Algérie - 02- Origines

la photos et la presses témoignes







قلت :
ليث السماء تمطر حتى تفسد على الاثرياء فسحتهم في هذه الحقول الخضراء على مدار السنة و هذه الغابة التي يأتيها الأغنياء من كل مكان ليضحكوا على فقرنا و جهلنا ، كنت أنداك في الابتدائية ، و كوني دخلت المدرسة في سن متأخرة ، بسبب الاستدمار ، وكانت عائلات من سفكوا دماءنا تأتي الى قريتنا ، كنت دائما أقول محدث نفسي :
كيف لا ارى و لا اسمع قهقهات الصادرة من العدم تخرج من تلك الحناجر و كأنها سخرية و استهزاء بنا ، تأخذني أحلامي مع أمنياتي لأفيق من حلمي بتلك الضحكة الرقيقة لابنة السيد ابن السيد ، و اظن انه ابن سيٌدة ، عبدْ ابن عبدٍ لعبدٍ و كلنا عبيد ، أفيق و ادرك ان الجو جميل بالنسبة لهم و لو سقطت الثلوج و ان الجو غائم في مخيلتي و حياتي و لو كان الربيع على مدار السنة ، و يكفيني ان ارفع انفي لأدرك ان الجو جميل و سيضل جميل ! .
السماء صافية من الناحية الشرقية ، و تبعت شعاع يميل الى البنفسجي مع غشاء ازرق بارد يتخلله ضباب ابيض بياض تلك الحسناء التي ترتدي لباس شفاف ، تنظر اليٌ نظرة المغشي عليه و هذا ما يزيدني إسرار للتمعن عن جنب ، و اختبأ احيانا وراء تلك الأشجار الكثيفة التي تحجبني منها ، تلاحقني بنظراتها ، تنفرد بخطواتها باتجاهات متعاكسة لتستقر على بعد امتار ، تنبطح ارضا و تكشف على ساقيها حتى يظهر بطنها و كأنها على الشاطئ ، لست ادري ما كنت أريده ، لكني اعلم ان شيء ما بداخلي يحرك مشاعري ، لم افهم معناها إلا بعد مرور بضعة سنين ، رغم اني كنت تارة اقوم بما وسوس الشيطان لي به ، و تارة أخرى ، امام صهيل والدها الذي يتفقدها من حين الى آخر تغادر المكان و تتركني في هستيريا ، اراقب الوضع من بعيد ، اما حين يكون الأمر بين ايدي والدتها ، فهي لا تبالي ما دامت " زهية " لم تدخل الغابة بفردها .
الأب صياد ماهر ، يقال انه كان محارب ماهر ، و كان يتمتع بالرمي على اشياء كانت ترسل له في الفضاء و يقنصها ، انه لا يخطئ الهدف ، و كانت بالنسبة لي ذكريات تؤلمني ، تذكرني بفقري الذي سببه قد يكون هذا الشخص ، يتٌمني و حرمني من والدي و أخي الأكبر ، ربما هو ، لهذا كانت رغبتي في اشباع حيوانيتي كبيرة مع ابنته ، قد يكون نوع من الانتقام ؟ لست ادري ؟ الى درجة اني فكرت الانقضاض على ابنته جهارا نهارا ، لكن ما يحبس المرء دائما ، و ما يخفيه الكثيرون ، هو الخوف ! الخوف نعم ، لا يوجد بشر او مخلوق حي لا يخاف ، لان الخوف علامة من علامات الوجود ، ليس الخوف من أي شيء ، لكن لكل منا شيء ما يخاف منه ، و من منا لا يخاف من الموت ، الموت الذي كلنا ندرك انه آت ، لكننا ننساه و نقوم بأعمال نندم عليها او نتذكر اننا قمنا بشيء ما لا يجب القيام به ، فور إصابتنا بمرض مثلا ، و لو كان هيٌن ! ... اما والدتها فكانت غالبا ما تضع مذياع و تختار اغاني ، و ترقص مع كل من يقترب منها ، كان الجميع يرقص و يغني اثناء تحضير وجبة الغداء قبل القيلولة او الانصراف ، هذا يوم من حياتي تكرر عدٌة سنوات ، مشهد ترسخ في ذاكرتي ، خاصة تلك الخيمة الصفراء اللون التي كانت تتسع لعائلة من فقراءنا ، كان يأوي إليها شاب لتلحق به " آن " و كنت أتسلل لاشاهدها تخلع ثيابها و هو يهرول في خلع سرواله ، ثم يخرجان بعد فترة يكاد الدم يخرج من خديهما من شدة الاحمرار ، يجريان و كأنهما أتيا من بعيد ، ليس من داخل الخيمة ، و هكذا مرٌت الصبيحة و الظهيرة ليتنادوا :
هيا لننزع الخيمة و نجمع المتاع لننصرف بعد نصف ساعة ... هل سمعتم ؟ هيا يا جماعة .
يبدوا التعب على الجميع ، يوضع المتاع في السيارات ، يركب الكل و ابقى انا بمفردي ، اجوب المكان شبر شبرا ، افتت العشب لعلي اعثر على شيء ما يفرحني ...
يركب الجميع تحت نظراتي الثاقبة للفتاة التي تبادلني احيانا نظرة ، او ابتسامة ، هي نظرة لا معنى لها ، و ابتسامة شفقة أظنها ، المهم انها بادلتني على قدر رغبتي و حالي ، و تنطلق السيارة لابقى انا في انتظار اليوم الذي تعود فيه ، و عند الانطلاق قال الوالد ، ذو اللحية الشقراء و الخدود الحمراء :
يوم جميل رغم التعب ، لكن حمام ساخن يزيل كل شيء ، و سأحلق ذقني ، لان غدا لي موعد مع رئيسي بالشركة .
الزوجة :
اغتنم الفرصة و ارتدي ذلك القميص الأزرق الذي اقتنيته لك بمناسبة عيد ميلادك الأخير .
ههههههة يضحك الزوج ... و تنطلق السيارة ... تلقي « Anne » النظرة الأخيرة إلى المكان ، ام اليٌ ؟ لست ادري ، لكن تطول النظرة مع الابتسامة و الالتفاتة حتى المنعرج الذي يحجبها عني .. اعود إلى كوخنا ، اساعد والدتي في تحضير ما نسد به رمقنا ، بعد ان جمعت الوالدة الاعلاف لنا و لماشيتنا ، نتشدق العلف مع خبز الشعير ، تغيب الشمس ، تبدأ نسمة المساء ، يعم سواد الليل ، توقد لنا الوالدة "يقوتة " نار لهيبها من ذهب و دخانها زعفران و رمادها سكر ، نلتف حولها ، تقدم لنا قدح من خشب فيه " العشاء" نقتات و الكل يقول عند نهاية الطعام :
" الحمد لله "

في هذه الاماكن ترعرعت و تربيت و كبرت و تعلمت حتى اليوم الذي تخرجت و اشتغلت ، تدخلت هذا المحتشد مجبر مع والدتي و إخوتي بعد استشهاد الوالد و الاخ الاكبر 23/24 سنة بعد إعتقاله ثم اغتياله سنة 1959 السنة التي ودت نفسي بين جدران من اسمنت ، مع عائلات غريبة ، 04 عائلات في غرفتين ، لم افهم ما الذي جرى او ما هو جار ، كنت اتابع بالنظرات فغقط ، و خزنت العين ما خزنت و كذلك العقل ، و اليوم و انا في العقد السادس من عمري ، عن قصد اردت ان تكون مذكراتي بهذا الشكل ، مبعثرة كما كانت حياتي مبعثرة و غير مفهومة ، اردتها هكذا بالصورة و التعليق القصير ، حتى اعطي مصداقية لحاتي و من عاش ذلك الزمان باحزانه و افراحه ....




هذه هي المحتشدات للاستدمار الذي يزعم اليوم ، هو و اتباعه انها حضارة ، هذه المحتشدات من اكبر محتشدات الجزائر المستدمرة ، و كتب عنها الكثيرون و لن اضيف شيء عن ما قيل ، إلا أني من اولائك الذين عاشوا المعاناة ، و رأيت ما رأيت و سمعت ما سمعت ......



كانت الوالدة ، تذكرنا بالوالد و الأخ الأكبر اللذان قتلا على يد الغازي المدمر ، كنت الطفل المدلل في العائلة الفقيرة ، و كنت اجتهد لأعرف لماذا نحن هكذا مع الوالدة التي كانت لا ترغب الخوض في هذا الموضوع ، الا ان إلحاحي كان يجبرها احيانا امام تساؤلاتي البوح ببعض الجمل ، كانت حياتها غير مستقرة بمكان معيٌن ، و كانت العائلة تتنقل من مـكان إلى اخر بحتا عن المـساحات التي يمكن اسـتغلالها للرعي و الفـلاحة ، و قـبل وفاة الوالد ، استـقرت بالمكان المسـمى حاليا "قـداوة" ، حـيت توجد حاليا أشجار الزيتون التي زرعها بنفسه ، و بـعد وفاته و مرور ثلاثة سنـين او أكثر ، حـبس أخي الأكبر و قـتل ، بهذا نقلنا الغازي إلى المحتشد ، و كنا من الأوائل الذين يدخلون هذا المحتشد و ما زلت اتذكر الاسمنت لم يجف بعد ، وضعونا كالأنعام اربعة عائلات في غرفتين ، و قد اعتـبر هذا المحتـشد من أبشع و اكبر محتــشدات الـمدمر و قـد كــتب " بـيار ماكايين " مـقال عــنه فـي جريـدة " لو فيـقارو" بـتاريخ 22/07/1959 ، بعد زيارة برلمانيين فرنسيون المكان تحت عنوان " ما الذي يجب عمله لمساعدة "Bessonbourg " و بيسامبورغ ، هو اسم الزيتونة حاليا وشعر باستياء عميق قد يكون مس كرامته الشخصية لان رد فعله كان قويا و قاسيا في غرفة البرلمان و كان عتابه لفرنسا الدولة العظمى المتقدمة و المتطورة ، التي تحترم الاخلاق و المبادئ و و الانسان ، و لكم في المقال تعبير حقيقي بإحساس تلك الفترة و تلك اللحظة ، وها هو المقال منقول كما جاء في جريدة " LE FIGARO " ....





قالت الوالدة :
نقلنا إلى المحتشد كقطيع من الغنم ، كنا نملك بقرتين و ارعة عنزات و حمار ، طلبت من الاخ الاكبر بيع الحمار لانه لم يعد يفيدنا بعد الحصار الذي يفرض علينا في المحتشد الا انه تركه حتى فر او اخده احد من الباقين في المداشر الجاورة ، اما المعز ، فقد اكل الدئب اثنتان و بقيت اثنتان ، اما البقرتين ، لم يكن لهما مكان بيننا ، فكانتا تدهبان إلى الاسلاك الشائكة ، و اضطررت لبيعهما ب 3 دنانير انداك ، لابيع العنزتين لاحقا لسد احتياجات طارئة ، هكذا لم اعد املك سوى ساعداي و الأرض ، و الله من فوق الجميع ...
لم تكن الوالدة تريد التحدث ، و الشيء القليل الذي عرفته منها ، ان الوالد قتل في المساء عند تمشيط المنطقة ، بعد ان اخرجوه من الكوخ ، و تركوه مرمي على الأرض و انصرفوا ، خرجت الوالدة و وجدته في بركة من الدم حاولت جره إلى الداخل لكنها لم تقدر على جره ، استنجدت بالاخوة الصغار و ادخلته الكوخ ، اوقدت له نار و سقته الزيت إلى ان توفي في الصباح ، و دفن هو و زجة عمي التي هي الاخرى قتلت تلك الليلة ، لم يخرج احد لمساعدتها ، و بقي سكان القرية في اكواحهم حتى الصباح ، كان هذا في شهر ديسمبر إلى جانفي ، هي لا تتذكر التاريخ بالضبط ، لكنها تؤكد ان الجو كان ممطر و بارد ، اما الاخ الذي القي القبض عنه ، عذب ثم قتل ، و لم تعرف عليه اثر و لم يدلها احد رغم محاولاتها لبضعة سنين مع " الحركي " الذي كان هو السبب الذي قتله الثوار بسببه ، و قد قال لي احد الشهود لما سألته بالحرف الواحد و هو مسجل لدي :
" لن اتحدث عنه لانه يخلق فتنة كبيرة " اذا كانت الثورة بحاجة اليه و وفاته سببت شيء ما في سلوك الثوار ...
اما الوالدة تؤكد ان بعد وفاة الاب ، طلب من الاخ تولي مسؤولية القرية ، و اخبرها بذلك و رحبت بالفكرة مبررةةة اياها بانه في غياب الوالد يكون قريب منها ، الا انه كما تقول اجابني ن و هو الذي يقققال عنه انه متعلم و فقيه :
و هل تريدننني ان ادخل النار يا امي ؟
04
قالت : كيف ؟ و انت تعرف شرع الله ؟
قال : الحكم في الوقت الحالي بشاهدين ، و ان تجرأ احد على اتهامك او اتهام احد اخوتي و انا القاضي ، لا استطيع الحكم عليكم ، و ادخل النار بهذا .

