الجزائر - A la une

إنتاج جزائري جديد في منافسة الطويل: عمار سي فوضيل ينثر "أيام الرماد" في وهران



إنتاج جزائري جديد في منافسة الطويل: عمار سي فوضيل ينثر
قدم المخرج الجزائري الشاب عمار سي فوضيل، لجمهور مهرجان الفيلم العربي بوهران، عمله الطويل الأول بعنوان "أيام الرماد"، الذي جمع عددا من الوجوه الفنية الصاعدة، تقمصت أدوارا هندس ملامحها سي فوضيل.مر الفيلم الجزائري "أيام الرماد" (105د) شبيها بالطبق الذي تحتار في الحكم على مذاقه، حلو أم مر أم بلا مذاق أصلا؟ و أمام قاعة مملوءة عن آخرها، في يوم الجمعة، حيث فضل الوهرانيون المشاركة في الحدث السنوي، ومتابعة قدر عطلة أسبوعية من الأفلام العربية. حضور زاد من رهان سي فوضيل وهو يعرض عمله في إطار تنافسي عربي، ولأول مرة، حيث لم يسلم من تعليقات الجمهور، تصفيقات وتصفير، ضحك واستغراب، ولحظات سكون وصمت لفهم ما يحدث في الشاشة الكبيرة لقاعة المغرب.
يتناول الفيلم قصة أربعة أشخاص بمصائر مأساوية، وقاسية. "أمير" رجل أعمال شاب، يبحث عن مزيد من الربح، حياته عبارة عن ألغاز كثيرة وغموض دائمين. "فاطمة" (لامية بوسكين) طالبة فقيرة لا تملك قوت يومها، تعيش في بيت مهجور مع شابين يحميانها من الاعتداءات، بعدما فقدت أسرتها وتشردت في الشارع. وإلى جانب "علي" و "محند" (سمير الحكيم) تحاول أن تجد عملا لإعالتهما، وسرعان ما تدخل في دروب غير محمودة بعدما وظفها "أمير" نادلة في مطعمه بالجزائر العاصمة، حيث ترضخ فاطمة لمساومات رئيسها وتدخل معه في عمليات سطو وسرقات للسيارات والمجوهرات مستعملة علي ومحند. مغامرة انتهت بجريمة قتل، راحت ضحيتها سيدة اختطفت خطأ. دوامة العنف والانحراف تؤدي بالمجموعة إلى طريق مسدود، العودة منه مستحيلة، إذ يسقط الواحد تلو الآخر في شر أعماله، حيث يقتل علي وأمير ومحند بنفس السكين الذي ذبح ضحيتهم. في القصة الموازية للمشهد الرئيس للقصة، زوج الضحية، شرطي يعاني من انعدام الاتصال بينه وبين زوجته، وبدل المصارحة والكلام علنيا، يغرق في بحر الشك، وهو في عز مهامه الأمنية، ما يتركه غير واع بالخطر الذي يحدق بزوجته.
فكرة العمل البوليسي الذي آثرها سي فوضيل على باقي المواضيع الممكنة والمتاحة، شكلت أولى عقبات إنجاز العمل، الذي سقط في أخطاء متتالية، من شاكلة العمل اليومي لأفراد الشرطة، خاصة عندما يتعلق الأمر بمحقق شرطة، ردود أفعاله وتعامله لحظة الخطر أو الإنذار، بروفيل المريض ذهنيا الذي أوكله لسمير الحكيم، الذي اقتصر أداؤه على حركات بسيطة، فيما الوضعية مركبة للغاية وذهنية أيضا لم نشعر بقوتها. عدم رسم تفاصيل فاطمة الطالبة، علاقتها بجدتها و عائلتها، ما عدا قصة خروجها للشارع وتعرضها للاعتداء من قبل شيخ سكير، كما بقيت شخصية "علي" مبهمة هي الأخرى، لا نعرف مرجعية الشاب وما الذي أتى به إلى هذا البيت الخراب... وغيرها من الأشياء التي كان من المفترض أن تظهر أثناء صياغة السيناريو، فالقصص الجانبية هي بمثابة الجناحين اللذين يحملان القصة الرئيسية، بينما غابت الأجنحة فطار الفيلم بين اللقطة واللقطة، وتشتت ذهن المتفرج ليحاول ربط الحلقة بالحلقة، فيما لم يكن التركيب قويا ليعيد كتابة السيناريو بالشكل المطلوب سينمائيا.
«أيام الرماد" التي انتهت إليها العناصر الأربعة بسبب أفعالهم الشريرة، هو نص اقتنع به بشير درايس المنتج، والذي راهن على سي فوضيل كاسم صاعد في الفن السابع الوطني، علما أن درايس يتجه في السنوات الأخيرة إلى هذا النوع من الدعم، على شاكلة "النافذة" لانيس جعاد، والذي حاز على جوائز وتقديرات متتالية في 2011. علما أن أيام الرماد بدأ تصويره مطلع شهر جوان المنصرم، على مدار خمسة أسابيع، أدار سي فوضيل فريقا فنيا شابا، بتمويل من شركة " Les Films de la source". كما استفاد العمل من إعانة وزارة الثقافة عن طريق صندوق دعم الإنتاج السينمائي، والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، رغم أنه ليس عملا مميزا والسيناريو به كبوات كثيرة، ما يثير التساؤل: كيف حصل على فيزا الفداتيك؟
سي فوضيل مخرج جزائري شاب من مواليد 1975، متخرج من المدرسة العليا للهندسة بالعاصمة، ومن المدرسة العليا للفنون الجميلة. ما فتح له أفق تخيل المكان، وتصور حالات تصويرية متعددة، تكون فيه السينما هي الفضاء المناسب لرغبته تلك. في 2007 سافر إلى فرنسا لدراسة نظريات السينما، وبعد ثلاث سنوات أخرج تسعة أفلام قصيرة كتب نصوصها بنفسه.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)