قسنطينة

النصر قابلت بعضا منهم بجامعة قسنطينة: طلبة أجانب اختاروا الجزائر للدراسة تأثرا بمواقفها



اختار العديد من الطلبة الأجانب الجزائر، كوجهة دراسية و فضلوا جامعاتها لما تُقدمه من امتيازات كثيرة دون غيرها من جامعات الدول العربية الأخرى كمجانية التعليم والإسكان والإطعام، وعلى هامش اليوم الترحيبي للطلبة الدوليين بجامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 3 "مرحبا داي» حاورت النصر، طلبة أجمعوا على أن اختيارهم للجزائر نابع من قناعتهم بأنها بلد الأمن والأمان والقضايا العادلة.أمينة لشهب
* و سيم طالب مصري بكلية الإعلام والاتصال
فضلت الجزائر لأجل تاريخها و موقفها من القضية الفلسطينية
أخبرنا وسيم وهو طالب مصري، يدرس في السنة الثانية جذع مشترك بكلية علوم الإعلام والاتصال، بجامعة قسنطينة3، بأنه التحق بالجامعات الجزائرية العام الماضي لدراسة الإعلام، و أنه كان يحلم منذ الصغر بأن يكون صحفيا يدافع ويكتب عن بلده الثاني فلسطين يوصل قضيته إلى العالم، وقال : « أنا سعيد لأنني في الجزائر بلد الأحرار والثوار و بلد الشهداء، و متحمس للتكوين في جامعاته لأنه حلم تحقق".
وأضاف الطالب، أن القضية الفلسطينية هي التي قادته لاختيار التخصص، وتاريخ الجزائر ومواقفها مع دولة فلسطين هي التي جعلته يختار وجهته الدراسية، كون الجزائر دولة عربية شقيقة تُنصف القضايا العادلة والقضية الفلسطينية أولوية من أولوياتها، وقد أشاد في حديثه، على إصرار بلادنا على جمع شتات الفصائل الفلسطينية بعد عام من الجهود وقد تحقق ذلك من خلال «إعلان الجزائر» لتحقيق الوحدة الفلسطينية الصادر يوم 13 أكتوبر 2022، كما قال بأنه يحترم جدا موقف الدولة الثابتة تجاه هذه قضية و هو ما ظهر خلال القمة العربية الأخيرة.
وأثنى وسيم على حب الجزائريين للشعب الفلسطيني، فخلال السنة التي عاشها هنا في الجزائر أيقن كما قال، بأنه حب حقيقي تعبر عنه الحكومة الجزائرية من خلال الدعم السياسي للقضية، و لا يخفيه الشعب الذي لا يغفل فرصة ليتغنى به في كل المناسبات، وما أعجبه أكثر، هو وعي الطلبة الجامعيين زملائه بالكلية بتفاصيل القضية، إذ يرى بأنهم مشاركون أيضا في دعمها و وصفهم بأنهم "أصحاب قضية ".
وبالحديث عن زملائه، أخبرنا بأنه يحظى منهم دائما بالدعم والمساعدة خلال الدراسة خاصة في بداياته، إذ لم يكن يستوعب اللهجة الجزائرية بالقدر الكافي ولعبوا هم دورا مهما في تسهيل اندماجه وفي إتقانه لها و كانوا له السند والعون للتعرف على الأماكن والأشخاص و فهم العديد من الأشياء في الجامعة واستيعاب الكثير من المعلومات.
وأضاف محدثنا، أن الإقامة الجامعية وخدماتها أجمل مكان بالنسبة إليه، إذ يعتبره فضاءً للسكن و للنشاط و للترفيه عن النفس كذلك، وذلك بفضل مختلف النشاطات التي تحتضنها، والتي ستمنحه كما عبر الكثير و تطور من شخصيته و تضاعف خبراته خاصة وأن النشاط الطلابي مهم جدا، بالنظر إلى طبيعة تخصصه الدراسي بوصفه طالبا في كلية الإعلام والاتصال و مشروع صحفي مستقبلي كما أثنى وسيم، على نوعية الأكل في الإقامة و المطعم الجامعي واعتبره جد مناسب مقارنة بسعره الرمزي، فالوجبات حسبه، كاملة تحتوي على كل المكونات الغذائية التي تمنحنه الطاقة لإكمال يومه الدراسي.
