قسنطينة - A la une

مسؤولون يقدمون إحصائيات ويؤكدون: إقبال قياسي للزوار والأجانب على المتاحف العمومية بقسنطينة


سجلت المتاحف العمومية بقسنطينة، حركية مميزة طوال السنة المنصرمة، ونشاطا غير مسبوق لم تعهده في السنوات السابقة، مرجعين ذلك للإستراتيجية الجديدة المعتمدة من قبل القطاع الثقافي، على غرار النشاطات الثقافية والمعرفية والورشات البيداغوجية إلى جانب القافلة المتنقلة للحقيبة المدرسية، ناهيك عن النشر المكثف على مواقع التواصل الاجتماعي الذي عرف بكنوز متحف سيرتا وتاريخ قصر الباي.أزيد من 23 ألف زائر لمتحف سيرتا
أظهرت إحصائيات زوّار المتحف العمومي «سيرتا» سنة 2023، ارتفاعا كبيرا في عدد الزّوار بلغ 23397 زائر من مختلف الفئات العمريّة والجنسيّة، من بينهم وفود رسمية وأجنبية والطلبة الجامعيين وتلاميذ المدارس والسكان المحليين والجهويين، مرجعين ذلك للمجهودات المبذولة والسياسة الجديدة المنتهجة من قبل إدارة متحف سيرتا، مع الحرص على الترويج للموروث الثقافي المادي، من خلال تكثيف الندوات والمحاضرات العلمية والخرجات على غرار القافلة المعنية بالحقيبة المتحفية، ضف إلى ذلك الورشات البيداغوجية والفنية والعروض الافتراضية وحتى الأفلام القصيرة المروج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما ضاعف الاهتمام بالتراث الجزائري رغبة في الحصول على ثقافة مادية.
وجاء في بيان نشره متحف سيرتا، على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، مختلف الإحصائيات المسجلة في السنوات السبع الأخيرة، ففي سنة 2022 بلغ العدد 12186، أما سنة 2021 فوصلت إلى 12875 زائر، في حين سنة 2020 فكان عدد الزوار 3153، ووصل العدد في 2019 إلى 10606، وحصيلة 2018 هي 12628، أما 2017 فهي 8325.
وأظهر ذات البيان، بعد إحصاء الزيارات حسب شهور سنة 2023، أن شهر جانفي كان الأكثر إقبالا بنسبة 15 بالمائة، يليه شهر مارس بنسبة 12 بالمائة، ثم شهري ماي وديسمبر بنسبة 11 بالمائة، بعدها نوفمبر وأكتوبر بنسبة 8 بالمائة، ثم فيفري وأوت بنسبة 7 بالمائة، و6 بالمائة تم تسجيلها في كل من سبتمبر وأفريل، وبعدها شهر جوان بنسبة 5 بالمائة، وجويلية بنسبة 4 بالمائة.
بالمقابل، جاء في بيان إحصاء الزوار حسب الفئات، أن النسبة الأكبر كانت سجلت لدى الزوار المحليين ب 64 بالمائة، ثم تلاميذ المدارس بنسبة 16 بالمائة، والزوار الأجانب بنسبة 14 بالمائة، أما نسبة الطلبة الجامعيين فوصلت 4 بالمائة و 2 بالمائة هي النسبة التي مثلتها الوفود الرسمية.
قافلة الحقيبة المتحفية حفزت الأطفال على الزيارة
وسبق للنصر وأن أجرت استطلاعا على أهمية نشاط الحقيبة المتحفية، ونتائجها الجيدة في الميدان التربوي من جهة، وفي تحفيز الأطفال على زيارة المتاحف من جهة أخرى، وإشباع فضولهم المعرفي على أرض الواقع، كما نشرت صفحة المتحف بفيسبوك عدد من الزيارات المؤطرة لمدارس من داخل وخارج المدينة، قاموا بجولة لأقسام المتحف من القاعة التاريخية النوميدية إلى الرومانية وصولا للإسلامية وغيرها، إلى جانب الأفواج الكشفية والوفود الرسمية والسياحية.
فالحقيبة المتحفية التي تعتمد إستراتيجية بيداغوجية حديثة، تشمل عروضا عالية الدقة تتخللها زيارات افتراضية تعرض أشرطة وثائقية وأفلام قصيرة، تم إنتاجها من قبل إطارات المتحف للتعريف بالموروث الثقافي، وتاريخ المنطقة والجزائر عموما، قد وطدت العلاقة بين أطفال المدارس والمؤسسات المتحفية، فنمى ذلك صفة الفضول لديهم لمعرفة التاريخ والآثار التي تزخر بها البلاد، إلى جانب كشف الغموض عن الأسئلة والأفكار التي تشكلت لديهم من المعلومات النظرية، بعد طرح الأسئلة في الواقع وهم يستكشفون القطع الأثرية عن كثب.
