قسنطينة - Revue de Presse

شباب قسنطينةياسين بزاز يتطلع إلى تجربة احترافية بالخليج




إن أهم عائق يقف أمام الشباب الراغبين في إنجاز مشاريع خاصة، هو الجهل بالإجراءات وحتى بالامتيازات المقدمة من طرف أجهزة التشغيل التي خصصتها الدولة لهذه الشريحة، فكم من شاب يثنيه ذلك عن خوض المغامرة، وكم من آخرين يتوقفون في منتصف الطريق، أو يفشلون أمام أولى العقبات. وبينت التجربة في هذا المجال، أن أهم مطلب لهؤلاء، هو توفير فضاء للمرافقة، وهو ماسعت إليه الجمعية الوطنية للتبادل بين الشباب، من خلال برنامجها ''باب الأمل''، وذلك عبر تكوين أول دفعة من المرافقين الشباب.
اِلتقينا هؤلاء الشباب ومكونيهم والمشرفين عليهم في إحدى قاعات تعاضدية عمال البناء بزرالدة، حيث جرى التكوين لمدة عشرة أيام، عندما وصلنا، وجدناهم منشغلين ضمن مجموعات في إيجاد الحلول لإحدى التمارين المقدمة لهم. وبرفقة السيد عز الدين شيباني مدير برنامج ''باب الأمل''، اطلعنا على مضامين وسير هذه الدورة التكوينية المنظمة، بالتنسيق بين الجمعية ومؤسسة فرنسا.
يقول دليلنا في هذه الزيارة: ''حاولنا عبر هذه الدورة التكوينية، ليس فقط تلقين المتربصين العشرة معنى مرافقة الشباب الحاصلين على قروض مصغرة، ولكن كذلك خلق روابط بين المجموعة، ولهذا، فإننا في بداية التكوين، طلبنا من كل واحد أن يتحدث عن نفسه، وهكذا، حضّر كل متربص صفحة ضمنها لمحة عن حياته وعن تطلعاته أو مايسمى بـ''البروفايل''، باستخدام كلمات وصور''.
وينتمي المشاركون العشرة لـ 5 ولايات هي: الجزائر، بومرداس، بجاية، أدرار وعنابة، كانوا تحت إشراف ثلاثة مكونين، من بينهم السيدان ''توماس خطال'' و''حسين بوكابوس''، وهما من أشهر الخبراء في مجال المرافقة.
ويوضح محدثنا أن المشاركين في الدورة هم في حقيقة الأمر موظفون دائمون، يقدم لهم راتب من طرف الوكالة الوطنية للتشغيل ومن طرف الجمعية بالمناصفة، قيمته الإجمالية 30 ألف دج، مشيرا إلى أنه راتب جد معقول بالنسبة لشباب مبتدئين، أغلبهم متخرجون جدد من مجال التسيير والمالية. 
يقول عز الدين: ''عملنا يتمثل في الاهتمام بسلوك الفرد، لقد اخترنا أغلب المشاركين حسب تخصصهم الجامعي، أي تسيير وتسيير مالي، الشاب يحتاج إلى تكوين جامعي، لكن نحن نعطيه أدوات خاصة تتعلق بعمل المرافق، وأهمها؛ كيف يتعرف على الشاب صاحب المشروع وينظم أفكاره ويخرجها إلى النور، ثم يساعده على وضع خطة عمل واضحة ومنهجية''.
من أجل ذلك، فإنه قبل الدورة التكوينية، طلب من الشباب المشاركين، القيام بتمرين ميداني تمثل في معرفة أهم الخطوات والإجراءات التي يمر بها الشاب الراغب في الحصول على قرض مصغر لإنجاز مشروع، وهكذا، فإن هؤلاء وضعوا أنفسهم مكان ذلك الشاب، وتعرفوا خصوصا على العراقيل التي يمكن أن تواجه الشاب خلال كل المراحل التي تمر بها العملية. والهدف من هذا التمرين، كما يضيف محدثنا، هو إدراك المرافق لكل تفاصيل هذه الإجراءات، ليتفهم الشاب أكثر، ويعرف كيفية نصحه وتوجيهه. فهو من خلال زيارته لكل الهيئات المعنية مثل؛ أجهزة التشغيل، إدارات الضرائب وغرف الحرف...الخ ''تعرف على نقاط القوة والضعف في هذا المسار، وخرج من الفكرة إلى واقع المقاول، فرأى بأم عينيه المسار، وفي المستقبل، لما يؤدي دوره كمرافق في إحدى نقاط الاستقبال، فإنه سينطلق من معرفة ميدانية للواقع؛ إذا، يمكنه أن يوجه الشاب، وكونه شابا، فإن لغة الحوار ستكون سهلة مع صاحب المشروع''.
