ميلة

جميلة وتيمقاد يستنجدان بغزة ..؟


جميلة وتيمقاد يستنجدان بغزة ..؟
من مدينة "تيمقاد" إلى كويكول الأثريتين حمل اسم "غزة" الجريحة فوق كل الأسماء حتى تحول إلى عنوان اصطبغت به الطبعتان ال36 بعاصمة الأوراس والعاشرة بجميلة. غزة وتر بات مفضلا يعزفه الجميع سواء تعلق الأمر بالسياسة أو الثقافة أو أي شيء آخر للتلاعب بالعقول والعواطف والقفز فوق الأطر للوصول إلى المبتغى والانعتاق من الانتقادات. هذه القضية ولدّت عدة تساؤلات بعضها مهللة والأخرى منتقدة لواقع المهرجانات الغنائية في الجزائر رصدنها في هذا الاستطلاع.فقراء الجزائر:"الحرمان السائد في بلدنا أبشع من القتل في غزة" خطفت قضية تخصيص مداخيل الطبعة الماضية من مهرجان تيمقاد لأبناء غزة المضطهدين الأضواء عن كل القضايا الثقافية الهامة التي كان يجدر أن يتم الحديث عنها، على غرار الميزانية المخصصة لهذا الحدث، والوجوه الفنية المشاركة وهل هي في المستوى، وطريقة التنظيم وغيرها وهي القضايا التي رآها المختصون في الشأن الثقافي بالهامة وأن قضية غزة تبقى فقط عنوانا وقضية مشتركة ولا ينبغي لأي أحد أن يلمع انجازاته بجعل غزة وترا مفضلا لذلك نظرا للرمزية التي تمتلكها في قلوب المسلمين عامة والشعب الجزائري خاصة، وقد تم إعادة نفس الحكاية في جميلة العربي الذي جاء هذه المرة تحت شعار التضامن مع الشعب الفلسطيني. العملية التضامنية وموقف الشعببناءا على ما أكده المسؤولون في قطاع الثقافة يوم افتتاح مهرجان تيمقاد، والذين قالوا بأن العملية التضامنية تندرج في إطار موقف الشعب الجزائري الداعم للشعب الفلسطيني، وكذا موقف الفنانين المشاركين، إذن بناءا على هذا الطرح كان لنا حديث مع مختلف الفئات في المجتمع، حيث تباينت المواقف وذهب السواد الأعظم من المستجوبين إلى عكس الطرح السابق، حيث أكد لنا الشاب “م،س” أحد طلاب الموسيقى يقطن بولاية سطيف، أن قضية غزة هي قضية الجميع ولا ينبغي أن تؤخذ بطريقة تسويقية في بعض المواعيد فإذا تلكمنا يقول محدثنا عن العملية التضامنية فهناك أناس يعانون في بلدنا الويلات وحرمان أبشع من القتل في غزة وبالتالي لماذا لا يتم تذكرهم؟ يتساءل هؤلاء، أما غزة العنوان والشعار والوتر الذي بات يعزف عليه الكثيرين لكسب رهانات كثيرة فهذا لا ينبغي أن نقبله”، ذات الأمر بالنسبة للعديد من المواطنين الذين تحدثنا معهم في ولاية سطيف التي تستعد لاستقبال موعدا ثقافيا كبيرا هذه الأيام “مهرجان جميلة العربي” الذي سيكون هو الاخر بنفس الشعار، حيث أجمع هؤلاء على أن قضية غزة تبقى قضية عقيدة ودين لن يساوم فيها أحد، لكن هذا “لا ينسينا جراحنا” على حد تعبيرهم أحدهم. وبالتالي حمل هذه الشعارات الرنانة الداعمة لشعوب مسلمة بدون النظر بنظرة معمقة ومنطقية لما يعيشه أبناء هذا البلد قبل الذهاب إلى خارج يطرح الكثير من التناقضات ويجعل من هذه المبادرات مجرد إدعاءات على حد تعبير محدثينا.كلام عن النفقات قبل المداخيلكشفت دردشتنا التي جمعتنا مع المواطن البسيط دائما جوانب خفية، حيث تساءل البعض عن قيمة النفقات والأموال التي يتم إنفاقها على هذه المهرجانات وهل هي أقل أم أكبر من المداخيل قبل الحديث عن التضامن، وما هو موقع العلمية التضامنية في هذه المعادلة؟ حسب تساؤلات محدثينا، حيث ذهب أبناء المناطق المهمشة والمعزولة إلى أبعد من ذلك، حيث طالبوا بحقهم في ما يصرف من الأموال، معتبرين أنفسهم أحق بها وأولى، منتقدين في الوقت ذاته بعض التصرفات البعيدة كل البعد عن تعاليم الثقافة الهادفة، مشيرين في ذلك إلى مظاهر العري والفسق التي تحدث في هذه التظاهرات، وشعب يرزح تحت أبشع أنواع الفقر.وفي السياق نفسه قال لنا العديد من الناشطين في المجتمع المدني، إن الأموال التي تستنزف في تلك المهرجانات الغنائية من الخزينة العمومية كان يجدر أن تنفق على المواطنين المساكين الذين تنهش كرامتهم البطالة ويقتات كثير منهم من المزابل، وعلى الأعداد المخيفة من الشباب الحراق الضائع الذي يلقي نفسه ويتخذ سبيله في البحر هربا ويموت كل يوما غرقا، وكذا الأطفال المتسربين من المدارس الذين باتت تضج الشوارع بهم وتحتضن ضياعهم، متسائلين كم من مدرسة يمكن بناؤها بتلك الأموال في كثير من القرى الجزائرية النائية، حيث يضطر التلاميذ إلى قطع مسافات بعيدة على الأقدام من أجل نيل قسط بائس أصلا من التعليم. منطقة نائية تحتضن أكبر مهرجان عربي!من المفارقات العجيبة التي حيرت سكان بلدية جميلة ومشاتيها المعزولة هو السيّط الكبير للتظاهرة الثقافية التي تحتضنها منطقتهم التي لازالت تئن وتستغيث، والتي غالبا ما تعرف ترقيعات ظرفية وحلول مؤقتة “بريكولاج” فقط من تهيئة بعض الأشطر من الطريق الذي يربطها بمدينة سطيف وبعض الأحياء التي تمر عليها الوفود القادمة إلى صرح جميلة، ذلك المعلم الذي تعاقبت عليه تسع طبعات والعاشرة قادمة والذي ما إن تنتهي العشرة أيام من تلك التظاهرات سرعان ما يتحول إلى مجرد أطلال لا تصلح إلا للعويل والبكاء.وعود كاذبةوفي حديث ل”الفجر” مع ممثلي سكان مدينة “جميلة” التابعة لولاية سطيف أكدوا بأنهم قد سئموا من وعود المسؤولين التي غالبا ما يتلقونها خلال كل طبعة للنهوض بالجانب التنموي للمنطقة لكن لا شيء تحقق، وقد أبدى بعض الناشطين في جمعيات ثقافية بالمنطقة أن أي تظاهرة ثقافية يجب أن تكون لها عدة أبعاد تنموية واجتماعية واقتصادية وغيرها، وبالتالي لا يعقل أن نقفز فوق كل هذه الأبعاد التي لها أولوية وهي ضرورة في حياة سكان المنطقة ونتحدث عن البعد التضامني الذي اتخذته طبعة هذا العام بشعار “غزّة الصمود”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)