن مرزوق شيء لميله مع ابن عمه محمد صاحب بجاية عزله عن الخطبة بها فأجمع الرحلة للشرق، و سرحه السلطان فركب السفينة للاسكندرية ثم للقاهرة و لقي و لقي أهل العلم و أمراء الدولة فنفقت بضائعه عندهم و أوصلوه للسلطان الأشراف فولاه الوظائف العملية موفر المرتبة معروف الفضيلة مرشحا للقضاء ملازما للتدريس حتى هلك سنة إحدى و ثمانين اهـ ملخصا.
و قال في "الإحاطة": كان من طرف دهره طرفا و خصوصية و لطفا مليح التوسل حسن اللقاء مبذول البشر الكثير التودد نظيف البزة لطيف التأني خير السمت طلق الوجه حلو اللسان طيب الحديث مقدر الألفاظ عارفا الأبواب دربا بصحبة الملوك و الأشراف ممزوج الدعابة بالوقار و الفكاهة بالنسك و الحشمة بالبسط عظيم المشاركة لأهل وده و التعصب لإخوانه ألفا مألوفا كثيرا الإتباع غاص المنزل بالطلبة منقادا للدعوة بارع الخط أنيقة عذب التلاوة متسع الرواية مشاركا في فنون عن أصول و فروع تفسير يكتب و يشعر و يقيد و يؤلف فلا يعدو السداد في ذلك فارس منبر غير جزوع و لا هيلبه رحل للشرق في كنف و حشمة مع والده فحج و جاور و لقي جلة ثم فارقه و قد عرف حقه بالشرق ورجع للمغرب فاشتمل عليه ابو الحسن و جعله مفضى سره و إمام جمعه و خطيب منبره و أمير و أمين رسالته و قدم الأندلس وسط عام اثنين و خمسين فقلده سلطانها خطبة مسجده و أقعده للإقراء بمدرسته ثم صرف عنه جفن سره من أسلوب طماح و دالة فأغشم الفترة و أتهز الفرصة فانصرفت عزيز الرحلة مغبوط المنقلب في شعبان عام أربعة و خمسين فاستقر عند أبي عنان في محل تجله و بساط قربة مشترك الجاه مجرى التوسط انتهى ملخصا.
قال الحافظ ابن حجر: و لما وصل تونس أكرم إكراما عظيما فخطب و درس في أكثر المدارس ثم قدم القاهرة فأكرمه الشرف و درس بالشيخونية و الضرعتشية و النجومية و كان حسن الشكل جليل القدر مات في ربيع الأول سنة ‘إحدى و ثمانين اهـ.
قال ابن الخطيب القسنطيني: شيخنا الفقيه الجليل الخطيب توفي بالقاهرة و دفن بين ابن القاسم وأشهب له طريق واضح في الحديث و لقي أعلاما سمعنا منه "البخاري" و غيره في مجالس و لمجلسه لباقة و جمال وله شرح جليل على "العمدة" في الحديث اهـ.
و قلت: و قرأت بخط العالم أبي عبد الله ابن الإمام ابن العباس التلمساني ملخصه: كتب بعض السادات للإمام زعيم العلماء الحفيد ابن مرزوق لما تفقه عمر بن عبد الله على يد الشيخ أبي يعقوب كتب ما نصه: الحمد الله على كل حال، خرج الطبري في منسكه و أبو حفص العلائي في سيرته عن عبد الله بن عمر و عبد الله بن عمر و قالا: و قف رسول الله على الثنية التي بأعلى مكة و ليس بها يومئذ مقبور فقال: يبعث الله من هاهنا سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب و لا عقاب و وجوههم كالقمر ليلة البدر فقال أبو بكر: من هم يا رسول الله؟ فقال: هم الغرباء من أمتي الذين يدفنون هنا" ففي الموضع دفن والدي رحمة الله بعد سماعه الحديث بسبعة أيام أفتراه لا يشفع فيمن أقال عثرة ولده؟ أفما يشتري هذا بأموال الأرض؟ أفلا يراعي لي أنه ليس اليوم يوجد من يسند أحاديث الصحاح قراءة و سماعا من باب إسكندرية إلى البرين و الأندلس غيري؟ و قرأت عن نحو مئتين و خمسين شيخا و الله ما أعلمه لكني حرمني الله منه فنبذت الإشتغال به و آثرت إتباع الهوى و الدنيا فهويت اللهم غفرانك أفلا يراعي لي مجاورة نحو اثني عشر عاما و ختم القرآن في داخل الكعبة و الإحياء في محراب النبي صلى الله عليه وسلم و الإقراء بمكة و لا أعلم من له هذه الوسيلة غيري؟ أفلا يراعي لي الصلاة بمكة ستا و عشرين سنة و غربتي بينكم و محنتي في بلدي على محبتكم و خدمتكم من ذا الذي خدمكم من الناس يخرج على هذا الوجه استغفر الله استغفر الله من ذنوبي، ذنوبي أعظم و ربي أعلم و ربي أرحم و السلام اهـ. و فيه دليل على القدر الرجل و مكانته دينا و دنيا.