وبالنسبة لمضامين الدورة التكوينية، فإن الجمعية بالتعاون مع خبراء فرنسيين، اختارت أن تبتعد عن الأسلوب الكلاسيكي في التعليم الذي عهدناه في مدارسنا وجامعاتنا، وهو يقترب أكثر كما لاحظناه في عين المكان إلى''الاختبارات النفسية'' التي تمكن المتربص من معرفة قدراته واكتشاف نقاط قوته وضعفه. وهذه الطريقة معروفة باسم ''طريقة إدارة سيفي''، وهو برنامج تكويني بخبرة ألمانية، يعتمد على قاعة خالية من الطاولات -إلا استثناء- ومجهزة فقط بالكراسي.
ومن هذا المنظور، فإن البرنامج -كما يوضح السيد شيباني- تمت صياغته على شكل ''كلمات بسيطة؛ هي المفاتيح'' التي تشير إلى أهم المواضيع المطروحة في الدورة التكوينية المتعلقة بالمشروع، مخطط العمل، تقييم المرافق ودوره. يقول: ''لقد نظمنا عملنا في إطار مجموعات، وفي الجلسة التدريبية، نتعرف على الموضوع ونستوعبه، لكن مع الوقت، تظهر احتياجات جديدة، فنضيفها... بهذه الطريقة، يشارك المتكون في البرنامج، نحن شبهنا ذلك بكون كل مشارك أحضر معه حقيبة فيها أدوات عمل، والسؤال المطروح؛ هل سيستعملها أم لا؟ وهل سيضيف إليها أشياء أم لا؟ مايمكنني قوله بعد مرور فترة من التكوين، هو أن الشباب اعترفوا بأن حقيبتهم أصبحت أثقل، وهذا مايعني أن الأدوات التي كانوا يملكونها، لم تكن كافية لأداء عملهم كما ينبغي، وأنهم أدركوا أنه عليهم القيام بالمزيد من الجهد''.
وخروجا من الطريقة الكلاسيكية، تم وضع نظام تقييمي يومي للمشاركين، يقيمون من خلاله ذاتهم ومكونيهم، وحتى المحيط الذي يعملون فيه، كما يتم نشر إنتاجهم اليومي. وما لوحظ من خلال هذا التقييم، كما يوضح محدثنا، هو ''أنه مع الوقت، بدأ يحدث انسجام بين المجموعة، بعد التذبذب الملاحظ في الأيام الأولى.... وبفضل طريقة لعبة الأدوار التي استخدمناها، خلق كل واحد شخصيته وعرف حدوده، وهكذا تغلب الاندماج وتغلب الإطار العام على الإطار الشخصي. كما تطور التركيز في العمل، وأدرك المشاركون أنهم فريق واحد، فشكلوا صفحتهم على الفيسبوك، باعتبارهم أول دفعة ستخلق ممارسة عملية لتجسيد مشروع باب الأمل''.
وتعطي الجمعية الوطنية للتبادل بين الشباب أهمية بالغة لهذه الدفعة، كونها الأولى، وهي بالتالي ستساهم في إنجاح الدورات المقبلة التي تعد نتاج عملية شراكة بين الحكومة والمجتمع المدني، في إطار سياسة التشغيل وإقامة المشاريع المصغرة للشباب.
البحث عن التكامل، من الأهداف التي تطمح إليها الجمعية عبر هذا المشروع، حيث يعبر عز الدين عن اقتناعه بأهمية وضع أجهزة مرافقة ميدانية تتابع الشاب المقاول من بداية الفكرة إلى إنجاز المشروع، وذلك بتبسيط الأشياء له، فالمرافق في حقيقة الأمر له دور مسهل.. وتعد الدورة جزء من تكوين يدوم تسعة أشهر، يختتم بمنح شهادة للمشاركين، تمكنهم من العمل كمرافقين، وفتح فضاء لاستقبال الشباب على مستوى دور الشباب. وتبحث الجمعية، حاليا، عن شريك لمنح شهادات معترف بها، إما على مستوى مدرسة تكوين خاصة أو جامعة التكوين المتواصل.
