دار الشعراء، المعروفة أيضًا بـ"دار القاضي"، هي معلم تاريخي بارز في ولاية مستغانم، الجزائر، يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1732م بأمر من الباي محمد الكبير. شُيد هذا القصر في الأصل ليكون مقرًا لإقامة الباي، لكنه تحول لاحقًا إلى فضاء ثقافي مميز، حيث اتخذه شعراء المدينة مكانًا للتجمع، السمر، وإلقاء الأشعار، مما أكسبه اسم "دار الشعراء".
تأسيس القصر ودوره الأولي
بُني القصر بأمر من الباي محمد الكبير، وهو أحد أبرز حكام بايلك الغرب في العهد العثماني (حكم بين 1779-1797م)، بهدف أن يكون مقرًا إداريًا وإقامة له في مستغانم. ومع ذلك، بعد أن قرر الباي نقل عاصمة حكمه إلى وهران عقب تحريرها من الاحتلال الإسباني سنة 1792م، استغنى عن القصر كمقر إقامة. هذا الانتقال جعل القصر متاحًا لاستخدامات أخرى، حيث أصبح مركزًا ثقافيًا للمدينة.
تحول إلى دار الشعراء
بعد أن تخلى الباي عن القصر، اتخذه شعراء مستغانم ناديًا ثقافيًا يجتمعون فيه للسمر وإلقاء الأشعار. هذا التحول عكس الدور الحضاري والثقافي لمستغانم، التي كانت مركزًا للإبداع الأدبي والفني في الغرب الجزائري. أصبحت دار الشعراء فضاءً يعكس التراث الشعري الغني للمنطقة، حيث كان الشعراء يتبادلون القصائد ويحيون الليالي الثقافية، مما جعل القصر رمزًا للإبداع الأدبي.
الأهمية التاريخية والثقافية
تقع دار الشعراء في قلب مستغانم، وهي مدينة تاريخية اشتهرت بتعدد معالمها الثقافية والدينية. القصر، بتصميمه العثماني، يعكس الفن المعماري لتلك الفترة، مع عناصر مثل الأقواس والزخارف التقليدية التي كانت سائدة في العمارة الجزائرية. تحول القصر إلى مركز ثقافي يبرز مكانة مستغانم كعاصمة لموسيقى الشعبي والروحانية، فضلاً عن كونها مركزًا للمسرح والإبداع الأدبي.
الوضع الحالي
على الرغم من أهميته التاريخية، لا تتوفر معلومات دقيقة عن الوضع الحالي لدار الشعراء أو ما إذا كانت قد خضعت لعمليات ترميم حديثة. ومع ذلك، فإن مكانتها كمعلم تاريخي مدرج ضمن قائمة التراث الثقافي لولاية مستغانم تجعلها جزءًا من الهوية الثقافية للمدينة.
خاتمة
دار الشعراء أو دار القاضي ليست مجرد قصر تاريخي، بل هي رمز للإبداع الثقافي والأدبي في مستغانم. تأسيسها بأمر من الباي محمد الكبير سنة 1732م وتحولها إلى نادٍ للشعراء يعكسان الدور الحضاري للمدينة في العهد العثماني. يبقى هذا المعلم شاهدًا على التراث الغني لمستغانم، ووجهة محتملة للمهتمين بالتاريخ والأدب، مما يدعو إلى ضرورة الحفاظ عليه وتثمينه كجزء من الإرث الجزائري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : patrimoinealgerie