دار القايد، المعروفة أيضًا باسم "قصبة درب – طبانة"، هي منزل عربي تاريخي يقع في ولاية مستغانم بالجزائر. يُعد هذا المعلم التاريخي، الذي شُيد في العهد العثماني، شاهدًا على الأناقة المعمارية والتأثير الثقافي لهذه الفترة. تم تسجيله في قائمة الجرد الإضافي للمعالم التاريخية بتاريخ 24 فيفري 2009، ويُعتبر اليوم متحفًا مخصصًا للفنون والتقاليد الشعبية، يجذب الزوار والباحثين المهتمين بالتراث الجزائري الغني.
عمارة تقليدية من العهد العثماني
بُنيت دار القايد بمبادرة من مصطفى قايد المسراتي، إحدى الشخصيات البارزة ذات النفوذ والسلطة في تلك الحقبة. تتميز الدار بتصميمها المعماري التقليدي، حيث تنتظم حول صحن مركزي. تتكون الدار من طابقين: الطابق الأرضي والطابق العلوي. تُزين الواجهة الرئيسية عقود مدعومة بأعمدة، تؤدي إلى سقيفة (مدخل مغطى) تصل إلى مختلف غرف الدار وإيوان (غرفة مفتوحة). تُبرز الفضاءات الداخلية، المزخرفة بأناقة، رقي المنازل العربية في تلك الفترة، مع عناصر مثل الأقواس المستديرة والزخارف الهندسية.
من منزل إلى متحف للفنون الشعبية
بمبادرة من سلطات ولاية مستغانم، تحوّلت دار القايد إلى متحف للفنون الشعبية عام 1998، بعد عملية ترميم دقيقة هدفت إلى الحفاظ على أصالتها. يحتضن هذا المكان اليوم مجموعة من القطع الأثرية، الأزياء التقليدية، والمنتجات الحرفية التي تُبرز عادات وصناعات المنطقة. يلعب المتحف دورًا رئيسيًا في تعزيز التراث الثقافي المحلي، مقدمًا للزوار رحلة عبر الزمن في تاريخ العثمانيين وتقاليد مستغانم الشعبية.
معلم تاريخي مسجل في التراث الوطني
تُعد دار القايد، المصنفة كمعلم تاريخي، نموذجًا بارزًا للعمارة المنزلية العثمانية في الجزائر. يُبرز تسجيلها في قائمة الجرد الإضافي عام 2009 أهميتها الثقافية والتاريخية. تقع الدار في حي طبانة التاريخي بمستغانم، وتظل مكانًا يأسر الزوار بأناقتها ودورها في الحفاظ على الهوية الجزائرية.
خاتمة
دار القايد ليست مجرد مبنى؛ إنها رمز لتاريخ وثقافة مستغانم. كمتحف للفنون الشعبية، تدعو الزوار لاكتشاف التقاليد والحرف اليدوية من حقبة مضت، موثقة الإرث العثماني في الجزائر. ترميمها وتصنيفها يجعلانها وجهة لا غنى عنها لمحبي التاريخ والتراث، جسرًا بين الماضي والحاضر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : patrimoinealgerie