المرافقة بالنسبة للشاب الحامل لمشروع، لاتعني فقط إخراج فكرة ووضع مخطط عمل، ولكن كذلك، تسيير وقت الفراغ بين وضع الملف واعتماده من طرف البنك، والذي يمكن استغلاله بمساعدة المرافق في تحديد الممونين والزبائن، حتى لايبدأ الشاب من الصفر حين منحه القرض، وهو مايحدث للأغلبية، كما يشير محدثنا الذي يثير الانتباه إلى مسألة هامة أخرى، وهي غياب فكرة ''شبكات للمؤسسات العاملة في نفس المجال''، حيث مازالت الأخيرة تعمل ببلادنا بمبدأ ''المنافسة''، بدل التكامل الذي يمكنها من الحصول على امتيازات، لاسيما في أسعار المواد الأولية، وفي إيجاد الأسواق.
ولمعرفة رأي المشاركين في الدورة، تحدثنا مع ''زهيرة'' من الجزائر العاصمة، وهي عضو في الجمعية، قررت أن تشارك في الدورة، بعد ما أظهرت لها تجربتها في الجمعية أن هناك صعوبات تعترضها في مرافقة الشباب، تقول؛ ''واجهتني صعوبات في المشروع الذي أنجزته الجمعية مع السفارة البريطانية، والذي شاركت فيه، فلم تكن لي الخبرة اللازمة، لاسيما وأنني خريجة معهد العلوم السياسية، وليس لدي معطيات كافية عن التسيير والمناجمت... هذه فرصة لأحسّن معرفتي في مجال المرافقة، لذا، قمت بتسجيل كل النقائص التي أعاني منها وأحاول أن أستفيد بقدر الإمكان، لقد اقتحمت ميدانا جديدا وهو التسيير والمحاسبة، تعمقنا في مجال تجهيزات التشغيل... في بداية التكوين، كنت متخوفة، لكن مع قدرات المكونين، أحسست بتحسن كبير وسريع... في هذه الأيام، تعلمنا كيفية وضع خطة عمل، وفي الأخير، أعتقد أنه سيكون لدي الزاد الكافي لأكون مرافقة جيدة''.
وينتظر هؤلاء المتربصين في مجال المرافقة، امتحان كبير اسمه ''العمل الميداني'' الذي يتطلب إلى جانب المعارف النظرية لكل الإجراءات الخاصة بالتشغيل، فهم وإدراك شخصية الشاب الجزائري، وكيفية التعامل معه وإقناعه بأهمية تنظيم عمله وأفكاره، والصبر لإنجاز مشروعه، وهي مهمة صعبة لكن غير مستحيلة.
 

الأمثال الشعبية.. كلام موزون يحمل بين طياته حكم الأسلاف التي تنساب على وقع موسيقى لغوية، فرغم تعاقب الأزمان والتغييرات الحاصلة في بنية المجتمع، ما زال هذا الموروث الحضاري يفرض وجوده بين ثنايا مواقفنا الحياتية، إلا أن مجال استخدامه تقلص كثيرا وسط الجيل الجديد، مقارنة بكبار السن ممن تسري على ألسنهم بكثرة، مما يثير بعض المخاوف من اندثار الثقافة الشعبية.
ثمة تعابير عفوية تعبر بدقة عن مواقف مليئة بتجارب حياتية، وحكم ذات قيمة لغوية وجمالية، قد لا يبلغها سوى عقل على قدر من الفطنة والذكاء. والتراث العربي يزخر بالأمثال الشعبية التي تقدم دروسا في الأخلاق، وسلسلة من المواعظ، وتختصر العديد من المعاني في كلمات موجزة، وتعطي صورة عن خصوصيات كل شعب.
