سيدي بلعباس - ACTUALITES

قصر «باستيد» شاهد على عراقة مدينة سيدي بلعباس




تزخر ولاية سيدي بلعباس بمواقع سياحية وتاريخية هامة يمكن ان تجعل منها قطبا سياحيا بامتياز لجلب السياح، بشرط الاهتمام بهذه المعالم وإعادة الاعتبار لها وحمايتها من كل أشكال التهديد.ويعتبر قصر «ليون باستيد» الذي يعود تاريخ تشييده لسنة 1850 بمدينة سيدي بلعباس من بين القصور التي تتميز بالطابع المعماري للعصرين 17 و 18، ويشهد على عراقة تاريخ المدينة التي سكنها المعمرون وشيدوا فيها البنايات وحظيت أيضا بزيارة نابوليون الثالث الذي زار القصر بدعوة من المعمر ليون باستيد وقضى ليلة فيه، وفي طريقه من وسط المدينة الى غاية مقر القصر المتواجد بمحاذاة ثانوية محمد مفتاحي مشيا على الأقدام، انبهر نابليون الثالث بشوارع سيدي بلعباس و البنايات ذات الطابع المعماري والهندسي الجميل والعريق حتى انه نعتها بباريس الصغرى ورفض ان تسمى بعد ذلك بسيدي بلعباس.
ويعد قصر ليون باستيد المعمر الذي عاش وترعرع بمدينة سيدي بلعباس واستثمر في أراضيها الفلاحية قبل ان يصبح رئيسا لبلدية سيدي بلعباس سنة 1892، من أقدم القصور التي شيدها المعمر الفرنسي خلال احتلال فرنسا للجزائر وما زال قائما ويحافظ على مكوناته بالرغم من مرور كل هذه السنين. وقد تحول القصر في فترة سابقة إلى مقر لمديرية الجمارك الحزائرية في سنوات الثمانينات قبل أن تتحول ملكيته لمديرية الثقافة لأجل تهيئته وتحويله إلى متحف مدني كما كان مقررا تحفظ به كل الآثار التاريخية والثقافية التي تزخر بها ولاية سيدي بلعباس.
مشروع لم ير النور
بالرغم من انجاز الدراسة التقنية لمشروع تهيئة قصر باستيد وتخصيص مديرية الثقافة لغلاف مالي لأشغال الترميم، ومن ثم تصنيفه كمعلم تاريخي ثقافي، إلا أن الأشغال لم تنطلق وبقيت عالقة إلى اليوم، ليبقى الموقع مغلقا أمام الزوار تتآكل جدرانه وأرضيته الخشبية شيئا فشيئا، ويتناثر قرميد سطحه دون تدخل الجهات المختصة لإنقاذ المعلم التاريخي وفتح أبوابه أمام المواطنين واستغلاله كمصدر للجذب السياحي بالنظر الى الأهمية التي يحظى بها بالمنطقة.
في هذا الإطار تعمل جمعية آمال لرعاية التراث المعماري لسيدي بلعباس جاهدة لأجل الحفاظ على القصر وترميمه ليصنف الى معلم تاريخي، وبحسب رئيس الجمعية طلحة جلول الذي تحدث للشعب « فان الدراسة التقنية التي أنجزت حول متحف المدينة لم تكن مجدية كون أن القصر لا يحتوي على غرف شاسعة لعرض الآثار، إنما يمكن تحويله إلى قصر لعقد الزواج واستقبال العرسان، حيث تم عرض الفكرة مؤخرا على السلطات الولائية لتحويل ملكية القصر من مديرية الثقافة الى بلدية سيدي بلعباس لتخصيص غلاف مالي للقيام بأشغال الترميم استغلاله للصالح العام حتى لا يتم هدمه كغيره من القصور».
وأكد رئيس الجمعية «أن السلطات المحلية أبدت الموافقة المبدئية في انتظار تجسيد المشروع، خاصة ان مدينة سيدي بلعباس التي تم إنشاؤها في 5 جانفي 1849 تزخر بعدد من القصور التي تعد مكسبا يجب الحفاظ عليها للتعريف بالتاريخ النضالي للولاية ومعالمها التي ما زالت شاهدة على الاحتلال، وأيضا لتثمين المعالم التاريخية وتطوير الجانب السياحي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)