التغطيات الإعلامية والافتراضية حركت القطاع
ما تقوم به الوسائل الإعلامية المحلية والوطنية من مجهودات في تغطية تظاهرات ونشاطات المتحف العمومي للتعابير الثقافية قصر الحاج أحمد باي، روجت للصرح التاريخي بشكل كبير وعلى نطاق واسع، وعرفت بالمعارض والنشاطات المنظمة بين أحضان المبنى، والتي تتنوع بين طابع ترفيهي وفني وفكري وثقافي وتاريخي، جاذبة لفئات مختلفة من المجتمع على غرار الفنانين والتشكيليين والحرفيين والمصممين والمفكرين والباحثين وحتى صناع المحتوى السياحي أو التاريخي أو الثقافي، بما فيهم صانع المحتوى الجزائري خبيب ابن قسنطينة الذي ساهم بشكل كبير، على حد قول المديرة، في الترويج والتعريف بمعالم سيرتا وتحريك عجلة السياحية، فأضحى هناك إقبال أكبر من الزوار والسياح الجزائريين والأجانب. أضِف إلى ذلك حسب قبايلية، فإن الجولات الافتراضية المعروضة عبر الموقع الإلكتروني للقصر، حفزت المتابعين على زيارة المكان واستكشاف خباياه والتمتع بأروقته التي تسرد في كل زاوية من زواياه قصة مختلفة، ناهيك عن زيارة المدارس التعليمية بالولاية التي يُشرف عليها الطّاقم الفني لمتحف الباي، لإطلاع تلاميذ مختلف الأطوار بالأحداث التاريخية التي شهد عليها القصر ومر بها منذ الحقبة العثمانية ومرورا بالاستعمار الفرنسي.
42 ألف زائر محلي وأجنبي
وأفادت مديرة القصر، بأن عدد زوار المتحف لسنة 2023 قد بلغ 42626 زائر لسنة 2023، أين سجلت النسبة الأكبر من الزوار بين شهري أفريل وماي، وصلت 5392 زائر، وهم يتنوعون بين سكان محليِّين من مختلف الأعمار والتخصصات، بما فيهم تلاميذ المدارس وأعضاء الكشافة الإسلامية والطلبة الجامعيين والباحثين في التراث والمعمار والتاريخ، ويأتون المدينة من داخل وخارج الولاية لزيارة القصر في إطار خرجات منظمة من قبل نوادي ووكالات سياحية أوجمعيات، حيث تكون معالم قسنطينة مسجلة ضمن المسار السياحي الخاص بهم، زيادة إلى الزوار الأجانب من بلدان مختلفة، على غرار الصين واليابان وروسيا وأمريكا وإيطاليا والبيرو والمجر وتونس، هذا البلد الأخير الذي بلغ عدد الأشخاص في الفوج الواحد إلى 100 سائح.
شهدت عطلة 2023 الشتوية، حسب قبايلية، توافدا كبيرا لتلاميذ الابتدائي والمتوسط والثانوي، وكذلك زيارات منظمة من قبل جمعية كافل اليتيم بولايات مختلفة خصوصا مدينة سطيف، إلى جانب الكشافة الإسلامية الجزائرية التي كانت حاضرة بقُوّة حد قولها، بما فيهم الفوج الكشفي لولاية غرداية «السّلام»، فضلا عن التّوافد الكبير للمُغتربين في الخارج على المتحف.
وأضافت المتحدثة، أن القصر استقبل في أول يوم من العُطلة الشِّتوية ألف زائر، لدرجة تشكُّل طوابير من الزوار أمام المدخل الرئيسي، مشيرة، إلى أنّ هذا العدد الهائل مؤشِّر جيد لم تشهده المتاحف الجزائرية في السّنوات السّابقة، ما يدلّ على ارتفاع الوعي المحلي بالموروث الثقافي والسعي وراء معرفة تاريخ البلاد وجذور هذا الوطن، مشيرة في ذات السياق، إلى ملاحظة حب الاستكشاف لدى تلاميذ المدارس.
ووصلت مداخيل قصر الباي، إلى 30 مليون دينار خلال الأسبوع الثّاني من العطلة الشِّتوية، حسب قبايلية، مؤكِّدة أن الحركيّة التي يشهدُها القصر، عادت بالإيجاب على الخزينة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)