بهذا الخصوص، استطلعت ''المساء'' آراء بعض شباب اليوم وبعض المختصين ممن أقروا، في العموم، بأنّه لا يمكن إنكار حقيقة أن العامة يتداولون هذه الأمثال في أحاديثهم اليومية، حيث تحضر إلى الذاكرة في مناسبات ومواقف معينة، وأكثر من يتداول هذه الأمثال في زمننا، هم كبار السن الذين شكلت الأمثال جزءا كبيرا من ثقافتهم بالمشافهة، في حين أنّ شباب اليوم المتعلم يجهل العديد من الأمثال الشعبية، رغم أنّ البعض ممن أدركوا قيمتها، عكفوا على جمعها في كتب للحفاظ عليها.
تقول السيدة ''سامية. م'' (محامية): ''أستخدم عادة بعض الأمثال الشعبية في بعض المواقف التي أمر بها، وينطق بها اللسان بطريقة عفوية، وقد حفظتها من المحيط الاجتماعي ككل من كثرة ترديدها أمامي.. فبعض المواقف لا يحسمها سوى مثل شعبي مليء بالحكمة، والذكاء الكبير الذي تنم عنه هذه الأخيرة، وهذا الأمر كفيل بتفسير سر حضورها في الذاكرة الشعبية إلى يومنا هذا.."
وعن مدى التزامها بتلقين الأمثال الشعبية لأطفالها، تشير بأنّها لا تكلف نفسها عناء ذلك، باعتبار أنها تنتقل تلقائيا من جيل إلى آخر، بمجرد تداولها في الأوساط العائلية''.
"سمية بن دحمان''، طالبة بكلية الأدب العربي بجامعة الجزائر تصرح: ''ألاحظ أنّ هناك شبه اندثار للأمثال الشعبية في وسط شباب اليوم عموما، وربّما أنّها سائرة في طريق الاختفاء، طالما أنّه لا يهتم بها ولا يحفظ الكثير منها''.. وتقرّ: ''أنا شخصيا لا أحفظ منها إلا القليل، رغم أنّ العديد من كبار السن ما زالوا يتداولونها بكثرة، والسبب هو كثرة استخدامنا للغة العصر المليئة بالمصطلحات التكنولوجية، لتؤدي الغرض عوضاً عن الأمثال الشعبية."
وترى سمية أن التنشئة الاجتماعية لا تحرص على غرس هذا الموروث الحضاري وسط الأبناء، كما أن شباب اليوم لا يفكر في الاطلاع على المكتنزات التراثية، والقلة القليلة الذين يقومون بذلك في الوسط الشبابي، هم عادة من الطلبة المكلفين بإنجاز بحوث عنها.
وتستطرد: ''يمكن إعادة هذه الأمثال إلى واجهة حياتنا، عن طريق دمجها في عمل وسائل الإعلام التي تفتقر إلى برامج تشجع الإطلاع على الثرات والحفاظ عليه كنوع من الميراث."
السيد ''مصطفى. م'' كاتب، درس اللغة العربية يصرح
لـ ''المساء'': ''للأسف، إنّ هذه الأمثال لا يتداولها الجيل الجديد من أبنائنا، نظرا لحلول الثقافات السريعة التي تُضخ من الفضائيات محل الثقافات الشعبية، لذلك، هي في تناقص مستمر وسط شباب اليوم."
ويختلف الأمر قليلا بالنسبة للبعض ممن يتابعون الفضائيات العربية، حيث تجري على ألسنهم بعض الأمثال العامية العربية التي قد تلتقي مع الأمثال الشعبية الجزائرية... وهذه الأمثال، نجدها تتداول بصفة خاصة بين النساء، سواء العاملات أو الماكثات بالبيت.
وبصفة عامة -يضيف- فقد الشباب الكثير من الثقافة الشعبية، حيث لا يهتم بهذه الأمور، إلا القليل النادر، لاسيما وأنّ لديه توجهات علمية في بحوثه الجامعية، ذلك أنّه يعيش في عالمه الافتراضي عبر استخدام مختلف وسائل الاتصال الحديثة.
ولهذا، ينبغي إعادة توظيف الأمثال الشعبية الّتي عمل البعض على إخراج البعض منها في الأعمال الأدبية والتلفزيونية، على غرار الكاتب المرحوم بن هدو'ة، والكاتب الدكتور محمد بن أبي شنب رحمه الله.