قالت ، قلت له : اده باين تجد راحتك و لا تنسى اخوتك ، تضيف الوالدة و الدموع لا تغادر عينيها ، من هذا الحديث لم اراه و لم اكلمه ، قبض عليه ، سجن ، عذب و قتل ، و لم اسنع الا بعد اكثر من سنة ، كنت كالمجنونة ، ابحت عنه في كل مكان ، اترامى بين احضان "حمادة " الخائن الذي اوشى به
، و بين " الخنيو " الذي امره الثوار بمساعدته للهرب بعد ان رتبت الامور مع متعاملين مع المستدمر ، الا ان " الخنيو" نجى بنفسه ، و هو يحكي اليوم و كأنه بطل ، هرب من الشاحنة التي كانت تقلهم لقتلهم ، و هذا امر مستحيل الا بمساعدة ، حتى هو اذا روى القصة مجبرا ، تشعر انه يتعذب و يخفي اشياء ، فاذا تحدت لا يسمع ، و الا يستطيع ذكر اسم " عيسى" رغم انه يعتبر حفدته ؟ . المهم تنتهي القصة دائما هنا .... و تـقوم الوالدة بعد ان تتنفس نفس الصـعداء ، لا تدري ماذا ارادة العمل ، فـتقوم
بجمع اواني العشاء و قدح الاكل و الشرب ، ثم نلتف حول " الكانكيل " و كل واحد منا بيده حزمة من كراريس او كتاب ممزق ، نراجع دروسنا ، " الكانكيل " هو اذات للانارة مصنوع بطريقة تقليدية من علبة تصبير حليب " ناستلي " او من علبة طماطم ، كان الدخان يملأ فتوحات انوفنا التي ننقيها في الصباح و كأنها مداخن ، نتناول الفطور الذي هو غالبا ما يكون من ما تبقى عن العشاء ، و ننصرف بحياء إلى المدرسة التي بها يدرس الاغنياء بملابس رثة ، لكن الفقر ليس عيب ، بل هو عيب على الذي يعب علينا ، كان معلمين و معلمات ، منهم من يملك ضمير حي لا يميٌزنا عن الاخرين ، و هنا اقفل ارحم على المعلم الوسيم " بعزيز عبدالحفيظ الذي توفي و هو في رعيان شبابه ، هذا المعلم الذي قدم لي الكثير من المساعدة مادية و معنوية و علمي ، الف رحمة عليك يا معلمي ، و منهم من العبيد الذين لا يؤمنون الا بالعصا او المال ، و هؤلاء في الحقيقة قطيع من غنم يسوقهم الراعي حيث اراد .
في المساء تتكرر نفس العملية ، الى ان وصل هواري بومدين الى رئاسة الجهورية ، و عيٌن الدكتور احمد طالب الابراهيمي وزيرا ، بدأت تتحسن ظروف المدرسة و التلاميذ ، كانت تمنح لنا وجبات ، و ادوات مدرسية و حتى لباس ، و كان معلمي ، الذي عند تذكره تدور الدموع في عيناي ، يعاكلني و اخوتي كأننا من اقاربه ، لم يبخل علينا بشيء ، اسكنك الله فسيح جنانه ، اما الملم الفرنسي " روسال " فكان يهتم فقط بالدروس ، لكن الهنديين " طانبي و اقراسان " يقومان بنفس العمل ، "طانبي كان يتميٌز بليونة و لا مبالات في العمل ، اما " اقراسيان " فكان قاس في عمله ، و كنت لا افهم سبب قساوته الا بمرور الزمن ، كانت قساوته حراسة منه لتعليمنا علما نافعا ، لم يكن له وقت او ساعات عمل ، بل كان يستغل اغلب وقته مع التلاميذ ، و يضيف ساعات و ساعات لتعليمنا ، فالشكر ايضا لهما .
هكذا تعلمت اللغة الفرنسية في الابتدائي ، اما اللغة العربية ، توقفني عند " الصولي محمد " رحمه الله و الذي هو الاخر كان طيب و اخذته المنية و هو في العقد الرابع من عمره ، رحمة الله عليك معلمي ، كان هو الاخر يستعمل اسلوب الصداقة مع كل التلاميذ ، لم يكن ملتزم بساعات العمل فقط ، بل كان يتطوع بساعات اضافية مجانا ، و كان يساعدنا بالامكانيات التي كانت الدولة وفرتها عند الحاجة ، اين هذا الزمن ؟ . تبدلت مهنة الملم الذي كاذ ان يكون رسول ، مع كل الاحترامات ، و تحولت الى تاجر خردوات يلقن الدروس في " الكارجات " ، ة ليس المعلم فقط بل حتى الطبيب و كل المهن الانسانية تحولت الى تجارة ، و كأن هؤلاء يعيشون في عالم آخر ، فهم لا يهتمون الا بالمرعى و ما يكتسبوه بالطرق الغير مشروعة ، المهم ، ذاك زمان قد ولى ، و هذا زمان آخر ....
هكذا انتقلت الى المتوسطة ، التي تجبرني التنقل الى مدينة اخرى ، مدينة القل ، « le collège « و هي المؤسسة الوحيدة التي يتوجه اليها كل الناجحين من عين قشرة ، ام الطوب ، تمالوس اولاد اعطية و الزيتونة ، و هي تبعد عني باربعة عشرة كيلومتر ... و هناك كانت لي حكايات و حكايات ....
05
الدخول المدرسي في اليوم الاول
بعد العطلة الصيفية و الجهد البدني الذي يعيشه الجسم اثماء عطلة الصيف السنوية ، و هي اطول عطلة ، حيث كان اخر يوم قبل العطلة ، تنظيف القسم و الجدران و الطاولات ، هي عملية كنا نقوم بها في نهاية كل عطلة ، الا ان لعطلة الصيف ، و نظرا لطول المدة ، حيث تصل الى ما يقارب ثلاثة اشهر ، فكانت تنظيف الاقسام بكل عتاده و تنظيف الساحة تحضيرا للدخول المدرسي القادم ، يبدأ عند اخر يوم من نهاية السنة ، بعد هذا اليوم الشاق ، ومعرفة نتيجة النجاح ، نغادر المدرسة نحو مساكننا لنعود ، ان كان لنا في العمر بقية ، بعد ثلاثة اشهر .
بدأت العطلة في يومها الاول ، مازال جو الذهاب الى المدرسة و المدرسين يشغلنا ، خاصة هناك معلمين يحبد التلميد عدم ملاقاتهم و لو خارج المدرسة ، و هذه الصفة ميزتنا في حياتنا التعليمية ، احترام المعلم ، و عدم مواجهته او ملاقاته ، و ان حصل ، العينين في الارض و التظاهر بالسلوك الحسن و الابتعاد قدر الامكتن عن طريقه ، فعلا انه احترام للمعلم ، الذي هو الاخر كان يشعر بفخر و يبدو هذا من الابتسامة الغير معلنة التي يوجهها للتلميذ تحت نظرة ثاقبة .
توالت ايام العطلة و نحن في الحقول اما مع الاصدقاء او بمصاحبة العائلة ، مع الاصحاب نأكل و نختار احسن الخضر و الفواكه ، اما مع الاهل نقوم ببعض الاشغال منها تحصين السياج الذي هو في الغالب من الحطب و الاسلاك الشائكة ، كما نقوم بسقي بعض الخضر التي تحتاج للري ، و تنقية الحقل و الحديقة مع حفر مجاري المياه تحسبا للامطار او لفصل الشتاء بصفة عامة ، اما في بعض الايام نسترق سوعات او ساعات ، حين يشتد الحر ، و نذهب الى الوديان ، نختار غدير و نعوم فيه ، يمر الوقت بسرعة ، و ها هو فصل الخريف بغيومه البيضاء ، تنقضي العطلة و كأنها نهاية اسبوع ، يبدأ التحضير للدخول المدرسي و السنة الجديدة التي يكون لنا فيها جهد كبير لضمان النجاح في الثلاتي لاول ، ابحث في ثيابي القديمة على ما يناسبني للدخول المدرسي ، اقوم في غالبية الوقت بترقيع ما هو ممزق ، و تقوم امي التي بدأت في فقدان بصرها بغسلها ، هذا ان لم نتحصل على ثياب من المحسنين ، هذا التحضير يبدأ قبل اسبوع ، اجمع كتب السنة الماضية و استبدلها مع احد الاقارب او الجيران بكتب السنة القادمة ، حسب الحاجة ، كل شيء مقبول الا ان المحفظة دائمة كانت بالنسبة اليٌ عائق و مشكلة كبيرة ، حيث لا اتذكر كثيرا شراء محفظة ، و هذا ما قد يفسر حملي لمحفظة بسبب او دون سبب ، ذلك الاحتياج و الحرمان ، جعلني احلم بمحفظة و لباس جديد ادخل به السنة الدراسية مثل غالبية التلاميذ ، رغم ان الفقر كان غالبا ، لكن بالنسبة اليٌ كان قاتلا .
لم احصل على محفظة و هو امر ليس بالغريب عني ، لم استطيع النوم لهذا السبب ، و اخيرا اهتديت الى النهوض باكرا ، و التوجه الى المزبلة لعلي اجد شيء ما ، و فعلا في الصباح الباكر ، تسللت خلسة نحو المزبلة التي لم تكن بعيدة عن مسكننا ، التفت يمينا و يسارا لعل احد يراني ، و بدأت النبش و البحث في تلك الاكوام و تقليبها ، حتى عثرت على محفظة ملية بالتربة ، انها تعود الى عطلة الربيع من السنة الماضية حسب تقديري ، اخذتها ملتفتا يميا و يسرا و هرولت نحو المسكن ، ازلت ما بها من تربة ، غسلتها و هنا بانت عيوبها ، الا انه ليس لي اختيار اخر ، اخد سلك رقيق و بدأت ترقيعها ، لم تكن ممزقة كل التمزق و لكن كانت بها فتحات قمت بإصلاحها ، و عدت للخلود الى النوم ، لم اقل الفراش ، لان مكان النوم او فراش النوم هو من نوع من النبات يسمى بالعامية " الصميصر" و هي نبتة نستعمل فراش لنا و نغطيها بقماش و تنام كل العائلة ، هذه النبة ، نغيرها مرة على القل في الاسبوع .
انقشع الضباب ، و بزغت الشمس ، و بدأ ضجيج الاطفال ، لان المدرسة لم تكن تبعد عنا الا بضعة امتار ، استيقضت ، و بعد غسل وجهي ، تناولت ما تيسر من طعام ، ارتديت تلك الملابس النظيفة ، ثم توجهت نحو المدرسة ، اني في السنة السادسة ، و نجاحي يعني تنقلي الى المتوسطة ، و هي حلم لانها تقع بمدينة جميلة بعيدة عنا ، و هي على الساحل ، يوجد بها بحر ، فكان الحلم بالنجاح للوصول الى المدينة يراودني مند اليوم الاول ، دخلت الفناء ، و كانت الساحة مليئة بالبنين و البنات ، لباسهم جميل ، مزركش ، يحمل كل الالوان ، اكثرت قليلا ، حتى التقيت بمجموعة من مستواي ، تجمعنا ، و
06
رن الجرس و كانت اول ساعة دراسة و هي غالبة ما تكون معرفة القسم ، الاساتذة و التسجيل للاستفادة من معونات الدولة المتمثلة عموما في البداية على الاقل في الادوات المدرسية و الكتب القديمة ، في المساء عدنا لاخد متاعنا الدراسي ، و هنا استوقفني احد المعلمين ، و طلب مني معلومات عن والدي، فقلت ا ن ابي شهيد ، و اخي الاكبر ايضا ، ليس لنا دخل و امي مكفوفة و لي خمسة اخوة ، فوجهني الى قسم بالمدرسة ، و لما دخلت وجدت عدد من التلاميذ في انتظار المعلم التي اتانا بعد نصف ساعة ، فتح خزائن و بدأ يوزع علينا و ادوات مدرسية و ملابس لست ادري من أي دولة هديت الا انها كانت بالنسبة اليٌ و زملائي ملابس غير ممزقة تقينا الصر و الحر.
هكذا بدأ اليوم الاول من الدراسة ، عدت الى المسكن ، رتبت ادواتي داخل تلك المحفظة ، هيئت ملابسي ، و الجدول الزمني لتوقيت الدراسة ، و اخذت كتاب اتصفهه و راودني حلم النجاح و التقل الى المتوسطة التي توجد بمدينة الاحلام ، و فعلا نجحت في نهاية السنة ، و تنقلت في السنة الدراسية التي تلتها الى المتوسطة ، و اقمت عند خالتي ، رحمة الله عليها ، التي كانت من اكبر الاثرياء في المدينة ، اقتنيت ملابس ، و محفظة جديدة ، و ادوات مدرسية ، و في ما اعتقد ، ساعدتني بنصيب من المال الذي لم يمنح اليٌ مباشرة و لكن كلف اخي الاكبر الذي كان يدرس بالمتقن بالتكفل بي ، كان في السنة الثانية محاسبة ، و كان داخلي ، بمعنى انه كان يقطن بالمتقن و يخرج نهاية الاسبوع فقط .
لاول مرٌة اكتشف مدينة ، مدينة تنظف شوارعها كل صباح ، انها فعلا جميلة و هادئة ، تطل على شاطئ "عين الدولة " او ما كان معروف لدى الاستعمار بشاطئ "الصبيات " ، و بها ميناء ، كانت البواخر الضخمة ترسوا بحولتها التي تستغرق اكثر من اسبوع لتفريغها ، هنا ايضا اكتشفت لاول مرٌة بواخر تجارية بذلك الحجم الكبير ، كنت اقضي جل اوقات الفراغ ، بين الشاطئ و الميناء ، و هي ظاهرة يتسم بها كل سكان المدينة ، بمرور الوقت اهل المدينة عرفوني و كأني ابن لخالتي ، كل التجار و الاعيان يكنون لي احترام ، حيث كانت خالتي ترسلني لاقتناء ما تحتاجه من مواد و بضائع او سلع ، هكذا كانت يومياتي في بداية الامر في السنة الاولى في المتوسطة ، تعرفت الى تلاميذ جدد من شتى المداشر و البلديات ، لم اكن افرق في صداقتي بين الولد و البنت ، لاني لم تكن لي مشاعر ميول كوني ذكر للفتيات ، و كنت اخالطهن على الدوام ، الامسهمن ، كنت العب مع الفتيات بنفس الاسلوب من الذكور ، و ذات يوم ، شيء ما نزل على قلبي كالصاعقة ، و شعرت ببرودة و عرق و تجمدت امام فتاة نظرت اليٌ بنظرة لم انسى ذلك الوجه الجميل ، و تلك النظرة و الابتسامة الى يومنا هذا ، " زهية " انه اسمها ، ابنت احد الاعيان و الاغنياء ، لمستني و نحن في الصف ، شعرت بشيء غريب ، ارتجاف ، ابتسمت ، بادلتها الابتسامة ، هنا لبسني جنون ، عرفت في ما بعد انه " الحب " كتبت لها شعر ، إن صح ، قلت فيه :
لن يرحل الربيع ...
لن يرحل الربيع بعد ان ساقتني الاقدار نحوك ...
لن ارحل ... و لن انسى اسمك " زهية " ..
زهية ... يا جزيرة احلامي ... يا قدري
انت دموعي ...
انت امطاري الشتوية ...
انت شمسي و ضوء قمري ...
كنت ارسل لها رسائل تحمل كلمات ، و كانت تقرأها و تعيدها تارة امام الملأ ، خاصة تلك التي لا اذكر فيها اسمها ، منها :
