خنشلة - Kahena

الكاهنة ديهيا: أيقونة المقاومة الأمازيغية


الكاهنة ديهيا: أيقونة المقاومة الأمازيغية
مقدمة
ديهيا، المعروفة بلقب "الكاهنة"، هي ملكة أمازيغية من القرن السابع الميلادي، اشتهرت بمقاومتها الشجاعة للغزو الأموي للمغرب العربي. قادت القبائل الأمازيغية في الأوراس (شرق الجزائر حاليًا)، موحدة إياهم ضد الجيوش العربية، لتصبح رمزًا للأمازيغية وشخصية تاريخية بارزة. أُطلق عليها لقب "الكاهنة" (بمعنى "النبية" أو "العرافة") من خصومها العرب لقدرتها المزعومة على التنبؤ، مما جعلها تجسد المقاومة السياسية والهوية الثقافية.
الأصول والسياق
وُلدت ديهيا في بداية القرن السابع في قبيلة جرّاوة الزّناتية بالأوراس، وفقًا لابن خلدون. تشير فرضيات لبعض المؤرخين، مثل إميل فيليكس غوتييه ومحمد الطالبي، إلى أصول مختلطة أمازيغية-بيزنطية، بينما يرى محمد حسين فنطار أن لقب "الكاهنة" قد ينحدر من "كوهنيت" الفينيقية (كاهنة). تختلف تسميتها بين ديهيا، داية، داهية، أو دمية، لكن "ديهيا" مع لقب "الكاهنة" هو الأكثر شيوعًا في المصادر العربية.
في القرن السابع، واجه الغزو الإسلامي بقيادة الأمويين مقاومة من البيزنطيين على السواحل ومن الأمازيغ داخليًا. أسس عقبة بن نافع القيروان (670) كقاعدة لفتح المغرب، لكنه واجه مقاومة كسيلة (680-688)، ثم ديهيا.
المقاومة والانتصار
خلفت ديهيا كسيلة حوالي 690 كقائدة للأمازيغ. في 698، واجهت حسن بن النعمان، والي إفريقية، في معركة الجمال بالأوراس. باستراتيجية عبقرية، أخفت قواتها واستخدمت الجمال كستار، مفاجئة العرب بوابل من السهام. هذا النصر، المعروف بـ"نهر البلاء"، أجبر الأمويين على التراجع إلى كيرينايكا لأربع أو خمس سنوات. أطلقت ديهيا سراح الأسرى، لكنها احتفظت بخالد بن يزيد، ابن أخ حسن.
الحكم والهزيمة
بين 695 و703، حكمت ديهيا دولة أمازيغية مستقلة من الأوراس إلى قدّامس. اعتمدت سياسة الأرض المحروقة لردع الأمويين، لكنها خسرت دعم السكان المستقرين. في 703، عاد حسن بن النعمان بتعزيزات وهزمها في طبرقة، بمساعدة خيانة خالد بن يزيد. قُتلت ديهيا في الأوراس، قرب "بئر الكاهنة"، إما في القتال أو بالانتحار بالسم، حسب المصادر.
الإرث
بعد هزيمتها، استعاد الأمويون القيروان وقرطاج، وضموا 12,000 أمازيغي إلى جيشهم. تظل ديهيا رمزًا للأمازيغية والمقاومة. تُلهم الحركات الأمازيغية والنسوية، حيث أشارت زينب علي-بنعلي إلى "مسارها السياسي الاستثنائي". تجسد ديهيا القوة والصمود، محافظة على مكانتها كأيقونة خالدة في الأوراس وخارجها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)