يُعدّ المهرجان الدولي للخط العربي في تلمسان حدثًا ثقافيًا بارزًا في الجزائر، يهدف إلى الاحتفاء بفن الخط العربي وتسليط الضوء عليه، غالبًا بالتزامن مع فن التذهيب والفنون الإسلامية. على الرغم من أن المعلومات المتوفرة لا تتيح استعراضًا شاملًا لجميع الدورات، إلا أننا نقدم هنا نظرة عامة عن النقاط البارزة وبعض الدورات الأخيرة بناءً على البيانات المتاحة:
السياق العام
تُعتبر تلمسان، المدينة التاريخية والثقافية في الجزائر، مركزًا هامًا لفن الخط العربي، خاصة بفضل المتحف الوطني العمومي للخط الإسلامي، الواقع في مسجد سيدي بلحسن (الذي بُني عام 1296). يلعب هذا المتحف دورًا مركزيًا في تنظيم الفعاليات المرتبطة بالخط العربي، بما في ذلك المهرجانات، المعارض، والمسابقات. يركز المهرجان في تلمسان على الخط المغاربي والأندلسي، مع دمج تأثيرات عصرية ودولية.
أبرز محطات الدورات الأخيرة
2011: مهرجان ضمن إطار "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"
الحدث: خلال فعالية "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011"، أُقيمت ورشة عمل عربية-إسلامية للخط في قصر الثقافة بتلمسان. شارك حوالي 70 خطاطًا من دول عربية وإسلامية مختلفة، قدموا أنماطًا مثل الكوفي، الثلث، الرقعة، الديواني، والديواني الجلي.
الأهمية: سلطت هذه الدورة الضوء على تنوع المدارس الخطية وروجت لتلمسان كمركز ثقافي.
2019: اليوم العالمي للغة العربية
الحدث: أُقيم معرض في المتحف الوطني "أحمد زبانة" بوهران، بالتعاون مع متحف الخط الإسلامي بتلمسان، لإبراز الخط المغاربي. تضمن المعرض عرض عملات تاريخية ونسخ من مخطوطات قرآنية من القرنين 12، 15، و18، توضح تطور هذا الفن.
الأهمية: أظهرت هذه المبادرة دور الخط في الحفاظ على التاريخ والثقافة المغاربية.
2020: الدورة الأولى للمسابقة الوطنية الافتراضية للطباعة
الحدث: نظمها المتحف الوطني العمومي للخط الإسلامي بتلمسان، واستمرت المسابقة الافتراضية حتى 10 ديسمبر تحت شعار "المعالم الأثرية بحروف عربية". قدم المشاركون أعمالًا تجمع بين الخط والعناصر الأثرية، وتم تقييمها بناءً على معايير جمالية وتقنية.
الابتكار: سمح الطابع الافتراضي بإتاحة أوسع، مما يعكس التكيف مع تحديات الفترة (الجائحة).
2021: اللقاء الوطني وتكريم الشيخ علي القاسمي
اللقاء الوطني (24-26 أكتوبر): نُظم لقاء حول الخط المغاربي والأندلسي في مركز الدراسات الأندلسية بتلمسان، شارك فيه خطاطون من عدة ولايات (أدرار، الأغواط، المدية، إلخ). أُقيمت ورشات عمل على مواد متنوعة (الزجاج، الخزف، الخشب).
تكريم الشيخ علي القاسمي: في نوفمبر، كرّم المتحف الخطاط الوهراني البالغ من العمر 88 عامًا، والمعروف بنسخه القرآن الكريم بخط مغاربي. أُقيم معرض لأعماله مع ورشات تكوينية.
الصالون الافتراضي للفنون الإسلامية: نظمت الدورة الثانية للصالون الوطني للفنون الإسلامية من قبل مركز الفنون والمعارض (CAREX) بتلمسان، وشارك فيه 26 فنانًا من 14 ولاية، بالتعاون مع جمعية الرقيم بالمدية، بإشراف الخطاط كارا برنو.
2025: مهرجان الخط المغاربي بورقلة (بمشاركة تلمسان)
الحدث: على الرغم من إقامة هذا الحدث في ورقلة، لعب متحف الخط الإسلامي بتلمسان دورًا رئيسيًا بعرض أعمال عبر تقنيات حديثة (الواقع الافتراضي والهولوغرام). كان استعراض حياة الخطاط الشيخ محمد صفاتي الجزائري، صاحب أول نسخة قرآنية بخط مغاربي عام 1905، من النقاط المميزة.
الأهمية: أبرزت هذه الدورة الابتكار التكنولوجي في عرض الأعمال وأكدت على أهمية الخط المغاربي كجزء من التراث الجزائري.
العناصر المتكررة في المهرجانات
المعارض: تسلط كل دورة الضوء على الأعمال الخطية، غالبًا مع التذهيب والمنمنمات، مما يعكس تنوع الأنماط المغاربية والدولية.
ورشات العمل والتكوين: تشمل المهرجانات جلسات تطبيقية لتعليم الشباب ونقل المهارات.
المسابقات: تُكافئ المسابقات أفضل الأعمال، كما في مسابقة 2020 الافتراضية أو جوائز الخطاطين في 2011.
التكريمات: غالبًا ما تُكرّم المهرجانات شخصيات بارزة مثل مصطفى بلقحلة (2024) أو الشيخ علي القاسمي (2021).
التكنولوجيا والحداثة: تدمج الدورات الأخيرة أدوات رقمية (معارض افتراضية، واقع افتراضي)، مما يظهر رغبة في مواكبة العصر مع الحفاظ على هذا الفن التقليدي.
حدود المعلومات
المعلومات المتوفرة لا تغطي جميع دورات المهرجان بشكل متواصل، وقد تكون هناك دورات أخرى لم تُوثّق في المصادر المتاحة. كما أن بعض الفعاليات المرتبطة بالخط في تلمسان، مثل المعارض أو المسابقات، قد لا تكون مرتبطة مباشرة بـ"مهرجان دولي" ولكنها تساهم في المشهد الخطي المحلي.
الخاتمة
يندرج مهرجان تلمسان للخط العربي ضمن مساعي الحفاظ على فن الخط وتعزيزه، مع التركيز على الخط المغاربي والأندلسي. تُظهر الدورات الأخيرة تطورًا نحو دمج التكنولوجيا الحديثة وفتح آفاق دولية، مع تكريم الشخصيات التاريخية لهذا الفن في الجزائر. للحصول على استعراض أكثر تفصيلًا، يُنصح بإجراء بحوث إضافية في الأرشيف الثقافي المحلي أو لدى متحف الخط الإسلامي بتلمسان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : tlemcen2011