الجزائر - COMMUNES

عبد الواحد الونشريسي: قاضي فاس لمدة 17 سنة



عبد الواحد الونشريسي: قاضي فاس لمدة 17 سنة
توفي العباس الونشريسي، الساكن في فاس ومفتيها، واعتقد الجميع أن نجله عبد الواحد لم يرث الكثير منه وأنه لا يمتلك مهارات دروس والده في الشؤون القانونية، أو أنه لن يصل إلى مستوى والده في الكراسي القضائية وتدريس الفقه والمذهب، خصوصًا بالمسجد المعلق بالشراطين عند وصوله إلى فاس قادمًا من تلمسان.

لكنه رفض تقديرات الجميع وسار على خطى والده وبرع كما برع في دروس الفقه واستقنى النحو والوثيقة، وكان خطه جيدًا لدرجة أنه "كتب لشيخ الجماعة، أبي عبد الله ابن غازي، تسبيحاته في ظهر تأليفه، وما كان يحتاج إليه من ذلك، وكان يتقدم بها على غيره" كما جاء في السير.

وذكر المنجور في فهرسته قصة عن أبو عبد الله ابن غازي، أن هذا الشيخ أقر له بالنجاح وقبل أن يلتفت للطلبة ودعا له، عندما نزل من منصبه في المدرسة المصباحية حيث كان يدرس الفقه، مما يعكس احترامه له كأحد تلاميذه واعتباره لما كانت تجمعه علاقة ودية ومحبة بينه وبين والده العباس.

وقام عبد الواحد بالتدريس فوق كرسي في هذا المسجد وفي جامع القرويين، وأُطلق على كرسيه في الجامع الأخير اسم كرسي ابن الأشقر على ما ذكره يحيى السراج، بعد أن أنشأ هذا الكرسي بواسطة أبو العباس أحمد بن الشيخ الوطاسي وخصصه في البداية لدراسة الحديث الشريف بشرحه الفتح الباري.

وكان أبو مالك عبد الواحد ابن أبي العباس الونشريسي قاضي مدينة فاس لمدة تقدر بـ 17 سنة قبل أن يصبح مفتيها بعد الإمام العلامة العمدة المحقق الفهامة الخطيب الفصيح الناظم ابن هارون.

واستفاد كثيراً من والده ومن مشايخ آخرين مثل ابن غازي، وكذلك من يحيى السوسي وأبي الحسن الزقاق وابن هارون، واستفاد منه آخرون أيضاً مثل أبو راشد يعقوب بن يحيى اليدري وأبو زيد السلواني وأبو زكريا السراج وعبد الوهاب الزقاق واليسيتني وغيرهم.

وألف العديد من الكتب الجيدة ونظم ملخصًا لكتاب ابن البناء في الحساب وشرحه على ابن الحاجب، كما له شرح آخر على البخاري، وكتاب آخر عن الرسالة، بالإضافة إلى العديد من التأليف والخطب والفتاوى.

وكان له موشحات وأناشيد ويُقال إنه كان يتأثر بالألحان والآلات الموسيقية بشكل يدل على طبيعته الحساسة رغم صلابته في الدين. ويُقال أيضًا إنه خرج في يوم العيد لأداء الصلاة مع الناس وعندما تأخر السلطان أحمد المريني، صعد إلى المنبر وقال: "ما أعظم أجركم! الصلاة في يوم العيد أصبحت ظهرًا".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)