زمن الاستقلالية خنق دور العائلة المحافظة
وبرأي السيد محمد بن مدور، مؤرخ، باحث، مؤلف ومخرج إذاعي وتلفزيوني، ومدير الاتصال بالديوان الوطني للتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، فإنّ اندثار الأمثال الشعبية وسط جيل اليوم، يحلينا على حقيقة انتقالنا من عهد العائلات المحافظة الّتي يسيّرها الجد، إلى زمن البحث عن الاستقلالية، حيث أصبح بعض الناس يستهزؤون بها على مر الزمن.. وهذا الاستهزاء بالآخر يقودنا للحديث عن تأثير الفضائيات على الأمة العربية ككل، والّذي يتجلى من خلال تتبع تقاليد الأوروبيين غير المقبولة دينيا واجتماعيا في الدول الإسلامية.
ويواصل السيد بن مدور حديثه قائلا: ''التغيير الحاصل لا يظهر من خلال الكلام فحسب، إنّما يتجلى أيضا من خلال نمط الأكل وأشكال اللباس المتداولة حاليا. والمشهد العام يقول بأنّنا فقدنا الكثير من التقاليد الّتي تعكسها الأمثال الشعبية.. وفي هذا الصدد، نجد أنّ الأغاني الشعبية القديمة -مثلا- كانت مرآة عن الحياة التقليدية بكافة تفاصيلها، وعن خصوصيات ذلك الزمان.
ويستطرد المؤرخ الباحث، موضحا أن كل ما هو أصلي تعرض للتشويه في الوقت الراهن، وإذا استمرت الأمور بهذا الشكل، فإنّنا مهددون بفقدان القليل المتبقي من التقاليد عامة، والأمثال الشعبية على وجه التحديد."
وحسب وجهة نظره، فإنّه في ظل التحول من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النووية، لم يعد الأبناء يحتكون كثيرا بالأجداد، ليرثوا منهم كل ما يتعلق بالأصالة، وبالتالي، لم تعد الأسر الجزائرية محافظة كما كانت عليه في وقت مضى. وهنا، يستوجب على الدولة اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لمواجهة خطر الثقافات الوافدة.
وختم السيد بن مدور حديثه بالقول؛ إنّ نقل التراث للأجيال الجديدة مسؤولية ملقاة على عاتق الأسرة والمدرسة وكافة الأطراف الفاعلة في المجتمع، فالتوصل إلى خلق جوّ عام يشجع الحفاظ على التقاليد، مرهون بتظافر جهود الجميع.

قطيعة بين الماضي والحاضر
يقول الأستاذ اسماعيل طوبال، باحث في علم الاجتماع، يجدر القول في المقام الأوّل بأنّ الأمثال الشعبية هي جزء لا يتجزأ من التراث اللامادي للأمة والمجتمع، فهي ذاكرة مشتركة بين جميع الأفراد. كما أنّها عبارة عن خلاصة المعارف والتجارب الحياتية للأشخاص، تنتقل من جيل إلى آخر، ويتوارثها الصغار عن الكبار ضمن سلسلة تواصلية، تساهم في الحفاظ على الإرث الثقافي وانتقاله، وبالتالي بقائه.
لكن ما هو حاصل اليوم، هو أنّ المجتمع عرف تطورا متسارعا، اهتزت واختلت معه المعالم التي ترشد الأفراد. والتغيير في الحقيقة، أمر لا مفر منه، لأنّه سنة الحياة، لكن المؤسف هو القول بأن هذا التغيير يسري في الاتجاه السلبي تماما، حيث حدثت قطيعة بين الماضي والحاضر، وعوض أن يحصل تواصل الأجيال، أصبحنا أمام ظاهرة تنافر الأجيال، وهو ما يؤدي إلى الصراع الذي من بين ملامحه تخلي الأجيال الصاعدة، خاصة الشباب، عن كل ما يمت للماضي بصلة من عادات وتقاليد وقيم وتراث.
إن شباب اليوم يعيش في عصر الأنترنت، والهاتف النقال عصر الموضة، الاستهلاك السريع والآني، يتطلع دائما إلى ما هو وافد من وراء البحر من آخر صيحات التكنولوجيا، اللباس و الغناء، وهو بهذا السلوك، يتخلي تدريجيا عن كل ما هو محلي وأصيل أو تراثي مرتبط بالماضي.