وقال الشاب أيضا، بأنه يحيي في عمال الإقامة الجامعية حرصهم على الحفاظ علة نظافة الغرف التي ييبيتون فيها والتي تهيئ له الظروف المناسبة للدراسة و التميز و التفوق في الكلية والنجاح بأعلى العلامات.
* أحمد مطر طالب فسلطيني بكلية الطب دراسة الطب بقسنطينة
كانت حلما و رقمنة التسجيلات خطوة كبيرة
يقول أحمد مطر وهو طالب في السنة خامسة طب قدم من فلسطين، بأن اللقاء الذي نظمته الجامعة مع الطلبة الأجانب، التفاتة جد مميزة خصوصا بالنسبة لطلبة السنة الأولى، فالطلبة الأجانب الجدد، كما قال، يحتاجون دعما كبيرا وتوجيها أكبر وأكثر من إدارة الجامعية للاستماع انشغالاتهم وفهم تطلعاتهم ومنحهم الاهتمام الذي يحتاجونه والذي يلعب دورا في مساعدتهم على حل مشاكلهم النفسية و الاجتماعية.
وأضاف أحمد أن الكثير من الطلبة الفلسطينيين يختارون الجامعة الجزائرية كل سنة لدراسة مختلف التخصصات التي تتيحها الجامعات، مضيفا بأن أعدادهم في تزايد وأنهم يشكلون الأغلبية مقارنة بطلبة من جنسيات أخرى، وذلك بفضل المنحة التي تعلن عنها وزارة التعليم العالي سنويا على مستوى الجامعات الفلسطينية، وأخبرنا أحمد كذلك، أن التسجيل هذه السنة كان استثنائيا و تميز بإطلاق منصة رقمية سهلت و بسطت كل الإجراءات و أضافت ديناميكية للعملية و سرعت التحاق الطلبة بالجامعات.
قال الطالب، بأنه مقيم في الإقامة الجامعية عين الباي، و قد لاحظ خلال السنوات الستة التي عاشها في الجزائر، أن هناك تحسنا كبيرا في نوعية الخدمات الجامعية وهو ما سهل اندماج الطلبة الأجانب أكثر في المحيط الجامعي ، حيث أثنى على البرمجة الثقافية في الإقامات و إحياء مختلف الشعائر الدينية كذبح الأضحية يوم عيد الأضحى معلقا : « أنا لا أشعر فعلا بالغربة لأنني في بلدي الثاني الجزائر».
وأشار محدثنا، إلى أنه شارك في يوم الترحيب بالطلبة، كي يلتقي و يتعرف بزملاء آخرين من دول أخرى، وذلك لكونه يسعى منذ ثلاث سنوات إلى إنشاء ناد طلابي يجتمع فيه الطلبة الأجانب من مختلف الجنسيات ليتبادلوا الأفكار و الانشغالات، و سيكون هذا النادي حسبه، فرصة للتعريف بثقافات مختلف البلدان من خلال عديد النشاطات التي سيقدمها الطلبة بوصفهم سفراء لبلدانهم في الجزائر.
و بخصوص دراسته للطب، قال أحمد، إنه حلم حققته الجزائر، حتى و إن كان المسار طويلا بسبب عائق اللغة الأجنبية الذي يصطدم به الطلبة المشرقيون في العادة، مع ذلك فإن التكوين عال جدا حسبه، و مواكب لما يقدم في العالم وذلك بفضل جهود وزارة التعليم العالي و البحث العلمي الجزائرية، التي تولي اهتماما كبيرا للطلبة الأجانب و تمنحهم تكوينا مجانيا في اللغة الفرنسية لمدة سنة كاملة،حتى يتمكنوا من استيعاب الدروس و الالتحاق سريعا بمدرجات كليات الطب.