لن اخون و قوتي من صمت العواطف ...
لن اخون و قد صنعتك من ضعف قوتي ...
انت ناري ...انت نوري ...انت ظلماتي ...
"زهية" صنعتك لنفسي من العدم ...
ام يا " زهيتي " صنعتك الاقدار لأتألم ...
07
سأكتب اسمك "زهية " في وجود السماء ...
سأدفن" زهيتي" حبي لك في الليلة الظلماء...
ان اخترت الفراق سيدتي ....
سيكون زواجي بغيرك طلاق ...
طيلة حياتي ....
.......................... زهيتي .
هي كلمات ، كانت تقرأها في الصف احيانا قبل وصول المعلم و تضحك ، و يزيدني اسرارها على الضحك ز القهقهة عذاب على عذاب ، و سرعان و ما عدت الى ذاتي و ق'لت :
- من اكون انا لاصاحبها او اتكلم معها او حتى افكر في الزواج بها ، إنها افكار الصبى الطائشة ؟.
لكني اسكنتها في مخيٌلتي ، و عشعشت في وجداني ، كنت اترقبها كل صباح و مساء ، و ذات يوم اكتشفت ان احد المربين " مراقبين " كان يلاحقها و شعر بملاحقتي لها فبدأ الاصطدام بيننا ، خاصة لما عثر على احدى الوريقات التي كنت اكتبها لها ، من ثم ، صار يضايقني و يعاتبني اين ما وجدني ، و كانت خيبتي الاولى ، خاصة اني رسبت تلك السنة ، الاسباب اهمال مني و جري الصبي وراء السراب ، عاتبني الجميع على النتيجة المخيبة ، و لمت نفسي كثيرا ، و عاهدت نفسي ان لا اعيد ما اصابني ، خاصة و انا فقير ليس لي ارث و لا مال ، و سلاحي ضعيف ان لم اشحذه و امضيه بقوة العلم و المعرفة ، كانت اول و اخر خيبة في مجالي التعليمي ، تنقلت الى الثانوي و معي شهادة التعليم المتوسط و معدل يفوق 13/20 ، يا لها من فرحة ، الثانوية ، لم تكن بمدينة القل ثانوية ، و شيدت الاولى و هي "ابن باديس " حاليا في ظرف قياسي ، و كان من قبل يوجه التلاميذ الى سكيكدة او قسنطينة ، بدأنا اول ايامنا الدراسية في الثانوية في المتوسطة ، في الطابق الاجير ، ثم بعد اشهر نقلنا الى الثانوية .
تلك كانت اول مغامراتي في المتوسطة ، و لم تكن الاخيرة في حياتي ، فقد عرفت الكثير من المغامرات التي انتهت كلها بخيبة ، و كلما خطوت نحو الامل اجد الالم و اديال الخيبة تلازمني ، هذه هي حياتي و هذا هو انا ... التلميذ الذي انتقل من المتوسط الى الثانوية و تحصل على شهادة شرف في الثلاتي الاول من السنة الاولى ثانوي ... حيث كانت لي مغامرة جديدة .... و اثناء العطلة كان تفكيري في الثانوية ، العام الدراسي الجديد ، انها العطلة ، ككل سنة اقضي معظم اوقاتي في البحر ، خاصة بعد ان تيٌسر حالنا ، و بعد هجرة اخوتي الى فرنسا و تركونا للمجهول في فقرنا و بؤسنا ، و بعد ما عانينا الكثير ، حتى تخرج اخي الاكبر، و هو الثالث في العائلة، اخد على عاتقه مسؤولية الوالد و هو في رعيان شبابه ، ترك الحياة و ملٌذاتها ، و ضحى من اجل تحسين مستوانا المعيشي ، ز كان لنا ما تمناها ، حتى اصبحنا بعد ثلاثة سنوات من العائلات الميسورة ، و صنع لنا مكانة في المدينة ، و اصبحنا من الاعيان الذين لهم كلمة تسمع و يستنجد بنا عند الحاجة ، امتلكنا اثاث فخم ، و كانت لدينا مكتبة في المنزل بها ما لا يقل عن مائة و خمسون عنوان ، لانه كان يحب العلم و التعلم ، و كان الناس يتهافتون علينا لأجد كتب ، كما اشترى سياراتين ، كنت انا قد انتهيت من الثانوية و التحقت بمعهد البيتروكيمياء "IPEDEX " و هو معهد فرنسي متخصص في تكوين اطارات استغلال و تسيير المصانع عند انتهاء انجازها ، بمعنى تخصصي في التشغيل الاولي للورشات الجديدة او التي كانت تحت الصيانة و المراقبة السنوية ، لكن سرعان ما انهارت امبراطوريتنا ، حيث لا اتذكر جيٌدا في شهر ديسمبر ، بعد ان عاد اخي الاكبر من فرنسا بعد عقد من الزمن ، زوجه اخي ، و كان الاخ الثاني في السجن حيث حكم عليه بخمسة عشرة سنة سجن ، قلت في شهر ديسمبر 1981 ، شب حريق بمنزلنا ، و التهمت النيران كل ما نملك و لم تكن اضرار بشرية ، لكن العائلة خرجت بملابس النوم ، هنا بدأت النكسة ، اوانا خالنا الذي كان ميسور الحال بعد ان ورث ابوه و اخد كل تركته و لم يعطي احد منابه ، كانت علاقته مع الوالدة سيٌئة ، الى درجة انه في وقت حاجاتنا لم يقدم لنا ادنى المساعدة او حتى الحماية ، لم تبح الوالدة بالسر او السبب ، لكن هذه الحادثة ، على ما اعتقد و هو في اواخر عمره ، اراد استدراك اخطاءه ، و طلب منا المكوث في مسكن جدي ، اب الوالدة و الذي كان بجواره
08
محل له ، هذا البيت مازالت الوالدة تتذكر انجازه من طرف والدها ، حيث كانت مع امها تنقل للعاملين الغداء يزميا ، من " وداقوف " الى الزيتونة ، و هي مسافة ثلاثة كلمترات ، هكذا مكتنا في بيت جدنا بضعة اشهر ، و اتذكر و هي شهادة لله ، ان خالي طلب منا البناء في مكان البيت القديم للجد ، لكنه توفية بسكتة قلبية ، و دون ان يترك وصية ، و طبعا اباءها الذين كانوا يكنون لنا حقد لست لماذا و لا حتى من اين ورثوه ، استنكروا لكل كلام والدهم ، و تكررت العملية بعد عشرون سنة و وفاة والدتهم ، التي منحتني انا شخصيا قطعة ارض بحضور ابنها الشاهد الوحيد و كان هو الوسيط ، و هو الذي حدد المكان ، و خاله الذي اصبح صهري فيما بعد ، اذا بعد وفاتهما ، انكر كل شيء و تراجع و اراد استرجاع الارض ، التي في الواقع ملك لوالدتي لان لها نصيبها الشرعي ، و اليوم لم تعرف الاسباب و لا الحقيقة ، و مازال كاتم الشهادة مصر على رأيه و اخد الارض ، التي شيٌدت عليها مسكن للعائلة و مسكن خاص بي حولته الى سكن بعد ان كان في الاصل اسطبل ، و شيٌدت مسكن ثاني على حافة الطريق قرب مسكن العائلة على نفس الارضية ، هذا المكان كان خالي ، و لم يكن احد يبالي به ، و هو الشيء الذي جعلني اختاره ، و اشترط ان لا يزاحمني احد ، لكن فور ان شرعت في الباء و تبين ان المكان هادئ ، هرول الجميع اليه و تركوا " واداقاف " موطنهم و مكان سكناهم الاصلي و اتوا يضليقني من كل الاتجاهات ، منهم من تجرأ و قال :
" هذا المكان لم يكن ابدا مسيٌج ، و لم يمنح لكم و هو ملكنا " . كيف يعقبل هذا الكلام و الاستغلال كان بحياة ابواهم و امهاتهم ، مسيٌج مستغل فلاحيا ، لا احد يقترب ، و اليوم تغيٌت الرواية و استولوا على بعض املاكي بالقوة ، خاصة بعد اغتيال اخي الذي كان في السجن بفرنسا و الذي عاد و تزوج و انتجب اولاد و سكن في هذا المكان ، بعد اغتياله بقصد و دم بارد امام ولديه ، من الارهاب الموجه ، سنة 1996 ، و هو تاريخ هجرتي من ذلك المكان ، و السماع لاهل زوجتي استغلال المكان و السكنات ، بدأت الاطماع و لم يخرجوا الى يومنا هذا ، و استولوا على الاراضي التي كنت استغلها ، طبعا بالقوة ، المهم هي فترة و ازمة مازالت الى ساعاة كتابة هذه الاسطر التي تدخل في حياتي الشخصية ، و تسترجعني ذاكرتي هنا الى عملي بمصنع البيتروكيمياء بسكيكدة ، و تلك الايام التي كنت اعيش فيها على اعصاب ، قلق مضطرب ، ايامي كلها سمر و سهرات ، عملت لسنتين لم ادخر فلس واحد ، رغم ان الاطعام و الاسكان كان على الشركة ، و امام هذا الحال ، و بعد ان كان لي مسكن في " لانسيزا " و هو مكان كان لشركة ايطالية انجزت مجمع صناعي هناك ، اخدته بعد خروجها ، و كانت لي اغراض فيه ، و ذات مرة ، و بعد سوء تفاهم مع رئيس الفرقة ، وقع حادث بالمصنع ، هرب الكل الا من كان على دراية بعمله و مسئوليته ، و بقيت اعمل مع اليابانيين بصفتهم مستشارين ثقنيين ، طيلة الحادث و لمدة تجاوزت الثامية عشرة ساعة ، و عند التحكم في الحادث و عودة الامور الى حالها ، دون وقوع اصابات بشرية ، اتجهت نحو " الكافيتيريا" و لما وصلنا اخد يباني بيدي و ادخلني معه الى "الكافيتيريا " الخاصة بهم ، قلت له :
اليوم عمل شاق سيدي "ماسانو سا " .
قال بكل جدية : لا ، اليوم عملنا عمل عادي ، و كان العرق قد بلل اثوابه .
قلت في نفسي انظر كيف تنجح الامم ، و نحن فور وقوع الحادث هرب الجميع ، ادارة و نصف التقنيين ، لا يمكنني البقاء هنا عند انتهاء اليبانيين عقدهم الاخير ، كانت مجرد فكرة راودتني ، لاني رأيت عمال و اطارات ينامون ليلا و لا يقومون بعملهم ، و كأن الحادث او الالة قبل وقوعها بخلل ، توقظهم او تخبرهم ، هنا اتخدت هذا القرار و كان في سنة 1981 في شهر سبتمبر ، و بعد مضايقات من الشركة ، توجهت الى فرنسا ، و ارسلت لهم رسالة اخبرهم فيها انه لا يمككني الالتحاق بمنصب عملي حتى اسوي بعض الامور هنا ، بهذه الرسالة توقفت الشركة عن ملاحقتي كوني كنت بالخارج ، و بقيت هناك ما بقيت ، لم اريد العمل هناك رغم العروض و بعض الاغراءات ، و بقيت تقريبا سنة ، ثم عدت الى الوطن ، في شهر ديسمبر ، و في الثاني فيفري 1982 وجدت منصب عمل بدائرة القل ، و كان هدفي العمل شهرين او ثلاثة حتى يقترب فصل الصيف و اعود الى فرنسا ، لكن تهب الرياح من حيث لا تشتهي السفن ، لم اتقاضى اجري مدة ثمانية اشهر ، و بـعدها ، خيٌمت عليٌ البلاهة ، و بقـيت
09
بهذا المنصب حتى سويت وضعيتي و ادمجت بصفة عامل دائم ، شاركت في مساباقات ، و كان لي منصب اعلى حسب الرتبة ، لاغيٌر عملي بعد سوء تفاهم مع رئيس دائرة سنة 1987 الى الثقافة ، و عيٌنت بقرار مزوٌر شاركت فيه الادارة ، و الوظيف العمومي و كان محل عدٌ شكاوى مكررا كلمة التزوير لكل هيئات الدولة ، لكن لا احد يجيب ، و نمودج التزير سيلحق بهذا العنوان ، عملت مدير مركز ثقافي و وطن الثقافة اخر هم له ، هنا تيقنت ان البلاد متجهة الى ما لا يحمد عقباه ، كثر الفساد و عمت الفوضى و غابت الدولة ، بعد رحيل هواري بومدين ، و دخلت البلاد في صراع مصطنع في البداية ، و استغلته اطراف و جعلته جدي ، و انظمت اطراف استغلالية اخرى و خلقت من الشرعية التاريخية شرعية دينية ، اخلت البلاد في دوامة ، دفعت مستقبلي و اولادي ، اخي و ابن اخي ، لتسيطر فيما بعد شرعية مالية ، و يتجدد الصراع بين الشرعية التاريخية ، الدينية و المالية و هو ما نحن عليه الان ، يمكن التحدث عن كل شيء الا مفهوم دولة فهو غائب ، المال هو السيٌد ، الجاه و " البيسطو" ، او القوة " الجيش " ، و الا كيف تفسٌر ، عائلة من ثمانية افراد يدخل احدهم في الجيش يرقى ، و يعفي السبعة الاخرين من الخدمة الوطنية ، و هناك من يملك طفل واحد و يجبر لاداء الخدمة الوطنية ، لست ضد الخدمة الوطنية و لكن ، اين العدل ؟ ... و كثر الدخلاء في كل القطاعات و اصبحت الشرعية التاريخية التي كانت مقدسة ، تباع في الاسواق و المقاهي و الملاهي ، لتسيطر في الاخير الشرعية المالية و تنصاع لها الجميع ، بكل المسميات ، و ينقلب سلم القيٌم ، و تنهار الاخلاق ، و تحل شرعية دينية ظاهرية مزيفة تعمل اعمل الشياطين و تعبث في الارض فسادا بإستغلال مناصبها و وحدتها خاصة ، و تضرب عرض الحائط كل الاعراف و القوانين و الاديان ، انها الفوضى بمفهومها الواسع في غياب دولة التي اصبحت تخدم نفسها و المحافظة على مصالها فقط ، انتهي عندا الحد ، لانه ليس موضوعي في الاصل و لكن الاسى و المرارة جاراني الي هذا ، و كلمتي كانت لا بد منها فماذا اقول ؟.
ماذا اقول و انا معلق بين الارض و السماء ...
انتظر الافق الذي لن يقترب ! ...
ماذا اقول والماضي اندثر ؟ ...
ماذا اقول و المستقبل بين ايدبنا ينكسر ؟....
فيا الم الذاكرة لا تخرس ...
انبض و انت في منحدر اليأس ...
و يا ميتقبل اليأس اختزل المحن ...
ببسمة تأتينا من وراء الزمن ...
بكيت يوم قال لي الأهل و الناس : انسى ؟...
قلت : كيف و هل يرحل الحزن و الاسى ؟..
مزقت نفسي ابحث عن الرفيق ...
فلا نظراتي و لا خطواتي عرفت الطريق ...
هكذا و بكل بساطة اختطفني الزمن ؟..
اختطفني و رامي بين احضان المحن ...
اختطفني ...قتلني ..احياني ثم حولني ...
حولني الى ما انا فيه ... تائه بين الكؤوس ..
فيا قدري غيٌر ما بالنفوس ..
فإني لا اريد الموت ثانيتا على نفس الطقوس ...
















