الجزائر - Le chiisme

الفاطميون.. وأمازيغ شمال أفريقيا






إلا أن ما يثير في دعوة المتشيعين الجزائريين اعتمادهم على مصادر تاريخية غير دقيقة تدعي أن منطقة شمال أفريقيا كانت محضنا للمذهب الشيعي الذي كان يعتنقه الفاطميين قبل أن يقوموا بغزو مصر واحتلالها....وقد لعب الفاطميون حسب مصادرا أخرى دورا خبيثاً في محاربة المذهب السني ونشر التشيع من خلال الترويج لمذهب الإسماعيلية، نسبة للإمام إسماعيل بن جعفر الصادق, إبان حكم الأدارسة عام 172 هجرية. وتذهب تلك المصادر إلى تأكيد أن بربر شمال إفريقيا اعتنقوا المذهب الشيعي وبايعوا الفاطميين على النصرة والولاء.
وبالاستناد إلى تلك المصادر يسعى شيعة الجزائر إلى استدراج البربر إلى مواجهة مع السلطة... ليست هذه المرة الأولى... فقد ادعت فرنسا أنهم مسيحيون واستخدمت قضيتهم لأكثر من ستة عقود لابتزاز الحكومات المتعاقبة، واعتبرتهم مصادر تاريخية يهودية يهوداً بعد أن اعتنقت زعيمتهم، التي كانت تسمى " الكاهنة " الديانة اليهودية وحاربت القائد العربي عقبة بن نافع...

والآن يقول من تشيعوا من أبناء المنطقة والذين يمارسون التقية لكي يخفوا انتماءهم الجديد، إن الأمازيغ شيعة "بالفطرة" ولكنهم لا يعلمون، واستدل هؤلاء بالعادات المنتشرة في المنطقة والتي تتشابه مع طقوس شيعية.... ولعل أبرزها:
- تأثرهم بمذهب الفاطميين ونصرتهم لهم
- لا يأكلون لحم الأرنب المحرم عند الشيعة.
-لا يسمون أبناءهم بأسماء الصحابة المغضوب عليهم من قبل الشيعة ويقدسون علياً رضي الله عنه ويتحدثون بالسوء عن عائشة رضي الله عنها.
وإذا كانت هذه العادات متأصلة في أمازيغ الجزائر فهي بالتأكيد لا تثبت تشيعهم... فالبدع والخرافات العقدية منتشرة في الجزائر وخاصة في القرى الصغيرة والنائية بشكل كبير، بسبب تفشي الجهل وغياب الوعي الديني... بشكل كبير، بسبب تفشي الجهل وغياب الوعي الديني.

إلا أن تاريخ المدّ الشيعي في الجزائر يعود إلى السبعينيات من القرن المنصرم، بحيث تزامن بروزه مع قدوم مدرسين وموظفين من سوريا ولبنان والعراق للعمل في الجزائر، وتزامن أيضاً مع انتصار الثورة الإيرانية التي لاقت ترحيباً واضحاً ليس في الجزائر فقط ولكن في معظم البلاد العربية، بحيث ساهمت المنشورات والكتب التي كانت توزع مجاناً في المساجد والجامعات وتتحدث بشكل مهيب عن "كرامات" الخميني وتضحيات الشعب الإيراني في تعبيد الطريق أمام انتشار المذهب في الجزائر، ومع بداية التسعينيات بدأ بعض الأفراد ممن ذهبوا إلى إيران للدراسة بالعودة إلى الجزائر وخاصة في العاصمة وولايات الغرب وأبرزها وهران وعين الدفلى والشلف وعين تيموشنت وتيارت... ولم يضيع هؤلاء الوقت، خاصة أنهم استفادوا من حالة الفوضى التي عمت الجزائر آنذاك بعد تبني دستور 1989 الذي فتح الباب أمام التعددية الحزبية والدينية والإعلامية. وقد تمكن المتشيعون آنذاك من التستر خلف عباءات حزبية متعددة قبل أن يبدأ الصدام المسلح بين السلطة والجبهة الإسلامية للإنقاذ.
...ويرى بعض الباحثين أن الإرهاب الهمجي الذي تبناه بعض من ينسبون أنفسهم للسنة كان سببا رئيسياً في خروج البعض عن الدين كلية واتباع المسيحية أو التشيع واتباع المذاهب الأخرى التي انتشرت في الجزائر خلال العشرية الماضية بسبب الجهل...
وتجدر الإشارة هنا إلى الدور الخبيث الذي لعبه بعض المهاجرين الجزائريين في فرنسا وعموم أوروبا في انتشار المد الشيعي، وخاصة في الولايات الغربية.

ولذلك يؤكد جزائريون تشيعوا أن المذهب يزداد ... بشكل سري في قطاعات واسعة من المجتمع الجزائري، وخاصة في العاصمة وباتنة وسطيف وتيارت وسيدي بلعباس.....

إلا أن الباحث الجزائري فريد مسعدي يؤكد أن ما يعيق تطور المذهب الشيعي في الجزائر إلى مستوى الظاهرة الصرامة التنظيمية للحركات الإسلامية العاملة في الجزائر التي لا تتردد في انتقاد الخطاب الشيعي وبعده الخرافي.... والعامل الثاني الدور المشبوه لإيران في الساحة العراقية.

وبالرغم من ذلك فقد لجأ حزب "حمس" التابع للكتلة الإخوانية إلى التحالف مع شيعة منطقة عين تموشنت في الانتخابات التشريعية التي تمت في عام 2006.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)