قرية جلال، خنشلة

تقع قرية جلال في بلدية تحمل الاسم نفسه بولاية خنشلة، الجزائر، وتُعدّ جوهرة تاريخية وثقافية في قلب منطقة الأوراس. بنيت القرية على صخرة في وسط وادٍ عميق، على بعد حوالي 75 كم من خنشلة و22 كم من ششار، وهي قرية أمازيغية يقطنها قبيلة الشاوية "آيت عمران"، وتشهد على تاريخ إنساني يمتد لقرون عديدة.
تراث أثري غني
تشتهر جلال بآثارها الأثرية التي تعكس العصور التاريخية المختلفة التي مرت بالمنطقة. من بين الاكتشافات البارزة رؤوس سهام وحراب حجرية وشظايا فخارية، تُظهر فترات ما قبل التاريخ وغيرها من الحقب. تضم كهفًا صخريًا بقايا بشرية يعود تاريخها إلى ما بين 6000 و10000 سنة، بالإضافة إلى نقوش صخرية تصور حيوانات اختفت من المنطقة مثل الفيلة، الجواميس، ووحيد القرن، إلى جانب أنواع لا تزال موجودة كالخيل والأبقار. تتضمن هذه الآثار، المرتبطة بالعصر الحجري القديم الأعلى، أكوامًا من الرماد وأصداف حلزونية، مما يبرز غنى ثقافيًا فريدًا.
موقع مصنف ومحمي
صُنفت قرية جلال كمنظر طبيعي محمي في 30 يناير 1928، تقديرًا لقيمتها الطبيعية والثقافية. تقع في منطقة جبل ششار على ارتفاع يتراوح بين 1000 و1200 متر، وتتمتع بإطار طبيعي استثنائي بين الهضاب والمنحدرات. لا تزال القرية مأهولة، وتواجه تحدي الحفاظ على أصالتها في ظل التحديث الذي يقوم به سكانها. تُبذل جهود للحفاظ على الموقع، مثل إعادة بناء الجدران وتنظيف الآثار، إلى جانب مشاريع تهيئة سياحية تشمل تحديد مسارات سياحية وإنشاء هياكل استقبال.
نظام بيئي وثقافة حية
تحيط بجلال جبال تأوي حيوانات متنوعة مثل الحرباء، النسور، الصقور، الغزلان، والضباع. تُحافظ قبيلة آيت عمران، المنقسمة إلى فروع وعشائر، على تقاليدها المتوارثة مع التكيف مع التحديات المعاصرة.
تظل قرية جلال، بتاريخها الألفي وبيئتها الخلابة، وجهة لا غنى عنها لعشاق التاريخ، الآثار، والمناظر الطبيعية الرائعة، وتجسد صمود مجتمع متجذر في جذوره.