العودة من مديرية الثقافة الى الزيتونة بطلب من رئيس الدائرة في اجتماع مع السيد / مرابط والي ولاية سك
























































...... في الصورة الاولى 1997 من اليمين إلى اليساربوزناد رئيس فرقة الحرس البلدي قائد السرية العسكرية الرائد حسين عقاب يليه احمد معبد رئيس دائرة الزيتونة الذي هو حاليا والي ولاية مستغانم ، و إلى جانه اسماعيل بن قيبة في ذكرى 01 مارس عيد النصر .................. هل يوجد مواطنيني او مسئولين ؟؟؟؟؟......
اما الصورة الثانية 1999 من اليمين إلى اليسار المجاهد مخبوش بشير يليه بوجمعة مسعودي رئيس الدائرة ثم اسماعيل بن قيبة و اخيرا بوزاد فرقة الحرس البلدي .... هل تشاهد مواطنين او مسئولين من الخلف ؟؟؟؟؟..

اردت تدوين هذه الاحداث و أبدء من حيث انتهيت ، او من حيث اشتهيت ...
القصة الكاملة ، كبوة جواد ، السيرة الذاتية ، حياتي ، وجودي ، البقعة السوداء في حياتي ، هي عنوان واحد ، لقصة واحدة ، وقد ترددت كثيرا قبل ان يقع اختياري على هذا العنوان الذي هو في الحقيقة لا يعكس حقبة زمنية من التاريخ ، و لا مؤلف جديد يضاف للأدب العربي ، و لا حتى مرجع علمي و لا أدبي اكثر من ما هو عرض لأحداث تكونت و تطورت مع الزمن وكانت مترامية في ذاكرتي و اردت ان ادونها ، هي فترات متقطعة من حياتي المليئة بالأحداث و الأحاديث و الحوادث ، قد يعود زمنها إلى بدايتي مع تعلم القراءة و الكتابة ، و منها ما هو يعود إلى بداية صراعي مع الحياة قبل معرفة القدر ، كتبتها في غياب معطيات علمية او تاريخية دقيقة ، اعتمدت في الكثير من المرات على ذاكرتي و ما هو بحوزتي من وثائق ، لآتها المنبع الوحيد الذي وجدته أكثر صدق ، إذا فهي مكتوبة دون خطة و بدون تصوٌر و لا تصميم ، و دون الاهتمام لا بالشكل و لا بالمواضيع ، لأنه و بكل بساطة لم اكن أفكر يوما أنها تلاقيني في فترة ما من حياتي ، و أعيد جمعها و ترتيبها و قراءتها لأدونها و يطلع عليها غيري ، إذا ، كتبتها و احتفظت بها هكذا ، لأضع حياتي ورقة شفافة للراغبين الاطلاع على شخصي ، و أعيد الحياة إلى الى نفسي الذابلة حتى الموت التي أعطتني في أيامها طعم للحياة ، بعد أن جاهدت و اجتهدت لأتحدى واقع كان مفروض على مجتمع كنت فرد منه ، أتطلع لما هو أفضل ، لم اقم بهذا العمل لنفسي و لذاتي فحسب و هروب من الواقع ، و فانما للعودة إلى الماضي الذي فيه لذة العذاب و متعت العمل ، كتبتها في هذا الوقت بالذات لأنسى حالي و أضيع بين الكلمات لأعبر من حالة ما و وضع ما و أنسى الحقيقة ، لكن التاريخ ثابت لا ينسى و لن يتناسى ، اذا هذا المضمون للأحداث اليومية كانت تصادفني و نفس الأحداث هي التي كانت السبب الرئيسي الذي جعلني استرج هذا الماضي بحلاوته و مرارته ، قد يكون في هذا العنوان نوع من الأنانية او الذاتية ، لكن الهدف الحقيقي هو وضع بين ايدي الأجيال القادمة شيء ملموس عن واقع بلدية الزيتونة بكل ايجابياتها و سلبياتها ، استرجعتها بعد أن وجدت في طياتها مراحل من حياتي ، أعادتني إلى الماضي البعيد و القريب ، وجدت فيها ذكريات نوع من النفاق الجماعي في مجتمع ظن انه الأفضل ، وجدت فيها الكذب على الذات و عدم الرغبة في التغيير الفكري و قبول الرتابة و الجمود إلا من اولائك الذين ظنوا أنهم الاسياد ، و السيٌد بالعمل ليس بالكلام ، انها عقباتها و منحدرات ،وسط جبال و ادغال ، و هضابات و سهول فكر يرفض التغيير ، و يرفض النقد الذاتي و لا يتمن ، وجدت فيها أحزاني و أفراحي ، أمالي و آلامي ، هي يوميات كتبت فيها للحب و أحزانه ، و القدر و ما يخفيه ، و جهلي و هواني على الناس و استهزائي ، وذابت كل ابتسامة وسط هذا الفكر ، وجدت كل الم ، و كل حلقات حياتي إلى ان وصلت إلى هذه البقعة و اخترت " غاب الماء و حصر التيمم " او " ما سهل على اللسان صعب على الميدان " عنوانا لها ، و هي في الواقع محطات كثيرة ، هذه البقعة تحمل اكثر من حكاية و اكثر من موضوع ، لا احد يعرفها الا الله ، انا ، قدري و اعداء التطلع لأفق أفضل ، سأنقلها كما عمدا ، حفاظا على المعنى و المضمون ، و ابدء من حيث انتهت :
يا قدري ...
ان فررت مني اتيتك .... و ان فررت منك اتيتني
تلاحقني اين ما كنت .... و ان تحاشيتك ، وجدتني
يا قدري ....
مفري منك يقودني اليك ... انت الرفيق الذي لم يخني
انت الصديق الذي يعاتبني ... و انت الحبيب الذي يضاجعني
يا قدري ...
اين ما كنت انت معي .... شاهد علي و ما علمتني
مرغم انا ام ارغمتني .... هذا ما لم افهمه و ما علمتني
........... فاين المفر منك يا قدري ؟......

-0-0-0-0-0-

اكل الدهر مني ما اكل ، وهن العظم و اشتعل الرأس شيبا ، الندم لا يضمد الجراح ، و لن يسترجع الماضي بآماله ، احلامه ، بأفراحه و أحزانه ، اليوم هو اليوم ، و الأمس بات من الماضي ، من هذه البداية التي هي النهاية ابدأ نقل محتوى تلك الأوراق ، لم اختار المواضيع بالترتيب الزمني ، و لا بالتواريخ ، لكن كلما أعددت مضمون يشبه النص أو يشبه القصة انقلها على حالتها الخام .


Quant la photos et la presse témoignent



Photos prise de la télévision algérienne juillet 2004
Réalisateur / HOCINE NACEF

Tous commence par la culture et bien sure le théâtre qui as de cette homme la une des journaux dans les années d’or de SMAIL BENGUIBA depuis 1990 .
جريدة الشعب رقم 8149 بتاريخ 11/01/1990 كانت ثاني مسرحية بعد الظالمون التي تناولت بطريقة موضوعية اسباب الانحراف لدى الشباب الذي رجحت المسؤولية للمجتمع و الوالدين .
اما في هذه المسرحية " الغريب " فهي رؤية للقصية الفلسطينية و قد أحرزت على المرتبة الثالثة في هذه المسابقة ، و عرضت بمهرجان سكيكدة 1990 بعد عرض " المخدوع " للمخرج العراقي فارس الماشطة ، و بطولة " حكيم دكار....شكرا لصاحب المقال و الذي كان هو الآخر من المتحمسين لإنجاح أي تظاهرة ... الأستاذ / عبدالرزاق بلعابد .......................
جزيل اشكرلكل أعضاء الفرقة و المساعدين ...
من هنا جاءت الفكرة لتنظيم الايام المسرحية الاولى لبلدية الزيتونة ، و التي ارادها المشاركون ان تكون المهرجان الوطني الاول للمسرح الهاوي ، و كان ذلك في غياب تام للمسرح و الفن بصفة عامة في الجزائر ، و كانت التظاهرة الوحيدة بسبب ما عرفته البلاد من انزلاق .... و هذا المقال لجريدة " الوحدة " يكشف لكم الكثير ...



هذه الوجوه المسرحية سنة 1990 شاهدة عرض " الغريب " و هي التي شجعتني و قدمت اليٌ المساعدة لانجاز اوزل مهرجان للمسرح و هم اساتذتي من اليمين الى اليسار ...
حسان بوخروف .. كريم بودشيش ...اسماعيل بن قيبة ...محمد الطيب الدهيمي .. عمار فطموش ...نورالدين مرواني و ياسين تونسي ...
تحية اتجلال و تقدير لكم دون ان انسى ... احمد بوطاطة ...الذكتور الاستاذ / عبدالمالك بن خلاف فريد بوكرومة ... فرقة المسرح لمدينة سكيكدة ... و معذرة عن عدم ذكر الاخرين ، و سأتطرق اليهم لاحقا .
... كل الاحترام و التقدير لكاتب المقال الذي كان الصاحب و الصديق و المهني و العامل لانجاح التظاهرة و لم اكن اعرفه معرفة جيدة لكن النجاح كان به اليك اخي و استاذي عمار بورويس " المدير الحالي للقناة الوطنية الثالثة " شكرا لكم سيدي ....
....................... المقال يشرح ما خفت الصدور و كشفت ما كان مستور عن أولائك الذين ارادوا للشباب العيش في سبات عميق ، على صقيع جليد ثلوج جبل القوفي ....... لكن كلمتي كانت الاخيرة ، و قلت :
....... خذوا المناصب .... خذوا المكاسب .... و اتركوا لي الشباب والوطن .......
......................... و هذا اول خبر نشر حول التظاهرة الاولى ببلدبة الزيتونة ..........................................


............ لينزل فيما بعد هذا المقال الشهير في مجلة " الوحدة " بقلم حرٌ للاستاذ عمار بورويس الشاب الذي كان لي الشرف ان عملت معه و هو يصغرني سنا لكن موهبته جعلتني ارضخ لطموحه و رؤيته السديدة ... برافووو..........


... كانت " صدى " عنوان مسرحيتي في هذا المهرجان ، مسرحية عبثية ، اردت فيها التعبير ، و قد فعلت ، عن العجز الفكري لدى المعارضين الذين كلما اصطدموا بالفكر " كفروك " و بما انهم خونة لا يمكن ان يخونوك و إلا فعلوا ، فراحوا يطعنون في الظهر بإسم الدين " لا حول و لا قوٌة إلا بالله " و قد قلت ان اللجوء الى الدين بدون سبب هو عجز و ضعف في مواجهة الحقيقة ، و استغلال الدين و اللعب بهذا الوتر الحساس ، بغرض إبقاء الناس كالأغنام لا يفكرون ، همهم الوحيد المرعى و إتباع من ولوا أنفسهم ولاة لنشر الجهل و محاربة الأفكار التحررية التي تحترم الدين و تصبوا للرقي بالمجتمع و الوطن الى الغد المشرق ، هذا الزمن قد ولى و لن يعود ، مهما كان الصمت لدى الأغلبية ، و أؤكد الأغلبية قياسا بالجمهور الذي كان و مازال يحضر كل التظاهرات ، قياسا بالجيل الجديد الذي مازال يتذكر تلك الايام و كأنها من حكايات " الف ليلة و ليلة " لكن العقل الحجري كان في الماضي و هو موجود و سيكون في المستقبل ، لهذا تجد اغلبهم ضدي في مفهومهم ، لكنه ضد الشباب و الوطن و الثقافة ، لاني قلتها علنا :
شخصيتي و اسمي مكتوبان بالحبر الصيني لا يمكن محوهما ، و ليس بقلم رصاص يمكن محوه ، مهما حاولتم النسيان.+
حاربني المسئول و المتدين قبل المواطن ، صدر حكم الإدانة قبل وقوع الجريمة ، غلقت الأبواب في وجهي ، لكن عزيمة افراد الفرقة و من كان يساند فكرة التغيير، بالرغم من قلتهم ، كنا نحن الغالبون ، و لا غالب الا الله ، و كان الجهور هو الحكم ، شارك بحضوره الكثيف و الجماعي ، رغم الدعوات حتى من على المنابر ؟...
و انتهز هذه الفرصة لذكر بعض الاسماء و اعتذر إن نسيت احد ليس عن قصد و إنما هو سهو مني /
اعضاء الفرقة /
رضا بورويس – مراد بولقنافد – عبدالكريم مصيبح – نورالدين كربوش – عمار بولغرايف – عبدالوهاب بولقنافد بفرنسا حاليا - بشير بولغرايف – سمير بوالصلصال - سمير بولغرايف – عبد بولقناد – حمودة مراد – حبيب بورويس - عزالدين مصيبح – سفيان بورويس - حمودة راضية – بوالصلصال فوزية – بولقنافد مراد بفرنسا حاليا" – سامية موهوب – كمال بوالصلصال – فيصل بوزناد – طوطو جخار – كمال جخار – " اعضاء النادي الالكتروني " رشيد بوالصلصال – فضيل بوالصلصال – بكير بوالصلصال .... الشكر لنادي الخياطة بإشراف بوالصلصال حفيظة ..
المساعدون و المشجعين /
محمد لمين عبادة - زين الدين بوحجة – صالح المدو عبد بولقنافد – عبدالرزاق بولحجل ( رحمة الله عليهم ) – ( عمار بورويس - عبدالرزاق بلعابد " حافة" ) - عبدالحق مخبوش – مصطفى بولقنافد – جخار محمد – محمد الصالح مصيبح ( رئيس البلدية 1990 ) - فريد بوكرومة و فرقته برمضان جمال – احمد بوطاطة – عبدالمالك بن خلاف – بوتبان محمد – جمعية المسرح سكيكدة – محمد الطيب الدهيمي – كريم بوالدشيش – نور الدين مرواني – مراد جغري – حسان بوخروف – الجراح الحالي عبدالغاني العامري – رياض بورويس – نعيم بوالصلصال – عصام بوالصلصال – موهوب حسين استاذ بالثانوية - عبدالرحمن رواق – الصليح مخبوش – ( كل فريق كرة القدم 1990 الذي شرفني بترأس الفريق بعد توقف الفريق عن اللعب و كذلك 1997 و 2003 حيث كلما توقف الفريق استدعى لتسييره لفترة محسوبة لدى جماعة القرار لا يجوع ان اتعدى شهر مارس ، تاريخ دخول الاعانة للفريق ؟؟؟ ) – منير درويش – يوسف صلالع – صالح جخار – محمد بولقنافد "بابو" – رياض بوالصلصال – مصيبح جمال – بكار بوالصلصال – جمال بورويس – يحيا بورمة و اخوه بفرنسا حاليا - بشير بورويس كاتب عام بالبلدية .... و كل الشباب ....
شكرا للجميع سواء كانوا في المركز الثقافي او في نادي كرة القدم او شباب متتبعين و مشجعين .... اما الباقي و هم من انصار الجمود و الركود ماذا نلتم و ماذا يقول عنكم التاريخ ....
هذا هو بالتقريب الفريق الذي خرق الصمت و كسر الجليد و نفض الغبار و ايقض الشباب من سباته العميق و من خرفات المشعودين الذين كانوا يرفضوا كل ما هو جديد ، هل هو الخوف من المستقبل ؟ ام هو عجز في التفكير ؟ ام هو محاولة لاستغلال الناس تحت عدٌة مسميات للحفاظ على مكاسب او مصالح و أي مصالح في بلدية ، و هنا اتذكر صديق حين قال /
والله لو يعطوني وزير فالزيتونة ما قبلت .
هذا دليل على انها بلدية كانت و مازالت في حاجة الى ثورة ثقافية و نهضة فكرية تكسر الصمت و تخرس ابواق المتشدقين بترك الحال على حاله .
المهم كانت الكلمة الاخيرة للفيلق الذي ذكرناه آنفا ، و بعد المحضرات التي كانت تقدم في 1988/1990 من اساتذة ، جاء اليوم الذي يجب فيه كسر الصمت و اخراس صوت المدافع ، و خلق من الهزيمة نصر ، بعض ان صنعوا من النصر هزيمة ، و اقيمت الايام الاول للمسرح الهاوي لبلدية الزيتونة ، و كانت الكلمة للجهور و الصدى الاعلامي كون هذه التظاهرة كانت الوحيدة على مستوى الوطن و للصحافة كلمتها ......

