مستغانم - Autres Mosquées

المسجد المريني بمستغانم


المسجد المريني بمستغانم

ارتبط المسجد المريني العتيق بحي الطبانة بمستغانم والّذي يُعدّ نقطة مركزية بالنسبة للمدينة القديمة.

فالمسجد المريني الّذي بناه السلطان الحسن بن سعيد المريني الملقب بـ''أبي العنان'' سنة 740هـ المرافق لـ 1340م، ليكون نقطة انطلاق في بناء مدينته مستغانم القديمة، حيث أحاط المسجد بدار القضاء ثمّ السوق، لذا يُعَد هذا المسجد منارة أهل مستغانم الّذين تعلّقوا به وكان بالنسبة لهم مكان لأداء الشعائر وتدريس أمور الدِّين والدنيا. وكان للمسجد دور ريادي في الدعوة للجهاد وشحن المجاهدين للدفاع عن ثغور الوطن خاصة أثناء الغزو الإسباني لسواحل المدينة، حيث تمّ الإعداد لمواجهة العدو انطلاقا من المسجد المريني الّذي تعلوه صومعة شامخة لا زالت تقارع الزمن رغم سنوات البناء.

ركّز الفرنسيون بعد احتلالهم للمدينة على ضرب أحد مقومات الشعب الجزائري وأحد معاقل المجاهدين، فلجأ إلى تحويل المسجد إلى إسطبل للخيول لفترة من الزمن، ولمّا اشتدّت مقاومة المحتل حوّله بدهاء إلى مخزن للأسلحة نظرًا لموقعه الاستراتيجي وقربه من أهم إدارات المستعمر.

ورغم سقوط المسجد بين أيدي العدو الفرنسي الّذي حوّله عن وظيفته الأصلية إلاّ أنّ سكان المدينة بقوا متعلّقين به، والدليل على ذلك ما حكاه لنا الشيوخ من أنّ الثوار رفضوا مهاجمة المخزن وتفجيره لسبب أنّه مسجدهم المفضل.

وبعد استقلال الجزائر أعيد المسجد إلى طبيعته الأولى رغم تدهور المبنى، حيث ظهرت به تشقّقات كادت تهدّد المصلّين، فاضطرت السلطات المحلية آنذاك إلى غلقه في وجه المصلّين الّذين ثاروا غضبًا ووصفوا العمل بالشبيه بالمستعمر، ممّا دعا المسؤولين إلى إعادة فتحه مع إجراء ترميمات عليه سرعان ما أظهرت فشلها.

فالاهتمام الزائد للمُصلّين بهذا المعلم الّذي لا يذكر تاريخ مستغانم إلاّ وكان من ضمن المعالم الهامة لهذه المدينة، فتمّ إعادة ترميمه سنة 2004م، وهو الآن لا زال يقدّم خدماته الجليلة بتعليم النّاس لدينهم.

يذكر أنّ كبار رجال الدِّين في الجزائر زاروا هذا المعلم وصلُّوا فيه، من أمثال سيدي لخضر بن خلوف مدّاح الرّسول، والشيخ مصطفى العلوي صاحب الطريقة العلوية العالمية



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)