Tiaret - Elevage

المناطق الرعوية




المناطق الرعوية
ـ الأراضي الرعوية

على الرغم من كون البلدية ذات طابع رعوي إلا أن المساحة الرعوية لا تتعدى 400 هـ من مجموع المساحة الإجمالية ، ومن هنا فهي تمثل نسبة ضئيلة لا تكاد تفي بحاجيات المربيـن ، الأمر الذي لم يسعفهم على امتلاك قطعان كبيرة كما هو عليه الحال في جهات أخرى مثل البيض والجلفة وغيرهما ؛ فالقطيع من الأغنام لا يتعدى في الغالب الخمسين أو الستين رأسا ، ومع
هذا فالمربون يجدون صعوبة ومشقة في المواسم الجافة للحصول على الأعلاف التي تعرف أسعارها في مثل هـذه الظروف ارتفاعا باهضا بسبب المضاربة وتدخل السماسرة للبزنسة في هذه المادة .
إن النقص الملحوظ في الأعلاف قد انجر عنه تدهور خطير في أسعار الماشية لأن المولين قد وجدوا أنفسهم مضطرين إلى بيع قطعانهم بأبخس الأثمان ، وهذا ما أثر سلبا على عدد رؤوس الماشية الذي عرف تقلصا محسوسا على مستوى البلدية وتراجع بذلك عدد الموالين الذيـن أدرجوا ضمن قائمة البطالين المفتوحة .
تشكل الأغنام والمعز والأبقار الثروة الحيوانية التي تقوم عليها البلدية ، وهـي مصدر قوت العديد من سكان الأرياف من جهة وعليها يعتمد في توفير حاجيات السكان من اللحوم الحمراء من جهة أخرى ؛ إلا أن النقص المسجل في هذا المجال انعكس سلبا على أسعار هذه المادة التي عرفت ارتفاعا مذهلا ، مما جعلها بعيدة المنال عن نسبة عالية مـن السكان ، إذ أصبحت وأمام الدخل المحدود لهؤلاء من الكماليات على الرغم من أهميتها الغذائية في حياة الإنسان .
أهل المنطقة كما هو معلوم مولعون ومنذ القديم بالفرس ، فقد أولوا تربية الخيول عناية خاصة وحرصوا على اقتناء الفرس العربي الأصيل وتنافسوا في امتلاكه وأصبحت هذه الهواية التي توارثها الأبناء عن الأباء من العادات البارزة لدى سكان الأرياف والقرى والمدن على حد سواء ، وقد بلغ اهتمام هؤلاء بالفرس درجة الاعتزاز والتفاخر والتباهي بالأبناء والأهــــــــــل والعشيرة لا لشيء إلا لأنه يحمل أكثر من دلالة ، فهو عندهم رمز للرجولة والشجاعة والجاه ، وعليه فليس غريبا إذا وجدنا من هؤلاء من يتغنى به ويمجده ويكثر من ذكره في نظمه ونثره .
وتتجلى المنزلة التي يحتلها الفرس عند أهل المنطقة أنك لا تكاد تجد عائلة إلا وتمتلك فرسا يعتمد عليه أفرادها في المناسبات والأعياد الدينية والوطنية كما جرت العادة في الطعــم ( الوعادي) التي تقام إكراما لأولياء اللـه الصالحين ، يظهر فيها الفرسان براعتهم ومهارتهم في ركوب الخيل وممارسة هذه الهواية التـي ترتبط ارتباطا وثيقا بالبرنوس والكلاح والخـــف والسروج والبنادق وغيرها من لوازم الفروسية .
تعد ولاية تيارت ولاية الفرس العربي الأصيل على المستوى الوطني ؛ حيث يتواجد بها مركـز شاوشاوة المشهور في تربية الخيول ، مما كان له أثره الإيجابي في تشجيع الفلاحين والمربين على أن يولوا هذا الجانب رعاية خاصة يمدونه بما يحتاج من حسن التكفل والتعهد ما يضمـــن بقاءه ، إلا أنه وبمرور الأيام وفي ظل المشاكل التي أفرزتها عجلة التطور والتحول لم يعـد للفرس ذلك الشـأن الذي كان له حيث فترت العزائم وحل محلها الإحباط وعدم الاكتراث ، ولم يعد في إمكان المولوعين بهذا الحيوان أن يوفروا له ما يتطلبه من حاجيات قد تكلف مصاريف باهضة لا يقدر عليها إلا من يمتلك ثروة هائلة ، ومن هنا فقد الفرس مكانته وأصبح في خبر كان .
إذا كان الفرس مصدر زينة وتفاخر بين الفرنديين وأهل الأرياف المجاورة فإن البغال والحمير تمثل أنجع ما يمكنهم من القيام بأعمال الفلاحة والبستنة ونقل الأمتعة والتنقل عبر المناطق الوعرة .


Votre commentaire s'affichera sur cette page après validation par l'administrateur.
Ceci n'est en aucun cas un formulaire à l'adresse du sujet évoqué,
mais juste un espace d'opinion et d'échange d'idées dans le respect.
Nom & prénom
email : *
Ville *
Pays : *
Profession :
Message : *
(Les champs * sont obligatores)