معسكر تقطف أولى ثمرات الحركية الثقافية

الثقافة والفنون مرآة تعكس رقي الأمم وهوية الشعوب؛ لهذا حرصت معسكر على تجسيد واحد من أهم ما تطلّع إليه أبناء الولاية، ألا وهو إنشاء متحف الأمير عبد القادر، الذي اعتبره مدير الثقافة عبد الغني رزيقي، مكسبا ثقافيا وتاريخيا لولاية مجاهدة ومتمسّكة بهويتها الثقافية، مشيرا أنّ الدعم الذي حظي به قطاع الثقافة بولاية معسكر، له صلة وثيقة بالتزامات الرئيس ال54 ، وضمن أولويات الوصاية للعناية بالتراث والإرث الثقافي والتاريخي.وقال رزيقي إنّ وزارة الثقافة والفنون، قد أبلغت مصالحه في الأسابيع الأخيرة من العام المنصرم، بتسجيل عمليتين مركزيتين، لترميم المواقع الأثرية للأمير عبد القادر، تشمل الأولى ترميم مسجد المبايعة "جامع سيدي حسان" والثانية "سور الزمالة" بسيدي قادة، فضلا عن تقدّم مسجّل بشأن إجراءات تسجيل متحف الأمير عبد القادر بتوجيهات من السيد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبّون، إلى جانب دعم النشاطات الفنية للشباب والأسرة الفنية في مجال المسرح، الذي عرف هو الآخر دعما غير مسبوق، نتج عنه عرضين مسرحيين "اللاز" و«يوم قبل القيامة". وذكر مدير الثقافة لمعسكر، أنّ أبرز ما يلفت الانتباه في حصيلة نشاطات قطاع الثقافة بولاية معسكر، هو استعادة سيف الأمير عبد القادر إلى دار القيادة، في الذكرى 192 لمبايعة مؤسّس الدولة الجزائرية المقاومة، حيث حظي النصل الفضي لمؤسّس الدولة الجزائرية الحديثة، بإقبال غير مسبوق للمواطنين على دار القيادة، لمشاهدته، كما عرفت الذكرى التاريخية للمبايعة تنظيم ملتقى وطني ضخم، سلّط فيه الضوء على جوانب عديدة من سيرة الأمير عبد القادر الجزائري، كما تمّ خلالها الإعلان عن تعهّدات للوزيرة صورية مولوجي، بشأن استقدام مقتنيات أخرى للأمير عبد القادر وعرضها بمتحفه الذي سينجز بمدينة معسكر مستقبلا. ولقد تألّق ركح معسكر في المحافل الوطنية، بعرضين مسرحيين، "اللاز" و«يوم قبل القيامة"، اللذين استقطبا جمهورا واسعا من عشاق أبي الفنون، فضلا عن أنشطة ثقافية متعدّدة وناجحة، على غرار شهر التراث، ملتقى العلامة أبي رأس الناصري، والصالون الوطني للفنون التشكيلية، زيادة على ندوات فكرية سلطت الضوء على جذور التلاحم بين الشعبيين الجزائري والفلسطيني، نظمها نادي البيان الثقافي، دعما للقضية الفلسطينية، وقد فازت "يوم قبل القيامة" بجائزة أحسن نص مسرحي، وتوّج الكاتب الجزائري الكبير محمد بورحلة، بجائزة الدورة ال16 للمسرح المحترف سيد أحمد أقومي.من جهة أخرى، تلقى قطاع الثقافة والفنون بولاية معسكر، دعما غير مسبوق من الوزارة الوصية التي أعلنت عن صدور قانون الفنّان، حيث أبلغت السلطات المحلية للولاية عن عمليات تنموية هامة، طال انتظارها هي الأخرى. وقد تلقت العائلة الفنية والنخبة المثقّفة لمعسكر، صدور قانون الفنّان بصدر رحب، حيث ثمّنت نصوصه القانونية المنظمة للشأن الثقافي، بما ينعكس إيجابا على ترقية الأداء الفني وإنعاش الفعل الثقافي على المستوى المحلي، لاسيما وأنّ قانون الفنّان الصادر مؤخّرا، قد تشكّل بإرادة الأسرة الفنية، وحظي بالإثراء والمناقشة من طرف الفنّانين أنفسهم.