و هذا مقال عن التظاهرة و عن العرض المسرحي الذي انتقدت فيه الفكر الذي كان سائد ............................






هذا تعليق محتشم اين كانت في يوم ما ، و من كان يظن ، ان الزيتونة ، كما عنوته هذه الجريد ستكون :
عاصمة للمسرح الهاوي
و لم تكن هذه الصحيفة وحدها التي تحدثت بهذا العنوان او عن هذا الحدث ، بل كل الاعلام المكتوب ، المسموع و المرئي تحدث عن هذا العرس الذي كان في قرية تفتح عهدا جديدا مع الثقافة و كان المسرح عنوان ثاني بعد الحاضرات ، اين هذه الثقافة اليوم ، لم يكن هذا وليد صدفة ، بل كان مجهود جماعي لشباب الامس و هم كهول اليوم ، ارادوا نفض الغبار و تغيير الواقع المر ، وجدوا ضالتهم في المركز الثقافي الذي فتح الابواب على مصرعيه لكل موهبة ، دون النظر للعقيدة او الاديولوجيا او النسب ، كان الهم الوحيد هو بعث روح جديدة مع جيل جديد بأفكار جديدة تتماشى و طموحاته ، صحيح كنت البادئ ، لكن من تبنوا أفكاري كانوا هم من صنع الحدث ، تمردت على الافكار البالية التي تبقي الفرد على حالته الغريزية ، صحيح كانت اخطاء ، لكن العيب ليس في من اخطأ ، العيب في ذلك الذي رأى الخطأ و زكاه و قال انه صواب لتنجر و تقع و يجد ما يقول عند الفشل :
" لقد حدرناكم "
اما ان كان النجاح فيقول الم نكون معكم ، بلا سيدي ، لم تكونوا معنا ، بل حشدتم ما حشدتم من بشر ، اجتهدتم على قطع الطريق علينا لكنكم فشلتم امام الارادة ، امام الصواب و الاجتهاد الذي ليس من وراءه الا الخير للبلاد و العباد ...
احتراما لنفسي ، لن اذكر الاسماء ليس خوفا ، لكن حتى لا ازيد الفتن ، و دون ان اذكركم ايها الغيلان ، الجميع يعرفكم ، يعرفكم بسؤال واحد ، ماذا قدمتم للشباب ، للبنين و البنات ، بخلاصة للمجتمع ، قدمتم التفرقة ، و الله و التاريخ و انا اشهد على ذلك .............
....................................................... كلمة اخيرة ....... شكرا لكم لانكم لم تحفظا الدرس بعد ، و مازلتم في ممارساتكم القديمة الجديدة ، عرقلة كل ما هو جميل للشباب ... غادرت المركز الثقافي كرها و غصبا عني ، و سيارت خطتكم ، فما كانت النتيجة سواء الجمود و العودة الى النوم القديم ، لكني لم انزوي و انطوي ، و لأؤكد حسن نيتي ، و نضالي عن قناعة للتغيير ، واصلت تنظيم التظاهرات بمبادرات فردية و في بعض الاحيان من مالي الخاص ، لابرهن لكم اني لا اسعى الا لتنوير الفكر و اخدم الشباب ، في الوقت الذي عجزتم عن تقديم البديل ، و كان كل جهدكم كيف اتوقف ، و لم و لن اتوقف لاني هكذا و هذه هي عقيدتي ، انا لا اؤمن بالامكانيات لإنها وسيلة لتحسين الخدمات ، لكن الافكار هي التي تصنع المعجزات .
.......... بتمردي على الواقع صنعتها بالامس و اصنعها اليوم و غدا إن كان لي في العمر بقية بإذن الله ......



و بعد اربعة عشرة سنة و في 2003 كتب احد الأصدقاء و المحبين للتغيير الايجابي بالوسائل الفكرية و الثقافية على الشبكة العنكبوتية هذا المقال الذي سأنقله كما جاء ، و للاطلاع عليه ، عليك بكتابة " smail benguiba theater " ... يقول المقال :
Copie coller

ZITOUNA: CAPITALE DU THEATRE AMATEUR

Hommage aux années smail

Lorsque smail benguiba a reçu sa mutation de la daïra de Collo pour occuper le poste de directeur du centre culturel de zitouna, personne parmi la population de cette petite localité accrochée au massif de Collo ne pensait que sa venue à la tête de cette institution culturelle puisse représenter un évènement, car inaugurée le 13/12/1984 et gérée jusqu'en 1987 par l'UNJA, cette dernière est restée sans rendement notable.

Mais, avec son arrivée et l'ouverture officielle du centre en date du 27 décembre 1987 un grand
changement se faisait sentir." une date choisie par le nouveau patrons du cette établissement "

Dés ses premiers jours aux centre,Smail (un fils de chahid révolté chez qui la révolution et ses idéaux sont plus qu'une croyance) se fixait une mission et traçait un but.

Sa mission était de contribuer à la recouverte de la souveraineté culturelle du pays et sa cible était de faire de son village zitouna, dont le nom en arabe évoque l'olivier, la capitale du théatre amateur.

Son premier exploit était sa réussite lucide à faire intégrer la jeunesse locale qui pour la première fois dans l'histoire du village trouvait devant elle un centre culturel avec des portes grandes-ouvertes: Une salle de bibliothèque très fournie en titres, deux salles de cours et plusieurs activités s'y déroulent et ce malgré l'état délabré dans lequel le centre lui a été légué..

Le seuil de son parcours glorieux était la création en 1988 de la troupe théâtrale «Et tahadi »(le défi).

Puis vient l'organisation du premier festival national du théâtre amateur du 10 au 17 juillet 90 avec la participation de plusieurs troupes venues de Tlemcen, Souk Ahras et Skikda... etc.

Placé sous le slogan «pour un théâtre amateur objectif et de solidarité», le premier festival a été ouvert par la présentation de la troupe de zitouna d'une pièce intitulée «El Gharib» qui reflète la souffrance du citoyen
arabe et le déchirement de sa personnalité arabo-musulmane entre le passé et le présent.

Le théâtre communal de Skikda a présenté de sa part dans cette première journée une pièce du réalisateur Fouad ben Ahmed qui a tenté de changer des situations sociales dramatiques par la lutte contre la
bureaucratie.

Pendant une semaine, les spectacles suivis de débats ont été une grande occasion pour la population locale et les participants pour enrichir leur savoir et débattre de la situation du théâtre amateur.

Ainsi, le premier festival lui a donné de l'appétit et Smail organisait régulièrement des conférences, des semaines culturelles, des tournois...etc.

Pour la deuxième fois consécutive, le centre organisait en collaboration avec la direction de willaya de promotion de la jeunesse, la ligue de willaya de défense et de promotion de la culture, l'APC de zitouna ainsi que la daïra le deuxième festival national du théâtre amateur du 26/08/92 au 03/09/03 avec la participation
de Ahl el fen wa takafa ( EL Harrach), El mawkeb El feni(souk ahras), Founoun dramia (Skikda),
Et tahadi ( zitouna) et Essahwa( kanoua), Essaraha( Skikda).

La troupe de zitouna Et tahadi, qui avait déjà à son actif trois pièces, a adapté pour cette année le roman de rachid mimouni (l'honneur de la tribu).

Malgré que le programme initial a été un peu perturbé à cause des torts causés par les reports des dates, le festival réussissait à créer une atmosphère culturelle et remplir le vide dans lequel vivaient les jeunes de cette localité. Chaque matin les discussions du village ne tournaient qu'autour du théâtre.

Malheureusement, les journées théâtrales de zitouna, tout comme les années smail, se sont très vite écoulées, ne laissant derrière que le souvenir des belles images comme dans le cas des nos grandes fêtes de mariage d'autrefois.

Mais, avec beaucoup de nostalgie et d'amour pour ce tableau magnifique du passé, une question s'impose
Ou est passé smail?

Ou est passé l'homme qui a réussit à faire parler de lui presque toute la presse nationale: l'hebdomadaire
arabe El wihda du 02 au 08 août 90, le quotidien Echaab du 11/01/90, El djazair el youm du 11 mai 92, l'Est algérien du 30 au 05 septembre 92, Echaab du 09 mai 1990, Echaab du 25 juillet 90, Ennasr du 30/06/91, horizons du 28/29 juin 1990, El khabar du 5 septembre 92, El anab du 30 juin 92, Alger républicain du 25 août 92, Alger républicain du 5 septembre 92, Ennasr du 25 mars 97.....?

Ou est passé ce gestionnaire qui a fait tout ce boom médiatique avec une subvention de 10 millions du
fonds de willaya qui ne couvrait même pas la masse salariale des quatre agents que le centre employait?

La réponse amère à toutes ces questions est que ceux qui ont voulu faire de smail un néant dans le monde culturel l'ont tout simplement écarté et isolé du monde dans lequel il peut respirer, tout en prétendant ne pas vouloir décider sa mort.

