هدّدت العائلات المقيمة بحي الخطابي المتواجد بمنطقة الصنوبر بقسنطينة، بشلّ حركة الطريق في حال عدم استجابة السلطات الولائية لمطلبهم المتعلق بتعجيل ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة، تقيهم من الموت تحت الأنقاض في ظل الانهيارات المتتالية التي يشهدها هذا الحي القصديري الذي تعود جذور نشأته للحقبة الاستعمارية، كانت آخرها حسب رئيس جمعية الحي الأسبوع الماضي، أين شهدت أحد المساكن انهيار أحد جدرانها، الأمر الذي أحدث الكثير من الخوف والهلع وسط قاطنيه.
السكان وفي حديثهم معنا أعربوا عن خوفهم وقلقهم الشديدين إزاء تدهور حالة مساكنهم القصديرية المشكلة من الطوب والحجارة، الوضع الذي ينبئ حسبهم بوقوع كارثة إنسانية في أي لحظة من الزمن، سيما وأن حيهم الذي يضم 32 عائلة بما يناهز 350 فرد قد شهد في ظرف سنتين انهيار مسكنين بشكل كلي، الأمر الذي جعل السكان يترقبون دوما حدوث الأسوء، في ظل ما يكتنف منازلهم من تصدعات وتشققات خطيرة صنفتها مصالح الحماية المدنية التي وقفت على معاينة الوضع منذ فترة وسط الخانة الحمراء، على اعتبار أنها خطر يتربص بأمن وسلامة الأفراد، سيما عند تردي الأحوال الجوية، حيث لا تتوقف معاناة السكان مع مخاوف الانهيارات المباغتة بل تعدتها إلى مخافة اندلاع ألسنة النيران جراء الشرارات الكهربائية المتولدة عن تسربات مياه الأمطار من الأسقف المصنوعة من القصدير، الوضع الذي جعلهم في حالة استنفار قصوى كلما تساقطت الأمطار بغزارة، حيث يلجأ البعض منهم إلى مغادرة مسكانهم والتوجه عند الأهل والأقارب لضمان سلامة أطفالهم، في حين يقضي أكثرهم ليال بيضاء متأهبين لأي طارئ يلحق بهم الأذى.
وما زاد الطين بلة، حسب ممثل السكان، ما يشهده الحي من مشاكل عالقة زادت من تأزم يومياتهم، حيث يفتقر تجمعهم السكني لأبسط ضرورات الحياة، ما أقحم الأهالي وسط حلقة مفرغة من المشاكل المتعفنة التي أثقلت كاهلهم وحولّت حياتهم إلى جحيم لا يطاق في ظل صعوبة تكفل الجهات الوصية بانشغالاتهم المرفوعة.
وقد أشار محدثنا إلى استفادة العائلات المقيمة بحي الخطابي الذي يتوسط منطقتي بن تليس والصنوبر منذ حوالي السنة من وصولات الترحيل إلى سكنات اجتماعية بالوحدة الجوارية رقم 20 بالمدينة الجديدة علي منجلي، غير أن تأخر استفادتهم من عملية الترحيل جعل السكان في حالة تذمر وازدراء كبيرين جراء ما يتربص بهم من خطر الموت تحت الأنقاض، مطالبا السلطات الولائية بضرورة استعجال عملية ترحيلهم حفاظا على أمنهم وسلامتهم قبل وقوع ما لا يحمد عقباه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سهام جزار
المصدر : www.al-fadjr.com