فالأمثال الشعبية التي أصبح حيز تداولها يقتصر على فئة محدودة من الناس، غالبا ما تكون مهمشة منحصرة في وسط معين، مثل الشيوخ. كما حصل للطبوع الغنائية الأصيلة مثل؛ الشعبي، البدوي والأندلسي، والتي تم التخلي عنها في مقابل ظهور موجة الراي والهيب هوب.
إننا لا نستطيع إيقاف التغيير، لكن نستطيع أن نوجهه. كما أننا لا يمكننا إلقاء اللوم كله على الشباب، لأنّهم خلقوا ليعيشوا زمانهم، إلا أنّنا نحمل المجتمع مسؤولية هذا الوضع الرديء، لأنّه هو المسؤول على تربية وتهذيب أذواق الأفراد و صقلها، ابتداء من الأسرة، المدرسة وحتى المؤسسات الرسمية؛ كدور الشباب والثقافة التي لا تقوم بما يكفي للسهر على الحفاظ على التراث الشعبي، وضمان توصيله إلى الأجيال كذلك، فإنّ وسائل الإعلام المختلفة لديها مسؤولية جسيمة وتاريخية في هذا المسعى النبيل الذي من المفروض أن يكون قضية مجتمع.

يعرف فريق شبيبة القبائل مشكلة جديدة، تضاف إلى سلسلة المشكلات التي يتخبط فيها هذا النادي الكبير، بعد أن قام رئسيه حناشي بالاتصال باللاعب السابق للفريق رزقي عمروش قصد ضمه للطاقم الفني، لكن هذا الأخير اشترط أن يكون المدرب الرئيسي وصاحب الكلمة الأخيرة، في وقت تجاهل فيه المدرب الحالي مراد كعروف رسالة رئيسه، الذي يشير له إلى باب الخروج، حيث يصر على بقائه في الفريق، رغم أنه لا يتفاهم مع رزقي عمروش منذ مدة طويلة، مما قد يؤدي إلى تكهرب الأجواء على مستوى الطاقم الفني للفريق.
وقد أصر مراد كعروف على أن يكون في حصة الاستئناف أمس مساء في ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، والتي كان من المفروض أن تعرف التحاق المدرب رزقي عمروش، والذي أسر لبعض مقربيه بأنه سيعمل كل ما بوسعه حتى لا يبقى كعروف في الفريق، وهذا ما يسعى إلى تحقيقه الرئيس حناشي، الذي انقلب على مدربه بانتقاده في كل مرة منذ انهزامه ضد إتحاد الحراش، وحاول أن يدفع به إلى الخروج في العديد من المناسبات، بمحاولة فرضه لإلياس إزري الذي لا يتفاهم أبدا مع هذا المدرب، والذي تراجع في آخر لحظة بعد أن حذر أنصار الشبيبة من عودته، ومنذ ذلك الحين ورغم التحاق رشيد أدغيغ بالطاقم الفني إلا أن الرئيس حناشي يسعى إلى أن ينهي مهام المدرب كعروف، ووجد الفرصة أخيرا بعد الانهزام الذي عاد به فريقه من بولوغين، ليتصل بمدرب آخر حتى يفهم كعروف بأنه غير مرغوب فيه.
وقبل ست جولات عن نهاية البطولة الوطنية، وفي الوقت الذي سيلعب فيه الكناري لقاء آخر خارج الديار ضد شباب قسنطينة، وهو الذي لم يضمن بقاءه بعد في الرابطة المحترفة الأولى، يقرر حناشي تغيير الطاقم الفني، في وقت صرح فيه بأن لاعبيه لا يساعدون الفريق بتحقيق النتائج الإيجابية، وهو الذي صرح أيضا من قبل بأن فريقه أجرى استقدامات في المستوى، ليحمل المسؤولية بعد ذلك للمدرب كالعادة، كما يقوم أيضا رئيس الفريق بمحاولة فرض مدرب الحراس السابق إلياس إزري في الطاقم الفني، وهو الذي رفضه كعروف والأنصار وفي المرة القادمة، ليضع مدربه الحالي أمام الأمر الواقع، والذي يعلم بأنه لن يتقبله وسيغادر النادي.

