قرية تيزغرارين: جوهرة أمازيغية في أحضان الأوراس

تقع قرية تيزغرارين (أو تيزقرارين/تزغرارين) في بلدية ششار، ولاية خنشلة، ضمن جبال الأوراس، وتُعد واحدة من الكنوز الطبيعية والثقافية للمنطقة. صُنفت كمنظر طبيعي محمي في 30 يناير 1928، وتتميز بأجرافها العالية، هندستها الأمازيغية المحلية، وبقاياها الرومانية، مما يجعلها وجهة فريدة لعشاق التاريخ والطبيعة.
أصل الاسم
يُشتق اسم تيزغرارين من الكلمة الأمازيغية «أزقرار»، التي تعني «طويل» أو «ممتد»، في إشارة إلى الأجراف الطويلة لجبل ششار التي تحيط بالقرية. تقع القرية على ارتفاع يتراوح بين 1000 و1200 متر، وتطل على مناظر خلابة تمتزج فيها الجبال والوديان.
الموقع والسياق
توجد تيزغرارين في بلدية ششار، على بعد حوالي 50 كم جنوب مدينة خنشلة، وليس في بلدية بوهمامة، المعروفة بمزارع التفاح. يرتبط الموقع بجبل ششار، وهو منطقة غنية بالتكوينات الجيولوجية مثل كهوف جبل حريكات. قربها من قرى مثل تبردقة ومواقع أثرية مثل هنشير التبروري في المحمل يعزز أهميتها ضمن شبكة الأوراس التاريخية.
الهندسة المعمارية والآثار
تتميز تيزغرارين بهندسة أمازيغية أصيلة، حيث تُبنى البيوت من الحجر أو الطين على شكل مدرجات متكيفة مع التضاريس الجبلية. في الأسفل، تظهر بقايا رومانية، ربما جدران أو هياكل زراعية، تعود إلى فترة استيطان الرومان في الأوراس، حين كانت ماسكولا (خنشلة) مركزًا إداريًا. تشبه هذه البقايا تلك الموجودة في قصر بغاي أو حمام الصالحين، لكنها أقل توثيقًا.
منظر طبيعي محمي
صُنف جبل ششار، بما فيه تيزغرارين، كمنظر طبيعي في 30 يناير 1928 بسبب جمال أجرافه وكهوفه. تُعد هذه التكوينات، إلى جانب المناظر البانورامية، جاذبة للسياح والباحثين في الجيولوجيا. قرب الموقع من المحمية الوطنية جبل شليا، بغاباتها الأرزية، يضيف بُعدًا سياحيًا بيئيًا.
الثقافة والحفاظ
تنتمي تيزغرارين إلى الثقافة الشاوية، وتتجلى تقاليدها في الحرف اليدوية (الفخار، المجوهرات) والمأكولات المحلية (البركوكس، الشخشوخة). لكن البقايا الرومانية والهندسة التقليدية مهددة بالتآكل ونقص التنقيب. تقترح مبادرات، مثل تلك من وكالة Atelier 3 Dimensions، إنشاء مناطق حماية ومسارات سياحية لتعزيز الموقع.
لماذا زيارة تيزغرارين؟
بأجرافها المهيبة، بيوتها الأمازيغية المعلقة، وآثارها الرومانية، تقدم تيزغرارين رحلة عبر التاريخ والطبيعة. زيارة في الربيع، بمرافقة مرشد محلي، تتيح استكشاف الكهوف، الآثار، والثقافة الشاوية، مع التجول في مسارات جبل ششار.
الخاتمة
تيزغرارين، في بلدية ششار، هي شاهد على الإرث الأمازيغي والروماني للأوراس. أجرافها، المصنفة عام 1928، وتراثها الثقافي يجعلانها وجهة تستحق الحفاظ والاكتشاف. مع تعزيز جهود التثمين، يمكن أن تصبح تيزغرارين رمزًا للسياحة الأوراسية.