و رأيت له في بعض المجاميع ما ملخصه: و من أشياخ والدي سيدي محمد المرشدي لقيه في ارتحالنا للشرق و حملني إليه و أنا ابن تسع عشر سنة فنلزنا عنده وقت صلاة الجمعة و من عادته أن لا يتخذ إمام للمسجد و حضر حينئذ من أعلام الفقهاء من لا يمكن اجتماع مثلهم في غير ذلك المشهد فقرب وقت الصلاة فتشوف من حضر من الفقهاء و الخطباء للتقديم فخرج الشيخ فنظر يمينا و شمالا و أنا خلف والدي فوقع بصره علي، فقال: يا محمد تعال فقمت معه إلى موضع خلوة فباحثني في الفروض و الشرط و السنن قال فتوضأت و أخلصت النية فأعجبه وضوئي و دخل معي المسجد و قادني المنبر و قال لي: يا محمد ارق المنبر فقلت له: يا سيدي و الله ما أدري ما أقول، فقال لي: ارقه و ناولني السيف الذي يتوكأ عليه الخطيب عندهم و أنا جالس مفكر فيما أقول إذا فرغ المؤذنون فلما فرغوا ناداني بصوته و قال لي: يا محمد قم و قل باسم الله قال: فقمت و انطلق لساني بما لا أدري ما هو إلا أني أنظر إلى الناس ينظرون إلي و يخشعون من وعظي فأكملت الخطبة فلما نزلت قال لي: أحسنت يا محمد و قراك عندنا أن نوليك الخطابة و أن لا تخطب بخطبة غيرك ما وليت و حييت ثم سافرنا فحججنا و أراد والدي الجوار و أمرني بالرجوع لتلمسان لتؤنس عمي و أمرني بالوقوف على سيدي المرشدي هناك فوقفت عليه و سألني عن والدي فقلت له: يقبل أيديكم ويسلم عليكم فقال لي تقدم يا محمد و استند لهذه النخلة فإن شعيبا يعني أبا مدين عبد الله عندها ثلاث سنين ثم دخل خلوته زمانا ثم خرج فأمرني بالجلوس بين يديه ثم قال لي: يا محمد أبوك من أحبابنا و إخواننا إلا أنك يا محمد فكانت إشارة منه لما امتحنت به من مخالطة اهل الدنيا و التخليط ثم قال: يا محمد أنت مشوش من جهة أبيك تتوهم أنه مريض و من (جهة) بلدك أما أبوك فبخير و عافية و هو الآن عن يمين منبر الرسول عليه السلام و عن يمينه خليل المكي و عن يساره أحمد قاضي مكة و أما بلدك فباسم الله و خط دائرة في الأرض ثم قام فقبض إحدى يديه على الأخرى و جعلهما خلف ظهره و جعل يطوف بتلك الدائرة و يقول: تلمسان تلمسان حتى طاف بها مرات ثم قال لي: يا محمد قد قضي الله الحاجة فيها فقلت له كيف يا سيدي؟ فقال: ستر الله على فيها من الذراري و الحريم و يملكها هذا الذي حصرها فهو خير لهم ثم جلس و جلست بين يديه فقال: الله يا خطيب فقلت له يا سيدي عبدك مملوكك فقال: كن خطيبا أنت الخطيب و أخبرني بأمور و قال ليلا بد أن تخطب بالجانب الغربي و هو الجامع الأعظم بالإسكندرية ثم أعطاني شيئا من كعيكات صغار زودني بها و أمرني بالرحيل و أما خبر تلمسان فدخلها المريني كما ذكر و ستر الله على ما فيها من الذراري و الحريم و كان هذا المرشدي يتصرف في الولاية كتصرف أبي العباس السبتي نفعنا الله بها اهـ.
و لصاحب الترجمة تأليف "كشرحه الجليل على عمدة الأحكام" في أسفار الخمسة جمع فيها بين ابن دقيق العيد و الفاكهاني مع زوائد و "شرحه النفيس على الشفا" و لم يكمل و "شرح الأحكام الصغرى" لعبد الحق وشرح فرعي ابن الحاجب" و لا أدري كمل أم لا و بيته بيت علم و دراية و دين و ولاية كعمه و أبيه و جده و جد أبيه و كولديه محمد و أحمد و حفيد الإمام النظار الحفيظ ابن مرزوق و ولد حفيده المعروف بالكفيف و حفيد حفيده المعروف بالخطيب و هو آخر فقهائهم فيما أعلم اهـ.
