تندوف - Revue de Presse

شباب تندوف أمام معضلة غلاء المهور



أصبح الكثير من شباب تندوف غير قادر على الزواج في وقتنا الحالي بسبب الغلاء المفرط للمهور، والتباهي في تنظيم الأعراس التي يغلب عليها طابع التفاخر، الأمر الذي أفرغها من محتواها الديني والاجتماعي•  ويصل عادة المهر إلى أزيد من 80 ألف دينار تشترط أن تقدم نقدا إضافة إلى ما قيمته 200 ألف دج من الأثاث المتنوع من بطانيات وأفرشة من النوع الرفيع والأرائك والأغطية والروائح ومختلف أدوات الزينة ولباس الزوجة وأهلها• وأمام هذا الغلاء الفاحش والتكاليف الباهظة يبقى معظم الشباب مكتوف الأيدي أمام إكمال نصف دينه وما ينجر عن ذلك من مخاطر لا يحمد عقابها على الشباب والشابات• وأمام هذا الوضع الاجتماعي المتأزم، تتعالى أصوات الأعيان ووجهاء القوم ورؤساء القبائل للحد من مظاهر المغالاة والمباهاة في تكاليف الأعراس التي غالبا ما تنتهي عواقبها أمام المحاكم• وقد سطر بعض الشيوخ القبائل منهاجا خاصا أُلزمت العائلات بتنفيذ بنوده مثل تحديد سقف للمهر لا يتعدى 40 ألف دينار مع القليل من الأثاث غير المكلف إضافة إلى منع الموسيقى المعروفة بالفيتار وتقليص عدد أيام العرس إلى ثلاثة أيام فقط بدلا من السبعة أيام يبدر فيها أكثر مما دفع في المهر وتجعل المقبل على الزواج الفخري غارقا في ديون جمة•  وقد لقي هذا الدستور استحسانا من طرف البعض بينما فضل البعض البقاء على نهج المغالاة وعدم التقليل من شأن البنت على حد قول أحد الآباء، بينما بفضل أغلب شباب المدينة إقامة زفافه بالبادية هروبا من تكاليف المدينة وتفضيلا لزواج غير مكلف• وإلى أن يلتزم الجميع بنواميس الشيوخ يبقى الشباب عرضة لمخاطر كثيرة وسلوكيات تتنافى وعادات وتقاليد السكان وتبقى نسبة العنوسة مرتفة• فمتى نفكر في مصلحة شباب يرغب في الزواج وهو غير قادر ماديا وذلك لن يتأتى ما لم يلتزم الجميع ببنود دستور الشيوخ الذي يمثل حربا ضروس على عادات وتقاليد ما تزال تنخر مجمتعات بني حسان بالدعوة نحو الرجوع إلى مهور البادية التي لا تتجاوز بضعة جِمال فقط وقد تكون دون ذلك•
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)