Abdelghani boulkenafet

«OZAT»
Ou sont passer les Années Smail ?.
Et je te réponds monsieur parmis ces gens la une ou deux ou plusieurs ont participés aux sabotages







نضال بلا عنوان
لمن لا يعرفني ..... هكذا كنت و هكذا انا اليوم
كان كل حلمي و أملي جهادي و نضالي وسط كهوف النسيان حيث يوجد الكثير من الضحايا ، اختبأت بين سكوت مخيف يتخلله أنين و عويل ، انه حديث المقهورين ، حديث المضطهدين ، في هذه البلاد وجدت الظالم صار مظلوم ، و النصر صار هزيمة ، كلاهما حيٌ شامخ ، كلاهما أقوى من النصر ، و اضعف من الهزيمة ، بين الكسل و الجهد و الجهاد ، و بين الفقر و الغنى حقد يستغله المنسلخون عن المبادئ ضد الضعفاء ، لم يحدث التغيير و لا الانقلاب الجدري ، و لن يحدث التحول الحتمي حتى يصير العبد سيد ، كل هذه الأحلام جرفتها مياه الربيع التي أذابت جليد الشتاء و اصبحت مياه تطفئ نيران الفرح ، انه فرح خيانة الذين دافعوا عن أبطال اليوم ، انهم الكادحين من الفقراء و عامة الناس ، لكن مازال للضعفاء دم يجري في عروقهم يساوي دهب الأثرياء ، حدث هذا بالأمس ، و اليوم ندق ناقوس الخطر بعدم التمركز في كل الطرقات الحزينة ، مظلم كنت او منارة ، سيعود القوٌاد من بعيد ، بقوٌة جديدة يجمع شمل المقهورين بخطوات ثابتة و يكسٌروا كل الطابوهات التي هزمتهم و مزهقتهم طوال تلك السنين الماضية ، تلك السنين الضائعة التي قررت و اختارت الطريق الذي اوصلنا الى المبتغى المحتوم . سيعود هؤلاء بعزيمة لا تعرف معنى الخوف و لا تخشى المخاطر ، لان كل الهزائم في حياتنا باتت من الماضي ، و الماضي لن يعود فهو في طي النسيان ، كيف لا يعود هؤلاء و البورجوازية المتوحشة تستضعف الناس و تقهرهم و تسلبهم كل الحقوق ؟ كيف لا يعود أولائك و الانتهازيون الجدد يهددون الفقراء بمزيد من الفقر و القهر ؟ انها الطعنة من الخلف بنفس السكين و في نفس المكان مع تغيٌر في الزمان ، الكل نسي و لم يأتي احد لتضميد الجراح ، و انا من اولائك الذين يقولون و يؤمنون بأن كل الثورات بهزائمها و انتصاراتها عار على من تخلى عن مبادئها و نسي تلك الصدور العارية التي واجهت الظلم و الظالمين ، واجهت الجوع و الفقر حتى امتزجت الدموع بالدماء ، و الفرحة بالحزن ، و ها هم اعتلوا المنبر اليوم ليغنوا و يتشدقوا من كلام الاسياد ، هؤلاء الذين خانوا الأمانة ، علينا ان لا ننسى تلك المجازر التي لا تحترم الفكر و هي تكرس اليوم بنفس الطريقة و الأسلوب ، نفس الأفكار التي لا تحب العدل و لا العدالة و هي لا تخضع لأي قانون او عرف او حتى ميثاق شرف ، و ها هو من يستفزنا و يفتخر بالهزيمة ، علينا ان لا ننسى و بدون غل الأسباب التي اوردت بنا الى ما نحن عليه ، فنحن المنهزمون أولى بإعلان طبول الحرب ، و هذا لا يعني تنازل عن المبادئ و القيٌم ، بل ترسيخ لها ، لكننا نرفض الجلاد الذي صار مرفوع الرأس يستفز ضحاياه و بحماية السلطان ، دون خوف و لا خجل ، امام تلك الوجوه المنكسرة التي بهذه النتيجة شعرت و كأنها الخائن الذي باع القضية و خان الرعية ، هذا الإحساس بالإحباط يؤدي الى عذاب و قهر و تدمٌر ذاتي ، الذي يؤدي بالضرورة الى التفكير بالانتقام ليضمد جرحه الذي لم و لن يندمل ، هذا الشعور يرافق كلما رأى جلاد ، و كلما لمع بريق الحديد في الشوارع التي مازالت تبكي و المدينة هادئة و في شوارعها رائحة الخيانة ، هذه الرائحة تنبعث من قصر السلطان الذي تنكر لمن دافع بصدر مكشوف عن مبادئه ، لم يخشى الموت و لا العذاب بل رأى في تصرفه هذا لمعان الانتماء الى الدفاع عن قضية عادلة ، نضال من اجل كرامة مجتمع بكل ما يحمله من افكار متناقضة .
ليس هذا تحديا لأولئك الذين أتوا بالقوٌة للوقوف ضد تلك الأمواج البشرية التي تعتبر اليد الحديدية للمدينة ، و خوفهم من خوف السلاطين المتسلطين ، لان هذه الجماهير هي السلطة و هي السلطان و هي الطوفان ، هي الوحيدة التي تملك حق الاحترام و التقدير ، هذه الجماهير دفعت ثمن التخلص من العبودية و علينا ان نسلم الأمر لها ، لانها الوحيدة القادرة على المحافظة على كرامتنا و وحدتنا ، و قد لفت انتباهي و انا بأحد الشوارع إلى دوريات أولئك المغاوير الأشاوس تجوب الأحياء و الطرقات ، و كانت دموع فرحة الأهالي بعودة الأمل تنصب على الخدود ، لأنهم آمنوا انها بشرى لغد افضل .
ما الذي غيٌر الاحداث ؟ او ما الذي تغيٌر اصلا ؟ حتى تصبح تلك القلوب الطيٌبة إلى حيوانات مفترسة ، ما الذي تغيٌر بعد ان استقبلوا استقبال الأبطال ، و جعلنا من يوم الحداد عيد لميلاد جلادين
اليوم و أبطالنا بالأمس ؟ نحن لا نريد المزيد من الضحايا ، نحن لسنا بحاجة إلى جريح جديد ، و ليس لنا ذبيح جديد ندفعه فدية لرغبة راغب ، نحن لا نريد المزيد من الجرحى و الموتى ، نحن لا نريد سماع العويل من جديد ، نحن لا نريد بعد كل هذه الدماء و الدموع حرية تتعدى على حق العيش الكريم ، نحن لا نريد للخوف مكانا بيننا ، لا نريد استغلال صمتنا لاستحياء شرفنا ، كل هذا ايها الأمير ، ايه السيد ، ايها السلطان وقع بعد النصر الذي صار هزيمة ، و هكذا سيدي ، كانت بداية الخيانة و كان لزام علينا المحافظة على الشرف المفقود ، هذا الشرف الذي قيٌدنا و قطع الرؤوس ، و تكون نفس الشريحة الضعيفة المستضعفة و المضطهدة هي الضحية و عربون بقاء المملكة ؟... لا سيدي ، لا يجوز بناء المجد على رفات الأموات و دمائهم مازالت تنزف ؟ ... الجرح مازال يؤلم ، ما زال العذاب يلاحق هؤلاء الذين أعطوا رقابهم فدية للوطن ؟ ...
استوقف نفسي هنا في قاعة " الحق المفقود " المحكمة ؟...و لكم الحق بنعتي بالغباء لاستعمالي هذا المصطلح ، او في ما انا افكر فيه ، لأني بالفعل غبي ، و لو لم اكن كذلك لما لدغت العشرات من المرات من نفس الجحر ، لقد كان في باحة هذه القاعة جمع غفير من الكادحين يهتفون بما وصفت به قصرهم هذا ، و تحت تصفيقاتهم تبيٌن لي ان الوصف حقيقي و ترجمة لما يشعرون به من خيبة امل ، هتفوا لأني عبٌرت عن عذاباتهم التي اكسرت قلوبهم و ايديهم و ارجلهم ، لان افضلهم بفنائه و جهده لم يرقى الى حيث اراد و لا حتى الى حيث يستطيع ، و قد قلت آنذاك :
لقد صدر الحكم علينا ، و خرج المحضر القضائي لتنفيذ الحكم ، لأننا أوفياء و لا مكان للوفاء هنا ، لا مكان للحق و العدل ، لان في قصر الحق المفقود ، الأحكام جاهزة على المقاس ، انها وصفات طبية قد تجدها جاهزة عند بعض الأطباء ، يسلمها للمريض دون فحصه ، و نحمد الخالق الواحد الأحد ، انه لا يوجد الكثير من هذه الشرذمة التي تتمتع بعذاب و أنين من ضحوا بالكثير دون أخد مقابل لينعموا بما قدموا ، إن هذه الشرذمة تتمتع و تتمتع و تزداد لذة المتعة عند سماع أنين الضحايا ، متعة هؤلاء تبلغ ذروتها حين يخرج المحضر القضائي و معه جمع من العسكر ليخرج الأطفال و النساء من مخابئهم " منازلهم " التي لا تأوي إلا المشردين ، لان انعدام الحياة لدى هؤلاء قابله انعدام الحياء ؟... و الا كيف نفسر نزع قميص كادح لا يملك شيء و تتركه عاري وسط البرد و الثلج تحت الصراخ ليعم الحزن عندنا و تكتمل الفرحة لديهم ؟... بعد هذا يشمع المكان و يوضع إعلان " للبيع " ليصرخ مستضعف :
" خذوا المناسب ...خذوا الكاسب و اتركوا لنا مكان ننزل فيه ، نعمل حتى الموت ، أليس فيكم رجل ريشد ؟ الم تعلموا انكم وضعتمونا بين مخالب الجوع و الفقر حتى الموت ؟...
