سكيكدة

سكيكدة: أسواق تضامنية خالية من السلع و التجار



يشهد سوق ميزو التضامني الذي فتح خصيصا لشهر رمضان بمدخل حي مرج الديب، مقابل عمارات ملعب 20 أوت 1955 بمدينة سكيكدة، إقبالا محتشما سواء من طرف التجار أو المواطنين لدرجة أن الزائر يلاحظ أنه يتسوق في سوق مهجور و اقتصرت المشاركة فيه على عدد قليل من التجار يعدون على أصابع اليد، يعرضون سلعا و مواد لا تدخل ضمن المواد الأساسية، بينما تظل الخيم شاغرة على طول مساحة السوق التي تناهز الهكتار، بينما تؤكد مديرية التجارة، على أن السلع و المواد الغذائية متوفرة بالقدر الكافي و لا توجد ندرة.لما وصلنا السوق، اعتقدنا في الوهلة الأولى أننا أخطأنا المكان و لولا وجود لافتة بالجدار، لما عرفنا أنه سوق و ذلك بسبب قلة الحركة به لدرجة تكاد تكون منعدمة، حيث وجدنا عددا قليل من المواطنين يتجولون داخل المرفق و الأمر نفسه بالنسبة للتجار الذين يحتلون خيما يعرضون داخلها سلعا و مواد أغلبها مواد تنظيف و ملابس و حلويات، في غياب لافت للمواد الأساسية، لاسيما بالنسبة للسميد، الزيت و اللحوم التي يكثر عليها الطلب في هذا الشهر الفضيل و كانت البطاطا المادة الوحيدة الذي وجدنا عليها تهافتا و طوابير أمام شاحنة صاحبها اعتمد أسعارا منخفضة باحتساب كيس يزن خمسة كلغ ب200 دج، بينما وجدنا بقية الخيم المقدر عددها بأزيد من 80 خيمة، شاغرة.
و خلال تجولنا في السوق، وجدنا أن معظم السلع المعروضة هي عبارة عن مواد تنظيف و حلويات و ملابس و أحذية، فيما غابت السلع و المواد الغذائية الأساسية مثل الخضر و الفواكه و السميد و الزيت، كما صادفنا خلال تواجدنا، دخول شاحنة و تدافع المواطنين أمامها لاعتقادهم أنها تحمل الزيت و السميد، قبل أن يتبين أنها محملة بمواد تنظيف، كما لاحظنا أن التجار يعتمدون نفس الأسعار المطبقة بباقي المحلات و لا يوجد أي تخفيض مقارنة بما تؤكده مديرية التجارة.
و أكد مواطنون خلال حديثنا إليهم، على أنهم تفاجؤوا بخلو السوق من المواد الغذائية الأساسية، بخلاف ما سمعوا من قبل عن توفره على جميع السلع و المواد و بأسعار منخفضة، قبل أن تبين أنه عبارة عن فضاء يفتقر لأدنى مواصفات الأسواق، ما دفعهم لتغيير وجهاتهم نحو المحلات و الأسواق الأخرى رغم غلاء الأسعار.
في حين ذكرت مجموعة من النسوة، أنهن قصدن السوق على أمل اقتناء ما يحتاجونه من مواد غذائية من خضر و فواكه و لحوم بأسعار منخفضة، لكن كانت خيبتهن كبيرة عندما تفاجأن بافتقاره لهذه المواد، بينما اعتبر مواطنون مدينة بحجم سكيكدة، كان لا بد على السلطات الولائية أن تفتح فيها أسواقا و ليس سوقا واحدا يفتقر للأسف إلى المواد المطلوبة و ما تسوقه السلطات المحلية، يضيفون، مجرد شعارات و أوهام.
مدير التجارة أكد خلال زيارة وزير التضامن الأسبوع الفارط، على أن مصالحه و التنسيق مع المتعاملين الاقتصاديين و تجار، قامت بفتح سوقي ميزو و جناح خاص بقاعة عيسات ايدير لعرض مواد و سلع باعتماد أسعار منخفضة في إطار تعليمات الجهات الوصية، نافيا وجود أي ندرة.
أما رئيس نقابة التجار، حسين بوزراع، فقد أرجع إقبال المواطنين على هذا السوق، إلى انعدام الإشهار و الإعلام بوجوده من طرف المسؤولين المعنيين، كما أن عدم استجابة التجارة يعود بالأساس إلى غلاء الأسعار و هو ما يفسر الإقبال المحتشم سواء للتجار أو المتسوقين، بالإضافة إلى غلاء كراء الخيم من طرف الجهة المنظمة، إذ أن كراء خيمة واحدة يتجاوز خمسة ملايين، ما دفع التجار إلى العزوف عن المشاركة في هذا السوق.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)