عين الدفلى

شعبة الحليب بعين الدفلى: "معوقات أجبرت مربين على بيع أبقارهم وأصبحوا بطالين"



شدد مربو أبقار ينشطون في شعبة الحليب بعين الدفلى على ضرورة تذليل الصعوبات المتعلقة بممارسة نشاطهم خصوصا فيما يتعلق بغلاء العلف، مؤكدين أنه بإمكان ولايتهم المشاركة في دفع الاقتصاد الوطني نظرا للإمكانيات الكبيرة التي تملكها في مجال إنتاج الحليب.وتأسف رئيس الجمعية المحلية لمربي الأبقار، بوكيرة عباسي مخفي، قائلا "لا نستطيع حتى تغطية تكاليف العلف والتكفل بالجانب الصحي للقطيع، حيث أجبر عدد كبير من المربين على بيع أبقارهم ليجدوا أنفسهم في البطالة"، مشيرا إلى أن الولاية تحصي حاليا حوالي 50 مربيا مقابل 120 مربي منذ بضع سنوات.
وكشف المتحدث عن أن بعض المنتجات التي تدخل في تغذية الأبقار إرتفعت أسعارها بنسبة 150 بالمائة خلال فترة وجيزة مقابل استقرار سعر الحليب منذ 5 سنوات، مشيرا إلى أن المربي يتلقى 44 دج من الملبنة و12 دج من صندوق دعم مربي الأبقار لجمع الحليب.
"الوضعية جد صعبة إلى درجة أن المربين يلجؤون في بعض المرات لاستئجار حقول العلف لضمان تغذية أبقارهم"، يتحسر السيد بوكيرة عباسي، الذي اكتسب تجربة قرابة 40 سنة في مجال تربية الأبقار وإنتاج الحليب. وبخصوص الدعم المادي لفائدة المربين، إعتبر محدثنا أن هذا الأخير يبقى "حبرا على ورق"، داعيا مسؤولي القطاع للتدخل لمواجهة هذا الوضع الذي تظهر آثاره على أكثر من صعيد.
ورغم أن استخلاف المربين القدامى غير مضمون، إلا أن السيد بوكيرة عباسي أكد إرادة المربون الذين تخلوا عن نشاطهم في العودة في حالة تحسن ظروف العمل في الشعبة. ولفت إلى أنه بالإضافة إلى مناصب الشغل التي من شأن شعبة الحليب خلقها، فإن تربية الأبقار بإمكانها خلق مناصب أخرى كبيع اللحوم ومناصب أخرى متعلقة بجلود الحيوانات.
ودعا في ذات الوقت المربين إلى العمل في إطار منظم (جمعيات) لأن هذا الأمر من شأنه "دحض أطماع" أصحاب المصالح في شعبة الحليب والدخلاء. ومن جهته تطرق بوزكريني مراد، صاحب حظيرة خاصة لتربية الأبقار ببئر ولد خليفة (35 كلم جنوب عاصمة الولاية) لنفس المشاكل التي تحدث عنها السيد بوكيرة عباسي، مؤكدا إلى أن التكاليف التي يدفعها المربون، تحبط من عزيمتهم، مطالبا بتخفيف هذا العبء الذي لم يعد باستطاعتهم تحمله.
"أسعار بعض الخدمات بلغت مستويات لا تطاق حيث إرتفعت بنسبة 1000 بالمائة مثلما هو الشأن بالنسبة للكهرباء مثلا"، حسب المتحدث الذي اعتبر أن المربي لا يستطيع تدبر أموره في مثل هكذا شروط حتى و"إن باع لتر الحليب ب 100 دج".
..الحليب، إستثمار ثقيل
وبالنسبة للمسؤول السابق لمصلحة الإحصاء بمديرية المصالح الفلاحية لعين الدفلى، عمار سعدي، فإن ضعف النتائج المحققة من طرف الولاية في مجال إنتاج وجمع الحليب يتقاطع مع بعض العوامل التي كان من الممكن أن تسمح للمنطقة بالمحافظة على مكانتها في المجال.
فبفضل توفير المياه من خلال بناء السدود، حققت الولاية قفزة في مجال الخضروات (خصوصا البطاطا) وذلك على حساب الأعلاف الجافة والمسقية التي لا تتجاوز المساحة المخصصة لها عبر إقليم الولاية 500 هكتار، وفقا لهذا المهندس الزراعي المتقاعد الذي عمل بمديرية المصالح الفلاحية مدة 35 سنة.
ويفضل الفلاحون الذين يحوزون إمكانيات مالية ثابتة – يضيف المتحدث – التوجه نحوالزراعات السهلة التي تعطي ثمارها في مدة قصيرة كالبطاطا أو البطيخ الأحمر متجنبين بذلك "الخوض" في إنتاج الحليب الذي يتطلب إستثمارا "ثقيلا".
وقال في هذا الصدد أن "إختيار شعبة الحليب يتطلب إستثمارا ثقيلا ولهذا يتوجه فلاحون أغنياء للبساتين التي تؤمن لهم المعالجة والسقي ناهيك عن جني ثمار عملهم في ظرف ستة أشهر فقط".
وأضاف أن الحظائر التي تتطابق مع المعايير التقنية لتربية الأبقار وإنتاج الحليب تعد على الأصابع، مشيرا إلى أنه في معظم الأحيان يكون المربون هم نفسهم المحولين والبائعين لإنتاجهم. وإسترسل قائلا أنه بسبب غلاء أسعار العلف، وجد عدد من المربين أنفسهم أمام وضع صعب مؤكدا على ضرورة إيجاد وسيلة تسمح لهم بالوصول لأماكن العلف.
"حقيقة، عين الدفلى تشتهر بكونها مصنفة في المرتبة الثانية وطنيا في مجال إنتاج البطاطا، إلا أنا لديها إمكانيات كبيرة من شأنها تحسين إنتاج +الذهب الأبيض+ وسيكون بإمكانها أن تصبح +حوضا مرجعيا للألبان"، كما قال.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)