وأضاف الشاب، بأن ما تقدمه الجزائر من مجانية في التعليم والإسكان و الإطعام للطلبة الدوليين، يعد امتيازا كبيرا وهو ما جعله يختارها كوجهة أولى، معلقا بالقول: «لولا الجزائر لما استطعت دراسة الطب، أنا شكرا جدا لهذا البلد لأنه حقق حلمي، و لا يزال ملتزم بقضية وطني الذي سوف أعود إليه حتما"، ومردفا " أنا هنا سفيرا لفلسطين وعندما أعود إليها سأكون سفيرا للجزائر».
* سليمة محمد طالبة صحراوية بكلية الهندسة
أنا طالبة و سفيرة للقضية الصحراوية
سليمة محمد طالبة من الصحراء الغربية، تدرس في السنة ثالثة بكلية الهندسة المعمارية والتعمير، وقد اختارت التخصص لعدم توفره في جامعات بلادها. قالت إن الطلبة الصحراويين في الجزائر، يحظون بترحيب خاص ومختلف عن باقي الطلبة الأجانب و غالبا ما يلقون الدعم و الحفاوة من إدارة الجامعة الجزائرية، و يحصلون على تسهيلات كبيرة للتسجيل و الالتحاق بالكليات والمعاهد.
وأضافت، أن زملائها في الكلية لم يشعروها يوما بأنها بعيدة عن بلادها، أو أنها غريبة عن أهلها، إذ تحظى منهم بالدعم المعنوي و الصداقة خاصة طلبة تخصص الهندسة المعمارية، الذين ساعدوها كثيرا على تدارك التأخير في الدراسة، بعدما كانت قد أجلت التحاقها بالكلية لفترة لأجل تعلم اللغة الفرنسية التي يندر استخدامها في بلادها مقارنة بالإسبانية، وقالت الطالبة، إن الزملاء في الكلية سهلوا اندماجها بسرعة وقدمها كل المساعدة لاستدراك وفهم ما فاتها من دروس.
وأضافت الطالبة، بأنها قررت دراسة اللغة الأجنبية لأجل أن تتمكن من التسجيل في النشاطات الطلابية المتنوعة التي تقترحها الجامعة سواء على مستوى الكلية أو في الإقامة الجامعية عين الباي أين تسكن حاليا. و قالت الشابة، إن التقارب الجغرافي والبعد المغاربي بين الجزائر وجمهورية الصحراء الغربية، خففا من شعورها بالغربة، كون البلدين يتقاربان في العادات والتقاليد و حتى الطبخ، كما أبدت إعجابا كبيرا بالثقافة الأمازيغية واحتفالات يناير والتي تنظم كل 12 جانفي، في الإقامة وقالت، إنها متحمسة لحضور فعاليات هذه السنة، كما تحدثت عن اللهجة المغاربية المشتركة التي سهلت عليها التواصل مع الطلبة الجزائرين مقارنة بباقي الطلبة من الجنسيات العربية والإفريقية وهذا ما جعلها تندمج أكثر في المجتمع الجزائري.
وفي ختام حديثنا معها، عبرت سليمة على خالص امتنانها وشكرها على احتضان دولة الجزائر لقضية الصحراء الغربية آخر مستعمرة إفريقية، مشيرة إلى أنها شاركت في الفعالية الجامعية، لتُعرف الطلبة على قضية وطنها، خاصة و أن معظمهم غير مدركين لما يُعانيه الشعب الصحراوي من ظلم وتعسف واستبداد على أراضيهم المحتلة، و أوضحت بأنها تقوم بذلك لأنها تعتبر نفسها سفيرة لقضية بلادها في الجزائر.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)