برج الشرق، معلم تاريخي يروي قصة مستغانم

برج الشرق، المعروف أيضًا باسم "برج الترك"، هو حصن تاريخي يقع في ولاية مستغانم بالجزائر. يعود تاريخ بنائه إلى العهد العثماني، ويُعد شاهدًا على الدور الاستراتيجي والثقافي للمنطقة. تم تصنيفه كمعلم وطني عام 1998، وتحول إلى متحف للآثار في مستغانم عام 2004، مما جعله وجهة رئيسية للمهتمين بالتاريخ والتراث الجزائري.

تاريخ بناء محاط بالنقاش

تختلف الروايات حول تاريخ بناء برج الشرق. يرى البعض أن "حميد العبد"، أحد أمراء العرب في المنطقة، هو من أسس البرج، بينما يشير آخرون إلى أن الباي بوشلاغم قام ببنائه قبل وفاته عام 1737. ومع ذلك، يتفق الرأي العام على أن حميد العبد أقام البرج أولاً، ثم جاء الباي بوشلاغم ليرممه ويعزز هيكليته. هذا الخلاف في الروايات يعكس الثراء التاريخي للمنطقة وتعدد الشخصيات التي ساهمت في تشكيلها.

دور البرج عبر العصور

خلال الفترة الاستعمارية، استُخدم برج الشرق كبرج مراقبة لحماية مدينة مستغانم، نظرًا لموقعه الاستراتيجي المطل على الساحل. وبعد استقلال الجزائر، استمر استخدامه حتى أواخر الثمانينيات. في عام 1998، خضع البرج لعملية ترميم شاملة، مما ساهم في الحفاظ على هيكله التاريخي. بعد ذلك، تم تحويله إلى متحف للآثار عام 2004، حيث يعرض مجموعة من القطع الأثرية التي تروي تاريخ مستغانم والمناطق المحيطة بها.

أهمية ثقافية وتاريخية

يُعد برج الشرق رمزًا للتنوع الثقافي والتاريخي لمستغانم. موقعه في restriction ولاية مستغانم، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية على الساحل الجزائري، جعله نقطة محورية في تاريخ المنطقة. تصنيفه كمعلم وطني عام 1998 يؤكد قيمته كجزء من التراث الجزائري. اليوم، يجذب المتحف الزوار من داخل الجزائر وخارجها، مقدمًا نظرة عميقة على الحقبة العثمانية والتطورات التاريخية التي مرت بها المنطقة.

خاتمة

برج الشرق ليس مجرد بناء حجري، بل هو شاهد على عصور من التغيرات السياسية والثقافية في مستغانم. من دوره كبرج مراقبة إلى تحوله إلى متحف للآثار، يواصل هذا المعلم إلهام الزوار بحكايات الماضي. ترميمه وتصنيفه الوطني يعكسان التزام الجزائر بالحفاظ على تراثها الغني، مما يجعل برج الشرق وجهة لا غنى عنها لمحبي التاريخ والثقافة.