الجزائر - Contes et légendes d'Algérie


أسطورة
يحكى أن فتاة فاتنة الجمال اسمها هيتة, سئمت من الحياة, فصعدت الى قمة النخلة حتى صارت تنام و تسكن فيها, و كان أخوها راعي الغنم, يأتيها كل يوم بالطعام و الشراب, و كان يناديها : "هيتة دلي دلالك, يا خيتي دلي دلالك", و يعني أن تدلي بشعرها, و كان لها شعر طويل جدا, و يلف الأخ فيه الغذاء, ثم تسحبه اليها.
و في مرة من المرات مرّ بها رجل ذو مال و جاه, و وجدها فاتنة الجمال, فأمر خدمه ان يجلبوها له, فذهبوا اليها و حاولو معها بكل الطرق كي ينزلوها من النخلة و لكن دون جدوى .. فقالت لهم امراة : سوف اجلبها لكم, فجلست تحت النخلة, و بدأت بالبكاء و النواح, و ادّعت انها مظلومة و جائعة, اشفقت هيتة على حالها, و استدرجتها المراة حتى انزلتها من النخلة, و ماهي الا لحظات قلائل حتى قبض عليها الخدم الذين كانوا يتربصون بها, فربطوها و أخذوها للسيد, و حين نظر هذا الأخير اليها ازداد اعجابه بها فتزوجها, و كان في كل مرة يأتي اخوها الى تلك النخلة, و يناديها كعادته, لكنه لم يعثر على شيئ يدل على وجود اخته بعين المكان, استمر الحال طويلا, حتى مرت به امراة فوجدته بائسا حزينا, فسألته عن حاله, فقص عليها القصة, فاخبرته بان اخته التي يبكيها أنزلوها بخدعة, و قد تزوجها فلان .. تسلل اليها الأخ, و خبأته في صندوق خوفا عليه من زوجها.
حملت الاخت, و انجبت ابنا, و كانت هيتة تستغل فرصة خروج زوجها الى عمله, لتفتح الصندوق و تطعم اخاها .. بدأ الطفل يكبرو و أخذ يتعلم النطق و الكلام, حيث يقول لأبيه بعبارات صبيانية غير مفهومة : " خالي في الصندوق ", لا يفهم الزوج ما يريد الولد, فيقول لهيتة : ماذا يقول ؟ فتجيبه أنها لا تفهم, انها همهمات الصبيان .. مرت الاعوام و كبر الولد, و صار يحسن الكلام, فقال لأبيه يوما : " ان خالي في الصندوق الكبير, و ان امي تطعمه كل يوم بعد خروجك للعمل ", سأل الرجل زوجته: " ما هذه الحكاية التي تدور في بيتي ", لكنها طلبت منه العهد بأن لا يضر من في الصندوق, و انها ستروي له حكايتها, أخذت منه العهد, و قصت عليه قصتها مع اخيها الذي كان يطعمها و يسقيها و يعتني كثيرا بها حتى اوشك على الهلاك حزنا و بكاء على فقدانها, ثم فتحت له الصندوق و خرج الاخ, و تصافحا و عاشا معا مدة من الزمن.
تربص الاخ بزوج اخته, حتى وثب عليه يوما فأراده قتيلا, و استولى على كل أملاكهو و لم يدم كثيرا حتى كبر الابن, و انتقم لابيه من خاله, و مات الابن بعده بأعوام, و بقيت هيتة وحيدة, تذرف دموع الأسى و الحسرة على فقدان أعز ما تملك, الزوج و الأخ و الابن.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)