الجزائر - Inventions algériennes, Brevets


أول قرص دواء رقمي في العالم
يسمى القرص المحتوي على الدواء "Abilify"، وهو أحد مستحضرات "أريبيبرازول"، وهو دواء يستخدم لعلاج الفصام والاضطراب ثنائي القطب، ويمكن استخدامه كعلاج مساعد مع أدوية الاكتئاب، ويباع هذا الدواء من قبل شركة "Otsuka" الدوائية. والقرص مزود بمستشعر صغير قابل للهضم، يتواصل مع وحدة استشعار يتم لصقها على الجسم، وهما من إنتاج شركة "Proteus" للصحة الرقمية.
يقوم المريض بلصق وحدة الاستشعار على الجزء الأيسر من القفص الصدري، لتقوم بعد ذلك بتلقي إشارة القرص بعد تناوله ولمدة 3 دقائق (يساعد هذا الوقت على حفظ طاقة بطارية الوحدة الملصقة)، حيث يتم تفعيل إشارة كهربائية، عندما يتصل جهاز الاستشعار مع الأحماض الموجودة بالمعدة (الذي يتم التخلص منه بعد ذلك بطريقة طبيعية) لتقوم الوحدة بعد ذلك بإرسال بيانات، مثل وقت تناول القرص، والجرعة المتناولة، إلى تطبيق بالهاتف عن طريق البلوتوث، ويتم استبدال هذه الوحدة كل 7 أيام.

ويقول الدكتور "جورج سافاج"، كبير الموظفين الطبيين، والمؤسس المشارك لشركة "Proteus" للصحة الرقمية، بالرغم من أن الفكرة قد تبدو وكأنها شيء من أفلام الخيال العلمي، إلا أن هذه التقنية تستند إلى مبدأ تم تحديده لأول مرة منذ أكثر من 200 عام، ففي عام 1800 اخترع "أليساندرو فولتا" بطارية تتكون من اثنين من المعادن المختلفة (الزنك والنحاس) في محلول حامض الكبريتيك والمحلول الملحي، وقال "سافاج" إن البطاريات لازالت تصنع بطريقة مماثلة حتى يومنا هذا، فما يوجد داخل الأقراص هو جهاز استشعار بحجم "حبة الرمل" (1 ملليمتر من الجانب و0.3 بالنسبة للسمك) مصنوع من السيليكون والنحاس والمغنسيوم، وعندما يتم إسقاطه في محلول من الماء، أو أي سائل آخر يحتوي على جزيئات قطبية (مثل حمض الهيدروكلوريك في المعدة، والذي يقوم بعملية تحلل للقرص وترك جهاز الاستشعار وراءه) عندها يقوم المستشعر بتوليد تيار صغير جدًا، ولكنه يكفي لتشغيله.
ويقول "سافاج" فنيًا يعد هذا التيار مصدر طاقة جزئي، حيث يصبح المريض "كالبطارية" وبمجرد تفعيل المستشعر يقوم بإرسال إشارة ليخبر جهاز الاستشعار الذي يرتديه المريض (هو في الأساس ضمادة لاصقة) أنه قد تم تناول القرص، ويقول "سافاج" إن الإشارة الصادرة من القرص ليست إشارة لاسلكية، ومع ذلك تقوم بعمل تيار متغير صغير (الرسم البياني لمستويات هذا التيار تشبه شكل "sin wave" أو "منحني الجيب"). ويقوم جسم الإنسان بتوصيل إشارة هذا التيار، والتي ترسل على شكل آحاد، وأصفار، ليلتقطه جهاز الاستشعار، وذلك على غرار إشارة (FM) وقال "سافاج" إن جهاز الاستشعار يعمل بطريقة مماثلة لجهاز رسم القلب الكهربائي، الذي يقوم بالتقاط أي تغييرات في التيار الكهربائي في الجسم لمراقبة نبض القلب.
كما يقول "بوب ماكويد" أحد كبار الموظفين في شركة "أوتسوكا" الدوائية: إن جهاز الاستشعار الذي يلصقه المريض يستطيع الكشف عن مدى نشاط المريض، حيث إنه يمكنه التحقق ما إذا كان الشخص الذي يأخذ الأقراص في وضع الحركة – الوقوف – الجلوس – الاستلقاء، ليقوم بجمع البيانات وإرسالها للتطبيق عن طريق البلوتوث، ليقوم التطبيق بعد ذلك بسؤال المرضى عما يشعرون به، ويقوم بتسجيل إجابتهم، وفى حالة موافقة المريض، يمكن للتطبيق إرسال وقت تناول المريض لقرص الدواء، ومستوى نشاطه، وشكواه إلى الطبيب المعالج الذي يمكنه النظر في البيانات المرسلة مع مرور الوقت، ليكون لديه فكرة عامة عن حالة المريض الصحية، ومدى استجابته للدواء.
فعلى سبيل المثال، يمكن للطبيب معرفة ما إذا كان المريض يأخذ الدواء دائمًا في نفس الوقت من اليوم، أم إذا كان لديه ميل إلى نسيان أخذ الدواء، وأشار "سافاج" أن المعلومات المرسلة من جهاز الاستشعار إلى الهاتف ومن التطبيق بالهاتف إلى مكتب الطبيب مشفرة، كما أنه لا توجد طريقة يمكنها اختراق الإشارة المرسلة من الشريحة الموجودة بالقرص لجهاز الاستشعار، والذي يكون ملصقًا بجسم المريض.
أما عن العدد المسموح به لإرسال البيانات؛ فيمكن للطبيب المعالج للمريض، وما يصل إلى أربعة أشخاص آخرين (يختارهم المريض) الوصول إلى هذه المعلومات، كما يمكن للمريض منع الوصول للمعلومات في أي وقت.

وأشار "ماكويد" إلى أنه على الرغم من أن البيانات تتيح للأطباء مراقبة ما إذا كان المرضى قد أخذوا الدواء أم لا، لكن ليس هناك دليل على أن هذا النظام ملزم، بمعني أن المريض سيلتزم بأخذ الدواء، وفقًا لتوجيهات الطبيب، فهذه التجارب لم تتم بعد، ومع ذلك يظل هذا النوع من البيانات وسيلة مساعدة للأطباء، تمكنهم من التحدث مع المرضى حول عادة تناول الدواء، وربما تحديد العادات الجيدة لمن يلتزمون منهم.
كما يقول "سافاج" إن الالتزام والاستخدام السليم للدواء يمثلان مشكلة مستمرة، فعلى سبيل المثال، كثير من الناس الذين ينسون أخذ الدواء في أحد الأيام (أيا كان نوعه) يقومون بأخذ قرصين منه في اليوم التالي، وعلى الرغم من إمكانية عمل ذلك في بعض الأدوية، إلا أن هناك البعض الآخر الذي لا يمكن أن تتعامل معه بنفس الطريقة.
وفي النهاية، يرى البعض أن "Abilify MyCite"، يعد إحدى الطرق لمعالجة المشكلة السائدة من المرضى الذين لا يتناولون الدواء بشكل صحيح، فالاستخدام غير السليم وغير الضروري للأدوية، يكلف قطاع الرعاية الصحية في الولايات المتحدة أكثر من 200 مليار دولار، في إحصائية لعام 2012، كما يفتح هذا الأمر الباب أمام الأدوية التي تستخدم لعلاج أمراض أخرى ليتم رقمنتها.






سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)