عين-الدفلى - A la une

قرية قهوة الخميس بولاية عين الدفلى: الحمير لزويد الأسر بالماء


قرية قهوة الخميس بولاية عين الدفلى: الحمير لزويد الأسر بالماء
يعيش سكان قرية قهوة الخميس الكائنة بأقصى غرب ولاية عين الدفلى واقعا قاسيا أقل ما يمكن وصفه بالبدائي جراء انعدام وسائل العيش الضرورية، وعلى الرغم من الإصلاحات التي مست المنطقة فإن أطفال قرية قهوة الخميس لا يزالون يستعملون ظهور الحمير من أجل تزويد أهاليهم بالماء الشروب.
ولأن الأمر يستدعي التنقل إلى أرجاء المكان فلم نتوانى عن ذلك بغية تقصي حقيقة ما يعانيه هؤلاء في الخفاء وواقع ما تناقلت همساته أزقة القرية التي تروي نيابة عن السكان سلسلة المفردات القاسية التي صنعت الحياة هناك، بالفعل من خلال تجولك بين الأزقة يحز في نفسك مشهد الأطفال وهم يكابدون عناء جلب الماء من منابع جبلية مجاورة على ظهور الحمير كحل بديل يكفيهم شر الجفاف الضارب بجذوره هنا، ويستمر الحال على هذا الوضع منذ حلول السكان بالمنطقة لانعدام الصهاريج التي تستهلك مبالغ مالية تفوق قدرتهم الشرائية، هذا ما يثير تخوفهم من استمرار مشكل غياب الماء، أما عن أمر توصيلهم بشبكة الغاز الطبيعي فهذا غير وارد بتاتا مقارنة مع معاناتهم التي لن تكتمل إلا بانشغالهم مع قارورات غاز البوتان لتبقى هذه الصورة زاوية من حلقة متعددة الزوايا تحمل عنوان ” معاناة في صمت “، وهو الأمر الذي جعل الحياة هنا أشبه بالمستحيلة إلا من إعتاد عليها أو بالأحرى عود نفسه عليها، مما شبع فكر تلك البراءة المطلقة بضرورة إيجاد سبل حياة أفضل وعجل بوعيهم المبكر بواقعهم المزري، هذا ما لمحناه في عيونهم أثناء تجولنا في شوارع الحي. كذلك العزلة ألقت بظلالها في أكثر من مناسبة في هذه المنطقة النائية فوسائل النقل الريفي باتت عاجزة عن التنقل إلى القرية نتيجة المسالك الوعرة التي تطبع المنطقة الجبلية، ناهيك عن الطرق الشبه المعبدة مما أدى إلى عزوف ناقلي الخط الرابط بين قهوة الخميس بالمناطق المجاورة عن استعماله، والغريب في الأمر أن سكان القرية لا يلقون إلى السياسة بالا مما عقد سبل تواصلهم مع السلطات المعنية من أجل تسوية أوضاعهم المزرية، لتبقى تقاسيم وجه، بلال، الشاب الذي يبحث عن فرصة عمل قرابة عامين القسم المشترك بين شباب الحي، وحدها كافية لوصف حجم المأساة، و لا طالما ظل التذمر شعارا يرفعه الجميع بعد أن يئست كل السبل في إنهاء ذلك. الأمر لا يتوقف عند قرية قهوة الخميس لأن هذا الوضع الذي يحيا و يغفو على وقعه سكانها ليس إلا إسقاطا حقيقيا على باقي مداشر الجهة الغربية من ولاية عين الدفلى، والتي ربما تعود جذور هذه السكنات الفوضوية إلى ما بعد الاستقلال. غادرنا المكان و في مخيلتي مطبوعة صورة البيوت المشيدة من القصدير و الأجر والتي تبدو وكأنها علب معدنية صنعت بطريقة يدوية، فيما يخترق صمت الصورة أصوات الأبواب الخشبية المتباينة الأشكال التي تراقصها النسائم الباردة التي ترقد في أحضان القرية الجبلية الشبه المنسية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)