جامع البدر (كنيسة سان جان باتيست سابقًا)، معلم تاريخي في مستغانم

جامع البدر، المعروف سابقًا باسم كنيسة سان جان باتيست، هو معلم تاريخي يقع في ولاية مستغانم، الجزائر. شُيدت هذه الكنيسة في سنة 1840م وتم تدشينها رسميًا عام 1850م على يد لويس الثالث. استمرت في خدمة الطقوس المسيحية حتى أواخر السبعينيات، قبل أن تتحول إلى مسجد يحمل اسم "البدر" في سنة 1970م. خضع المبنى لعدة عمليات ترميم وتعديلات، ليتم افتتاحه رسميًا كمسجد في 16 أفريل 1981م. يتضمن المسجد مبنى ملحقًا مكونًا من ثلاثة طوابق.

من كنيسة إلى مسجد
بُنيت الكنيسة في الأصل سنة 1840م خلال الفترة الاستعمارية الفرنسية، تحت اسم سان جان باتيست، وكانت مكرسة للعبادة المسيحية. تم تدشينها رسميًا عام 1850م بحضور لويس الثالث، واستمرت في أداء وظيفتها الدينية حتى أواخر السبعينيات. مع تغيرات ما بعد الاستقلال، تم تحويل المبنى إلى مسجد في سنة 1970م، حيث أُطلق عليه اسم "البدر"، تيمّنًا بغزوة بدر في التاريخ الإسلامي.

عمليات الترميم والافتتاح الرسمي
ليتكيف المبنى مع وظيفته الجديدة كمسجد، خضع لعدة عمليات ترميم وإصلاحات لتعديل الهيكلية الداخلية والخارجية، بما يتماشى مع متطلبات العبادة الإسلامية، مثل إضافة المحراب وإعادة تصميم الفضاء الداخلي. اكتملت هذه الأعمال تدريجيًا، وتم افتتاح جامع البدر رسميًا يوم 16 أفريل 1981م، ليصبح مكانًا للصلاة ومركزًا دينيًا واجتماعيًا في مستغانم.

الهيكلية والملحقات
يتميز جامع البدر بموقعه المركزي في مستغانم، ويتضمن مبنى ملحقًا مكونًا من ثلاثة طوابق، يُستخدم لأغراض دينية وإدارية، مثل التعليم الديني أو الأنشطة المجتمعية. المبنى نفسه يحتفظ ببعض السمات المعمارية من فترة الكنيسة، مع تعديلات تمنحه طابعًا إسلاميًا، مما يجعله مثالًا فريدًا للتحول الثقافي والديني في الجزائر ما بعد الاستقلال.

الأهمية التاريخية والثقافية
يُجسد جامع البدر تاريخ مستغانم المتنوع، حيث يعكس التحولات السياسية والثقافية التي مرت بها المدينة. من كونه كنيسة استعمارية إلى تحوله إلى مسجد، يرمز المعلم إلى إعادة تأكيد الهوية الإسلامية في الجزائر بعد الاستقلال. كما أن موقعه في ولاية مستغانم، الغنية بالمعالم التاريخية والثقافية، يعزز من قيمته كوجهة دينية وتاريخية.

خاتمة
جامع البدر، الذي كان يومًا كنيسة سان جان باتيست، هو أكثر من مجرد مبنى ديني؛ إنه شاهد على التاريخ المتعدد الطبقات لمستغانم. تأسيسه في 1840م ككنيسة، ثم تحوله إلى مسجد في 1970م وافتتاحه الرسمي في 1981م، يعكس قدرة الجزائر على استيعاب تراثها المتنوع وإعادة تشكيله. يبقى هذا المعلم رمزًا للتسامح والتكيف، ووجهة مهمة للزوار الراغبين في استكشاف الإرث الثقافي والديني للمدينة.