لا مجيب ، و هل تسمع الصمٌ إذا مشوا ؟ على واقع نغمات هذه الصنفونية غادر الجميع المكان ، و كل واحد يحمل لا شيء معه الا رنين الصراخ و البكاء و العويل ، رحلوا و لم يحملوا شيء لانه ليس لديهم ما يحملوه ، غادروا المغارة المظلمة الى ظلام و ظلم آخر حيث يفترشون الأرض و يتغطون السماء ، تحت الأمطار يقاومون العاصفة ، لم تكن لهم فيئه ينصرونهم ، لقد تخلى الجميع عنهم ، و خرست الضمائر الحية ، هؤلاء الذين كانوا بالأمس القريب الجدار البشري الواقي لكل عاصفة ، ليدخل المنتصرون الجدد ، انه نفس الأسلوب ، استغلال المستضعفين وسلب حقوقهم بالأحلام و الأكاذيب ليحقق المنسلخون غاياتهم ، لكن بعد الصمت تأتي العاصفة ، و الكادحون هم الاقوى في الارض ، هذا الصمت سيأتي بالعاصفة التي تسقط الشرعية المالية المتسلطة ، و التي تربعت على العرش دون مشورتنا ، ان الكادحين هم الملوك لشيء بسيط ، و هو لولاهم ما كان العرش ليصبح هو ملك علينا ؟... فمن لم يعرنا أي اهتمام لا يمكنه التصالح و لو مع نفسه ، كما اننا إن لم نقم بأي مبادرة سنضل نحن الضعفاء و نزيدهم قوٌة ليكون أبناءهم ملوك على أبناءنا و يستغلوهم ابشع استغلال ، لهذا علينا ايها الكادحين ان نزلزل الأرض تحت أقدامهم ، و ليكون بالصمت من تحت اقدامهم نار حارقة و من فوقهم نار ، لكن دون ضجيج و نكون الحاكم العادل الذي لا ينحاز.
ان البرجوازيون الجدد مهددون بفقرنا و قد عشنا و تعلمنا ان كل الثورات التي قادتها الطبقة الكادحة كانت لها الكلمة الأخيرة و انتزعت القرار بقوٌتها ، و خرجت هذه القوٌة منتصرة ، اذا علينا ان نكسر الصمت الذي يقتلنا و نواجه الواقع المفروض علينا و نكف عن الصراخ في مغارات النسيان و هذا احتراما و حفاظا على كرامة ضحايانا ، و نعلمهم أن السكوت لا يعني الاستلام و لا هو هزيمة ، و اننا لا نريد ان ندفن مرٌة اخرى احياء ، لأنه ما دام هناك لدينا شعور بهذا الواقع المرٌ ، حتما الخوف سيكنهم و هم يخشون الضجيج ، لان عنادهم على سياسة التجويع ، و استعمالهم اسلوب التخويف و التخوين ذليل على خوفهم من لهيب النار الحارقة و العاصفة الهادئة لأنهم غيلان ، غلاة لا يخافون الا صوت واحد قبل ان تقطع ألسنتنا بعد ان قطعوا أنوفنا و داسوا على كرامتنا ، فلنهبٌ عليهم و نقول كلمتنا و لو كانت الأخيرة ، نصرخ بصوت عال :
نحن هنا نريد التغيير العادل ، لا نريد التغيير على مقاساتكم ، نحن هنا نواجهكم بصدور عارية كما عرفتمونا و بالتي هي احسن و لا بالتي هي اخشن ، نحن هنا لا نريد الخونة ، ما رفضناه بالأمس نرفضه اليوم و غدا و الى الأبد ، نحن هنا و لا تتجرؤوا على قمعنا لان نضالنا قضية مقدسة ليس قطعة قماش و راية نرفعها و نهلل لمن هب و دب ، نحن هنا في المحطة الأولى ننتظر ركب القطار و من لم يلتحق بنا فلن يركب أي قطار في أي محطة ، لأن قطارنا بدون عنوان و لا محطة و سنقوده الى حيت نشاء ، و نوقفه أينما نشاء ، و انه لا مكان للمدسوسين ، نحمل كل كادح و حيث ما كان نكون ، نبكي لأحزانهم و لكل منا جرح عميق بداخله يتألم بصمت ، سنختار الطريق بأيدينا و نصطف عن قناعة لأننا ادركنا ان الحرية اختطفت و قيٌضت أموالنا ، إرادتنا و كل حقوقنا ، فلماذا و نحن الأغلبية نموت جوعا ، السجون ارحم لنا من ما نحن فيه ، نحن لا ننحت كلمات لنعيش بها ، كلامكم النرجسي لم يعد صك يصرف في أي بنك ، و إذا تكلمنا الحق وصفتمونا بالمجانين ، لا نحن لدينا طموح لا تحلمون به و لن تملكونه أبدا ، نحن نؤمن بدفء الوطن ، و انتم تسرقون الوطن ، انتم محافظون على مصالحكم ، و نحن محافظون على الوطن ، على الذاكرة ، على التاريخ الذي هو ثابت و ينصفنا في يوم ما ، انتم تدركون خطر قوٌتنا ، تعيشون الخوف الدائم ، تحاولون تضميد الجرح القديم بجرح جديد ، و هذا هو الغبيٌ ، يسير عكس التيار ، انتم ترهبون ، تخوفون و تخونون من اجل البقاء ، و نحن نقول :
الخوف موجود في كل مكان ، و لا حياة بدون خوف ، فالخوف حياتنا و ما ارتجافنا من الخوف بل من الجوع ، نحن لا نحقد ان عدتم الى جادة الصواب ، لأننا قطعنا العهد و سنخطو الخطوة الأولى ، و إن خطوناها لن نتراجع أبدا ، فيد مبسوطة و اخرى بها الحديد ، الا تشعرون بالخزي و العار ؟. ليس على جرائمكم بل علينا ، و على خيانتكم لإخوانكم الذين ماتوا من اجل العدالة و الحرية ؟... ستموتون في مزابل رمي خبز الكادحين ، انتم تأكلون من اجل البقاء و نحن نأكل من اجل الشقاء ، من اجل الكد و الجهد ، انتم لا تعرفون ثمن الشرف لأنه لا معنى له لديكم ، نحن نتجرع مرارة الخزي و العار مكانكم لأننا ندرك معنى الوفاء و معنى الخيانة ، نعرف معنى الجوع و الفقر ، معنى الصمت ، معنى الحب و الإخاء ، نعرف معنى الحسرة و الندم ، نؤمن بالحلم و سنقاوم كل التيارات القوية الى النهاية ، فتيقنوا و تفطنوا ان النجوم لن تحجب ، و ان الشمس الساطعة كل صباح تحمل لنا جليد و صقيع فيه بريق جديد و أمال لغد افضل ، نعم سينقشع الضباب و تزول الغيوم و تندمل الجراح و تبقى راية النصر و الحق عالية ، سنضل هنا نناضل و نكافح مهما كانت قسوة الطقس التي تجمٌد الدموع في أجفان الكادحين التي تقترب يوما بعد يوم من الأفق الذي كان بعيدا ، هذه الغيوم التي تغطي السماء ، هي أحزان لكم ، سنرافع و ندافع على حق المواطنة و نكشف الوجه الذي خان و باع القضية ، سنكشف من اغتال الحب في مهده ، ان المتسلطين استضعفونا و لم نعد نحتمل اكثر ، و ان سكتنا فهذا يعني انتحار منا و اغتيال لحلم كاد ان يكون حقيقة ، صحيح انه عالم الأقوياء و الأغنياء الأغبياء ، لكن عدم محاولة رفع الغبن لتخفيف العبء الثقيل الذي نحمله سيؤدي حتما للاصطدام الذي نحن نرفضه ، فلا تسقطوا من قاموسنا مصطلح الشرف الذي هو أساس الوجود ، إن الترهيب لن يسكت صوت المدافع و لن يسكت صوت الذين ضحوا من اجلنا ، ليس بالقهر و التخوين نكتب مجد تاريخنا ، لن نقبل وجود من يهدد وحدتنا ، المصدر واحد و المنبع واحد و لن نترك المصير يهدد ، ينعدم الاحساس حين نصبح لا نفرق بين الحرب و السلم ، فلا تتركوا الحزن يكبر في الضباب لأنه سيأتيكم من الأوحال و يغرقكم حيث كان ، لقد خنتم الشهادة والشهداء الذين اختاروا أصعب معادلة ، الموت و لا العيش الرخيص ، هذا الاختيار ينحاز اليه الانسان الواعي الذي يختار الموت بكرامة ، بدل من العيش بذل و خوف ، لقد امتزجت دماء هؤلاء بالأمطار التي جرفتها السيول الى الوديان ، و يمكن ان يكون هذا البترول من دماء اولائك الشهداء ؟... و بهذا أكملتم المسيرة باغتيال الحرية و الشرف ، لكن سترتعش و تهتز الارض من تحت اقدام الوصوليين ، لن اقسم بمواجعي ، انكم تخلقون الخوف و الفوضى للحفاظ على مصالحكم ، شيدتم المقابر و لن تكون لكم هدية ، جئتم في شتاء ظننتم انه ربيع ، انهارت القيٌم و الأخلاق فيه ، عقرتم كل ما كان جميل و تخندقتم في مكان الأموات الأحياء ، تشابه عليكم البقر ، تظنون كل صيحة عليكم ، نحن لسنا بحاجة للقوادين الذين وضعتموهم تحت أجنحتكم لحمايتكم و لتكسير كلمة الحق و إذلال الأحرار ، احتقرتم الثورة و الثوار ، قزمتهم الانتصار ليصبح بصمة عار عليكم ، لكننا نقولها اليوم دون خوف و لا خجل :
لا يمكنكم القفز على الثورة و الشهداء مهما غيٌرتم الأحداث ، فالتاريخ ثابت ، و الشهداء هم من قادوا الثورة حتى النصر ، و هم اليوم ليسوا بحاجة لأوسمتكم و مقابركم أكثر من ما هم بحاجة الى تكريس الحق و العدالة ، لا مكان للكذب و التزييف ، لا مكان للخونة الذين اتخذوا الشرعية التاريخية المزيفة منهاجا لهم للحكم في رقاب أسيادهم بالأمس و اليوم ، انه انتقام من الشهداء ، ان الثورة شعبية و لن نترك الزمن يخدع الأجيال القادمة بتاريخ سطرتموه كما اردتم ، ستنكشف الحقيقة و يعرف الجرح و الألم ، و يعرف الجميع ان في القلب علم ، فيه رصاصة و دم ، ستكشف الحقيقة و تعرف الخرافات التي غيٌرت الفرح حزن ، سيعرفون كيف كان مصير تلك الأرملة و تلك الثكلى و كيف إستغلوا ابشع استغلال بعد الاستقلال ؟.... لكم التحية يا ثوار 19 مارس ، عيد النصر لكم ، و عيد الهزيمة للاحرار ، انتم رفعتم العلم ، قتلتم الأمل و اخدتم المشعل ... تحية لكم ...
...... لن تخونونا و لن تخوفونا مهما ضربتم من وراء ظهرانينا ..... لأن الحقيقة في الذاكرة .؟




