الجزائر - HISTOIRE

بربروس ينقذ فرنسا



بربروس ينقذ فرنسا
في عام 1525 م بعد "معركة بافيا" التي هُزمت فيها فرنسا من "شارلكان" ملك اسبانيا وامبراطور الامبراطورية الرومانية، تم أسر ملك فرنسا "فرنسوا الأول" فبعثت والدته "لويز دي سافوا" برسالة استغاثة الى خليفة المسلمين السلطان "سليمان القانوني"، ولكن الرسالة لم ترسل لضياعها في البوسنة في الطريق...
بعد عودة فرنسوا الى فرنسا في أواخر 1525 م أرسل للسلطان سليمان ما جرى له من قبل عدوهم المشترك شارلكان، وعلى الرغم من اعتراض بابا الفاتيكان شخصياً، واعتراض ملوك أوروبا الكاثوليك، تم عقد تحالف بين فرنسا والدولة العثمانية.
وفي صيف 1543 م أمر الخليفة "سليمان القانوني" قائد الأسطول العثماني خير الدين بربروسا بالإبحار إلى فرنسا لمساعدة الفرنسيين في تحرير مدينة "نيس" الفرنسية، فأبحر بربروسا بأسطول عثماني ضخم مكون من أكثر من 100 سفينة حربية تحمل 000 30 مقاتل عثماني، وعند وصول الأسطول الإسلامي إلى ميناء "مرسيليا" الفرنسي انضم إليهم أسطول فرنسي مكون من 50 سفينة فرنسية، فاستطاع هذا الأسطول العثماني الفرنسي بقيادة بربروسا الانتصار على أسطول مشترك مكون من أساطيل "دوقية سافوي" التي كانت تحتل المدينة، إضافة إلى أساطيل "الامبراطورية الرومانية المقدسة" و "جمهورية جنوة الايطالية"، ليتمكن القائد المسلم بربروسا من تحرير مدينة "نيس" الفرنسية.
حين شاهد ملك فرنسا ما يمكن للأسطورة بربروسا القيام به، عرض فرنسوا الأول عليه أن يبني العثمانيون قاعدة عسركية لهم في ميناء طولون - Toulon، وأن يتحول هذا الميناء الفرنسي إلى قاعدة بحرية لإنطلاق الأساطيل العثمانية لصد بحرية الإسبان والإيطاليين، وذلك لكي تضمن فرنسا عدم اعتداء أساطيل الإمبراطورية الرومانية المقدسة عليها في ظل وجود قاعدة عسكرية عثمانية على أرضهم، ولإقناع العثمانيين بقبول هذا العرض الفرنسي، وعد "فرنسوا الأول" بربروسا أن تقوم فرنسا بمساعدته في تحرير تونس من الغزاة الإسبان إذا قَبِلَ أن يعسكر بالأسطول العثماني الإسلامي طيلة فترة الشتاء في مدينة طولون، وبعد أخذ الموافقة من الخليفة القانوني، وافق بربروسا على العرض الفرنسي، فعسكر بجنوده في مدينة طولون الفرنسية التي تحولت بالفعل إلى قاعدة بحرية عثمانية لحماية فرنسا، وقام ملك فرنسا بدوره بتحويل كاتدرائية طولون مؤقتاً إلى مسجد لكي يصلي فيه جنود الحامية العثمانية المسلمة التي كانت تقدر ب 000 30 من الجنود، وعلى مدار 6 أشهر من نهاية 1543 م إلى بداية 1544 م تحولت هذه المدينة الفرنسية إلى قاعدة حربية لإنطلاق الحملات العسكرية العثمانية، وقامت فرنسا بتزويد الحامية العثمانية خلال تلك الفترة بنحو 10 ملايين كيلوغرام من الخبز، وصارت العملة المتداولة في مدينة طولون أثناء تلك الفترة هي العملة العثمانية.
- المصدر : "لغز بربروسا"
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)