أجريت عملية سحب قرعة الدور نصف النهائي لكأس الجزائر 2012 للأكابر، مساء يوم الأحد بمقر التلفزة الوطنية خلال الحصة الرياضية ''دوري المحترفين'' وقد أسفرت هذه العملية على مواجهتين ساخنتين، الأولى بين شباب بلوزداد وشباب قسنطينة والثانية بسطيف بين الوفاق المحلي واتحاد الحراش.
ومما لا شك فيه أن المنافسة ستكون قوية بالرغم من أن عاملي الملعب والجمهور، سيلعبان لصالح الفريقين البلوزدادي والسطايفي، ولو أن العروض التي قدمها خصماهما في الدور الفارط، تشير إلى أن الحسابات قد تأتي معقدة، وربما في عودة تشكيلة ''السنافر'' بتأشيرة مستحقة من تلمسان، وصعود اتحاد الحراش على حساب الاختصاصي اتحاد العاصمة، ما يبعث على الاعتقاد، بأنه لا الشباب ولا الوفاق قادرين على فرض منطقيهما.
 وفيما يلي نتائج القرعة:
شباب بلوزداد - شباب قسنطينة
وفاق سطيف - اتحاد الحراش
 
أعرب اللاعب الدولي الجزائري السابق لشباب قسنطينة ياسين بزاز، عن رغبته في خوض تجربة احترافية بإحدى بطولات الخليج العربي بدءا من الموسم القادم، بعد قضائه لتسع سنوات كاملة بالملاعب الفرنسية.
وصرح بزاز، العائد إلى الجزائر في الصائفة الماضية، أمس ''أرغب في خوض تجربة جديدة خارج الوطن، وبالضبط في الخليج العربي، ولكن ليس لدي أي اتصال في هذا المجال لحد الآن''.
وغادر بزاز (31 عاما) الجزائر في 2002 إلى فرنسا، حيث تقمص هناك ألوان أندية أجاكسيو (2002 -2005) وفالونسيان (2005- 2009) وستراسبورغ (2009- 2010) وتروا(2011- 2010)
ورغم أن عقده مع تروا يمتد لموسمين آخرين، إلا أن اللاعب فضل العودة إلى الجزائر بعدما تلقى عرضا من اتحاد العاصمة، من الدرجة المحترفة الأولى، غير أنه لم يمكث مع هذا الفريق إلا ستة أشهر فقط ليقرر، خلال فترة التحويلات الشتوية المنصرمة، الرجوع إلى فريقه الأول شباب قسنطينة.
وفسر بزاز مغادرته السريعة للنادي العاصمي بعدم حصوله على فرصة اللعب بانتظام مع الاتحاد، مضيفا بأنه لم يندم على قراره خاصة وأن عودته إلى ناديه الأصلي سمحت له باستعادة كامل إمكانياته، على حد تعبيره.
ولم يخف المتحدث طموحه في المساهمة في تتويج شباب قسنطينة بكأس الجمهورية لأول مرة في تاريخه، خصوصا بعدما تمكن من وصول المربع الذهبي للمنافسة.
لكن أمنية اللاعب في خوض مباراة نصف النهائي بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة لم تتحقق، حيث أجبرت عملية القرعة، التي جرت أمس الاول الأحد، النادي القسنطيني العريق على التنقل إلى العاصمة لمواجهة شباب بلوزداد (20 أو 21 أفريل) بملعب 20 أوت 1955 .
وتأسف بزاز كثيرا لما أفرزته عملية القرعة، حيث اعتبر بأن ''ملعب 20 أوت لا يصلح لإحتضان مباراة كبيرة  من هذا الحجم''.
وأضاف: ''أتمنى أن يعاد النظر في مكان إجراء المقابلة من خلال نقلها إلى ملعب 5 جويلية مثلا. شخصيا كنت أفضل ملعب الشهيد حملاوي بالنظر لسعة مدرجاته وكذلك لاحتوائه على أرضية مغطاة بالعشب الطبيعي من النوعية الجيدة".
ورغم أنه ما انفك يتألق من جولة لأخرى برأي المراقبين، إلا أن بزاز لا يسطر العودة إلى المنتخب الوطني كهدف رئيسي له.
وتابع في هذا الشأن: ''لا أفكر كثيرا في العودة إلى الخضر، ولكنني بالمقابل لن أرفض طبعا أي دعوة محتملة من طرف الناخب الوطني''.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)