هذه صورة من مسرحية " الربع ساعة الاخير " و قد قدمت العرض الشرفي في 2003 ...
تتناول المسرحية


هذا المقال عن وكالة الأبناء الجزائرية " APS " 1990 ، حين اختفت كل مظاهر الثقافة ، لم أنحني و ناضلت بالطريقة التي كانت بوسعي ...
وكان لجريدة المجاهد في الطبعة الثانية لمهرجان المسرح لها موقف ، حيث خصصت صفحتها الثقافية لمهرجان المسرح بالزيتونة ، و كان عنوان يثير الاهتمام صدر عن " وكالة الانباء الجزائرية " APS " ننشره بدون تعليق ... !






رغم هذا واصل المعارضون ، اصحاب الصحوة ، في معارضة كل ما هو ثقافة و كل ما هو جميل يقدم خدمة للشباب ، لان النشاط يكشف عوراتهم ، و يضعهم في موقع الضد بدون سبب و يؤكدون ضعفهم ، اكني على يقين اني و مهما اتسعت العبارات لن أوفي وصف هذا الفكر المتحجر ، و اذكر هؤلاء و اولائك ، ان الأحداث التي صنعتها ، و التي كتبت منها و اكتسب البعض الاخر ، و كان الهم الذي حملته يحمل عنوان واحد هو .... خلق أحداث للتاريخ ....


























































































هذا السيد احمد معبد ، رئيس دائرة الزيتونة الذي اعادني إلى الزيتونة و اصبح واليا بجيجل ، الطارف ثم مستغانم ، لم ينسى ابدا اني عملت معه في السنين الصعبة ، و هو الذي قال لي يوما :
لماذا لم يحدثني عنك احد في الزيتونة مند سنة حتى يكلمني عند السيد الوالي و مدير الثقافة .؟.
قلت: لو بقيت الف سنة في الزيتونة لن يحدثك عني مسئول ..
قال لماذا :
قلت لاني مهنتي تقلقهم ، و انا لست من الذين يربعون ايديهم و يلهثون كالكلاب وراء الفضلات ، انا احب عملي و اجتهد فيه ، و إجتهادي يقلقهم ..
و ما الكلمة التي اضافها بعد امضاء هذه التهنئة إلى فيها معنى ، و بحكم معرفتي للرجل فإنه يقول بتلك الكلمة ، علاقتنا اكبر بكثير من هذه التهنئة الرسمية ...... شكرا سيدي ...

.. و هذه كانت من ولاية الطارف مباشرة بعد تعيينه على رأس ولاية مستغانم ........












... لم يقتصر نضالي في الثقافة و إنما كنت حيث يجب ان اكون في كل وقت و في كل ظرف ، من المؤسسين لمظمة ابناء الشهداء و المشاركين في المؤثمر التأسيسي ببجاية سنة 1989 ... و جاهدت بالكلمة و المسرح و كل ما املتكته حفاظا على الوحدة بعد الانزلاق الذي عرفه الوطن ، لم استسلم و قدمت ما بوسعي من اعمال ثقافية و جزيل الشكر لكل من ساعدني في انجاح كل التظاهران و هم في الحقيقة كثر .... و الصوٌر شاهدة على نضال و اجتهاد هؤلاء...



لا شيء غال اكثر من الوطن .... و صدق الشاعر :
بلادي و إن جارت علي عزيزة ... و اهلي و إن ظنوا بي كرام
.......تحية للاستاذ علي بوالزوالغ و الاستاذ / حسان دواس على حضورهم الدائم في كل محاولاتي لنفض الغبار على ارواح ميتة ...
..................... و الشكر للشباب الذي رغم كل شيء كان يحترم المجهود و أعاتبه لانه لم يدافع عن حقوقه و اكتفى بالصمت حين كنت اتصارع مع اهل الكهف ...







إلى هؤلاء الرجال حماة الوطن نقول...
.... نحبكم ... نقبل رؤوسكم ....نقبل الأرض من تحت اقدامكم ... اجعلوا من تحت كل من اراد بالجزائر سوء جهنم ... و من فوقه جهنم ... لا تتركوا المكاسب ... حافظوا على المناصب ... و اتركوا للشعب الوطن ...يا ابناء الشعب ....


انتم لهؤلاء و الشهداء على العهد باقون ... لا المال يغريكم ... و لا الشهادة تخيفكم ... انتم اهل للثقة و منا لكم الاحترام











ملته يحمل عنوان واحد هو .... خلق أحداث للتاريخ ....




Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Nom & prénom
email : *
Ville *
Pays : *
Profession :
Message : *
(Les champs * sont obligatores)