و في "جذوة الاقتباس" ما نصه: محمد بن أحمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي من أهل تلمسان يكني أبا عبد الله و لقب من الألقاب الشرقية بشمس الدين كان مليح الترسل مبذول البشر كثير التودد نظيف البرة خير السمت طلق الوجه طيب الحديث دربا على صحبة الملوك عارفا بالأبواب ممزوج الدعاية بالوقار و الفكاهة بالنسك و الحشمة بالبسط عظيم المشاركة لأهل وده و التعصب لإخوانه غاص المنزل بالطلبة بارع الخط أنيقه متسع الرواية مشاركا في فنون من أصول و فروع التفسير يكتب و يقيد و يؤلف و يشعر فلا يعدو السداد رحل إلى المشرق فحج و جاور و لقي الجلة مع والده ثم فارقه و عرف بالمشرق أخذ بالمدينة المشرفة على مشرفها أفضل الصلاة و السلام عن خطيبها عز الدين أبي محمد الحسين بن علي الواسطي و عن جمال الدين محمد ابن أحمد بن خلف المصري و عن الشيخ أبي الحسن علي بن محمد الحجار الفراش بالحرام النبوي و عن قاضي المدينة شرف الدين الأسيوطي الخمي و عن الشيخين شرف الدين عيسى ابن عبد الله الحجبي المكي توفي و قد قارب المئة و عن خليل بن عبد الله القسطلاني التوزري و عن الشيخ عثمان النويري المالكي و عن شهاب الدين أحمد ابن الحراني اليمني و عن أبي الربيع بن يحي المراكشي و عن أبي القماح و عن شرف الدين عيسى بن محمد المغيلي و عن إبراهيم بن محمد الصفاقسي و بمصر عن علاء الدين القونوي و عن جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني المصنف و عن ابن منير الحنفي و عن شهاب الدين أحمد بن منصور الحبلي الحوهري و عن الشيخ أثير الدين أبي حيان محمد ابن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي الغرناطي و عن الشيخ النسابة شهاب الدين أبي العباس أحمد بن أبي بكر ابن طي ابن حاتم ابن حبيش الزبيدي المصري تبلغ شيوخه نحو ألفي شيخ و عن الشيخ محمد بن أحمد بن ثعلب و عن شمس الدين محمد بن كتشفزي الخطابي الصيرفي و عن عماد الدين محمد بن علي بن المنجم الدمياطي عن تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي و عن البرهان الدين الحكري و عن محمد بن جابر الوادي آشي و عن أبي القاسم بن علي البراء و عن قاضي القضاء ناصر الدين بن منصور بن محمد بن قيس الإسكندري و بتونس عن المحدث النسأبة أبي عبد الله محمد بن حسين الزبيدي و عن قاضي الجماعة أبي إسحاق بن عبد الرفيع و القاضي أبي محمد بن عبد السلام و أبي محمد بن راشد القفصي و ببجاية عن الإمام ناصر الدين المشدالي و عن الحافظ أبي عبد الله الزواوي و عن أبي الله المسفر و ببلد تلمسان ابني الإمام و الخطيب أبي عبد الله المجاصي و غيرهم و بفاس عن أبي عبد الله محمد بن سليمان السطي و لما قدم المغرب اشتمل عليه السلطان أبو الحسن اشتمالا خصه بنفسه و جعله محل سره و إمام جماعته و خطيب منبره و أمير رسالته و رحل بعد أبي الحسن إلى الأندلس، و ألف "المسند الحسن على مآثر السلطان أبي الحسن" ثم رجع للمغرب أيضا بخدمة أبي عنان فارس فكان محل تجله و كان عند أخيه أبي سالم بعد فارس و كان قد غضب عليه أبو عنان فاعتقله و أخذ أمواله و ضيق عليه و اجمع على قتله و تمادى عليه ذلك إلى أن شتملته عوائد الله تعالى معه في الخلاص من الشدة و ظهرت عليه بركة سلفه.
قال ابن الخطيب: أخبرني أمير المسلمين سلطاننا أعزه الله قال: عرض لي والدي رحمة الله في النوم فقال: يا ولدي اشفع في الفقيه ابن مرزوق فعينت لوجهة ذلك القاضي الحضرة فكان ذلك ابتداء الفرج قال: و حدثني الثقة من خدام أبي عنان مخبرا عن نفسه يعني أبا عنان أنه رأى رسول الله فأمره بتسريحه ثم ترك سبيله و أبيح له ركوب البحر إلى البلاد المشرقية بأهله و ولده فسار في كنف الستر عام أربع و ستين و سبع مئة و تصانيفه عديدة منها "شرح العمدة" جمع فيه بين الفاكهاني و تقي الدين بن دقيق العيد و شرح الكتاب "الشفا في تعريف بحقوق المصطفى" و لم يكمل توفي بعد الثمانين و سبع مئة.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)