الجزائر - Documents personnels (Photos, Articles ...)

بسبب لون بشرتهن.. أميركيات ظلمهن التاريخ


بسبب لون بشرتهن.. أميركيات ظلمهن التاريخ

على مدى سنين عديدة، ظلت عالمات رياضيات أميركيات مجهولات، رغم مساهماتهن الكبيرة في أبحاث الفضاء التي أجريت في البلد.

سببُ غياب العالمات، رغم أن إحداهن ساهمت في أول رحلة للإنسان نحو القمر، لم يكن سوى لون بشرتهن الأسود.

لكن كتابا جديدا نشر في الولايات المتحدة الشهر الحالي تحت عنوان "شخصيات في الظل" أو (Hidden Figures) أبرز ما كان خفيا من قصة تألق عالمات الرياضيات الأميركيات من أصول أفريقية.

ويركز الكتاب، الذي تم تحويله إلى فيلم سيتم عرضه في الصالات مطلع العام المقبل، على قصص نجاح أربع سيدات هن الفيزيائية وعالمة الرياضيات والفضاء كاثرين جونسون والعالمة دوروتي فوغان، التي كانت أول سيدة أميركية سوداء تكلف بالإشراف على فريق من علماء الفضاء.

أما الشخصية الثالثة فهي مهندسة الفضاء ماري جاكسون، إلى جانب كريستين داردين التي تعد من أفضل خبراء العالم في الرحلات التي تتجاوز سرعتها سرعة الضوء.

حين يتحدث الناس عن أول وصول للإنسان إلى القمر لا بد أن يتذكروا رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ، لكن ما يخفى على الكثيرين أن كاترين جونسون هي العالمة التي قامت بحساب مسارات الرحلة، التي مكنت الإنسان من النزول على القمر لأول مرة في التاريخ سنة 1669.

وحسب كتاب "هايدن فيغرز"، فقد طلب رائد الفضاء الأميركي جون غلين أن تدقق عالمة الرياضيات كاثرين جونسون رحلته الشهيرة حول مدار الأرض، وبات بذلك أول طيار أميركي يقوم برحلة من هذا النوع.

حصلت جونسون على الميدالية الرئاسية للحرية، أعلى وسام مدني في أميركا، سنة 2015 من قبل الرئيس باراك أوباما.

تسير حاليا جونسون على عامها الـ 98 بعد 70 سنة من حصولها على شهادة في الرياضيات كانت طريقها نحو التألق الكبير الذي حققته في مجال أبحاث الفضاء.

قبل تأسيس وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" سنة 1958 كانت عالمة الرياضيات ماري جاكسون تعمل في اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية، ربما لم تكن جاكسون بالقدر من حسن الحظ الذي كانت عليه جونسون التي تمكنت من العيش حتى تكريمها بأعلى وسام مدني في البلاد وخروج الكتاب الذي أنصفها أخيرا، لكن الجمهور سيتعرف في الكتاب على هذه السيدة الحاصلة على الإجازة في الرياضيات والعلوم الفيزيائية سنة 1942 من معهد هامبتون بولاية فرجينيا.

التحقت سنة 1951 بمركز لانغلي للبحوث في هامبتون، التابع للجنة الاستشارية للملاحة الجوية، وكانت بين السيدات اللواتي أطلق عليهن "الحواسيب السوداء" وتميزن بشكل لافت في فترة الحرب البادرة وتكثيف الولايات المتحدة لبحوثها في مجال الفضاء، وهو ما قاد لاحقا إلى تأسيس وكالة ناسا.

ظلت جاكسون تعمل في ناسا إلى حين تقاعدها سنة 1985.

أفنت هذه السيدة 28 سنة من عمرها بين العمل في اللجنة الاستشارية للملاحة الجوية ووكالة ناسا. ورغم تميز فوغان، إلا أنها كانت منعزلة مع عالمات أخريات سوداوات البشرة في الجانب الغربي من مبنى مركز لانغلي للبحث الفضائي في فرجينيا.

وبعد إنشاء ناسا، تولى مركز لانغلي الإشراف على برنامج "مركوري"، أول برنامج أميركي للرحلات الفضائية المأهولة، عندها اندمجت العاملات (ومن ضمنهن فوغان) في الجناح الغربي مع باقي الأقسام، وأوكلت إليهن مهمات رياضية معقدة تتعلق باحتساب مسارات الصواريخ والمركبات الفضائية.

توفيت فوغان في الـ 10 من تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2010 عن عمر ناهز 88 عاما، وكانت قد تقاعدت من العمل في ناسا سنة 1971.

بحسب الموقع الرسمي لـ"ناسا" فقد كانت كريستين صاحبة طموح في تطوير نفسها وتقديم عمل أفضل خلال عملها في الوكالة.

وقادها ذلك الطموح إلى طرح السؤال على رئيسها في العمل، لماذا يتولى الرجال الذين يتوفرون على المؤهلات نفسها وظائف أحسن من وظيفتها؟ فكانت النتيجة أن تمت ترقيتها إلى قسم المهندسين.

وكانت من بين النساء القلائل اللواتي عملن مهندسات في الوكالة خلال المرحلة التي تلت الحرب العالمية الثانية.

كريستين حاصلة على شهادة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة جورج واشنطن سنة 1983.

تقول إن حلمها في البداية كان أن تصبح طبيبة، لكنها قررت في وقت لاحق أن تركز على الفيزياء والرياضيات.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)