أكد السفير الأمريكي بالجزائر هنري إشنر أن علاقات التعاون بين بلده والجزائر في ملف مكافحة الإرهاب ''فعال وإيجابي''، وقال إن هذا التعاون سيستمر إلى غاية دحر الإرهاب على المستويين الجهوي والعالمي ''استمرار الإرهاب في عدة دول وتدهور الأحوال الأمنية بالساحل وشمال مالي يدفعنا للمواصلة في تمتين العلاقات مع الجزائر في مكافحة الإرهاب''.
نفى هنري إشنر في ندوة صحفية عقدها، صبيحة أمس، بمقر ولاية تيزي وزو على هامش زيارته للولاية، أن تكون أمريكا ترغب في إنشاء قواعد عسكرية بالجزائر، مشيرا إلى أن طبيعة العلاقات القائمة في المجال الأمني بين البلدين كفيلة بمحاربة الإرهاب بطريقة مشتركة دون إنشاء قواعد عسكرية، كاشفا أن هجمات 11 سبتمبر 2001 التي استهدفت برج مركز التجارة العالمية ساعدت على فتح مجال التعاون بين أمريكا والجزائر في ملف مكافحة الإرهاب ''هذه العلاقات عرفت تطورا كبيرا طيلة عقد من الزمن''، وهناك عدة مشاريع جديدة في مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الأمني.
وفي تعليقه على الوضع الأمني بالجزائر، صرح السفير الأمريكي أن ''الأمور تحسنت إلى الأفضل''، كاشفا أنه في يوم 10 ماي المنصرم والمتزامن مع يوم الاقتراع للانتخابات التشريعية ''شربت قهوة بساحة البريد المركزي بالجزائر''.
وفي رده على سؤال أحد الصحفيين حول تصنيف الخارجية الأمريكية للجزائر من بين البلدان التي تشهد أوضاعا أمنية متردية في العالم وتحذير رعاياها بالسفر إليها، أكد أن ''الخلل يكمن في مشكل التوقيت، لأن تصنيف الدول في خانة الخطورة يتم كل 6 أشهر''، حيث أن الجزائر شهدت مؤخرا أوضاعا أمنية مشجعة.
من جهة مقابلة، أكد السفير الأمريكي هنري إشنر، أن المبادلات التجارية بين أمريكا والجزائر محدودة في المحروقات، وأبدى تأسفه من التأخر في تجاوز هذا الأمر، مرجعا سبب ذلك إلى طبيعة السياسة الاقتصادية الجزائرية التي وصفها ب ''الصعبة والمعقدة'' والتي، حسبه، لا تشجع المستثمرين الأمريكيين على الاستثمار في الجزائر ''لا أنتقد السياسة الاقتصادية الجزائرية لكن أعترف أنها لا تتلاءم مع السياسة الاقتصادية الأمريكية''.
وقال إشنر إن ''الأمريكيين لهم فكرة سيئة عن وضعية الجزائر لاسيما في المجال الأمني''، واعترف بصعوبة السوق الجزائرية مقارنة بالأسواق العالمية الأخرى.
وفي هذا السياق، أكد السفير الأمريكي أن بلده تسعى إلى توسيع العلاقات والمبادلات مع الجزائر إلى مجالات أخرى غير قطاع المحروقات على غرار المجال التكنولوجي وقطاع التربية والتجارة والصناعة.
وفي سياق متصل، ثمّن هنري إشنر الإصلاحات التي تبنتها الحكومة الجزائرية، وبحسبه، كانت ضرورة حتمية لما يتطلبه الشعب ''الحكومة الجزائرية تفاعلت بإيجاب مع المطالب الشعبية ومع التغيرات التي حدثت في البلدان العربية''. ووصف إشنر الانتخابات التشريعية ل10 ماي بالناجحة ''جرت في ظروف جيدة''، وأكد أن ''الإدارة الأمريكية ستساند الحكومة الجزائرية وتؤيد برنامج الإصلاحات''.
وفي تعليق على الثورات العربية، أكد هنري إشنر أن بلده سيقف مع الشعوب التي تريد التغيير ''ما يهمنا هو الأفعال وتجسيد الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ولا يهمنا أسماء الرؤساء الذين يحكمون البلدان''.
هذا، وقد عقد السفير الأمريكي هنري إشنر، صبيحة أمس، اجتماعا منفردا مع والي ولاية تيزي وزو عبد القادر بوازغي ثم مع رئيس المجلس الشعبي الولائي محفوظ بلعباس، حيث تطرق معهما إلى العديد من المواضيع والمجالات على غرار الوضع الأمني بولاية تيزي وزو وكذا الوضع التنموي والاستثماري والاجتماعي.
وبعدها توجه هنري إشنر إلى بلدية فريحة لزيارة مصنع المثلجات ''Génie Glace''، ثم توجه إلى بلدية آث هشام بمنطقة عين الحمام، حيث تفقد ورشات صناعة الزربية وتبادل الحديث مع الحرفيين، كما برمج لقاء مع الجمعيات وممثلي المجتمع المدني، حيث أكد هنري إشنر في ندوته الصحفية أن الإدارة الأمريكية مستعدة للتعاون مع الجمعيات والمنظمات غير الحكومية الجزائرية وتجسيد علاقات وطيدة مع المجتمع المدني.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مجيد خطار
المصدر : www.djazairnews.info