معسكر - A la une

معسكر


قد‮ يتقبل العقل على تحويل‮ 5‮ هكتارات من الأراضي‮ الفلاحية عالية الخصوبة إلى سوق للخضر والفواكه بالجملة،‮ ولكن ما لا‮ يمكن استساغته،‮ أن تظل هذه السوق‮ »‬كالمعلقة‮« لا هي‮ أنشئت بشكل قانوني‮ ووضعت تحت تصرف الفلاحين والتجار لتسويق إنتاجهم بشكل‮ يضمن حقوقهم في‮ استغلال هذا الفضاء في‮ أمن وأمان،‮ ويضمن حقوق البلدية في‮ إيرادات تدعم ميزانيتها،‮ ولا هي‮ تركت بين أيدي‮ أصحابها‮ يحرثونها ويزرعون ويحصدون‮ غلتها كل عام للانتفاع بمردودها أيا كان حجمه والخضر والفواكه بالجملة،‮ بمدينة تغنيف،‮ والواقعة على الطريق الاجتنابي‮ الغربي‮ المؤدي‮ إلى مدينة البرج وهي‮ الطريق التي‮ اتخذت حدا للنسيج العمراني‮ لمدينة تغنيف ضمن المخطط الرئيسي‮ للتهيئة العمرانية الموسع من الجهة الغربية،‮ مما‮ يجعل أرضية مشروع السوق الجديدة خارج نطاق المخطط المذكور‮.‬
وقد علمنا من أصحاب المستثمرة الفلاحية الجماعية المعنية بهذا المشروع أن الأرضية المخصصة لاحتضان السوق قد اقتطعت من مستثمرتهم الفلاحية المنبثقة عن تقسيم المزرعة الأصلية‮ »‬سي‮ شيريفي‮« حيث تم تخصيص‮ 5‮ هكتارات من المستثمرة المذكورة المتربعة على‮ 12‮ هكتارا لإقامة سوق الجملة والخضر،‮ وقد تم تسييج هذه المساحة بسور وأصبحت السوق مستغلة ولكن بطريقة‮ غير رسمية،‮ وذلك منذ‮ 2008‮.‬
وقد تلقى المستفيدون الأربعة من المستثمرة المذكورة منذ ذلك الوقت،‮ وعودا بالحصول على تعويضات مقابل الأرض من طرف بلدية تغنيف صاحبة المشروع،‮ إلا أن هذا الوعد لم‮ ينفذ إلى حد اليوم،‮ مما أضر بمصالح هؤلاء الذين اشتكوا من تراجع مداخيلهم وكذا من تقلص مساحة مستثمرة بأكثر من الخمسة هكتارات المخصصة للسوق جراء استغلال التجار لأراضي‮ أخرى مجاورة للسوق‮.‬
أصحاب المستثمرة،‮ الذين أودعوا ملفاتهم من أجل تحويل عقودهم من حق الانتفاع إلى حق الامتياز،‮ أكدوا أنهم اتصلوا بكل الجهات الادارية المعنية،‮ من بلدية وإدارة أملاك الدولة ومصالح الولاية،‮ من أجل تسوية هذا المشكل‮ غير أنهم لم‮ يتلقوا أي‮ رد إيجابي‮ يعيد لهم حقوقهم‮.‬
ولا نعتقد أن الإشكال سيعرف الحل في‮ مستقبل قريب إلا إذا تخلت البلدية ومن خلالها السلطات الولائية عن مشروع إنشاء هذه السوق،‮ وأعادت الأرض إلى أصحابها كون الأرض فلاحية عالية الخصوبة وهي‮ بذلك محمية بمرسوم رئاسي،‮ وتحويلها من الطابع الفلاحي‮ إلى الطابع التجاري‮ يحتاج الى ترخيص من مجلس الحكومة،‮ ولا نعتقد أن مثل هذا الترخيص‮ يمكن تبريره في‮ قضية الحال‮.‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)