تلمسان - Grottes de Béni Add	(Commune d'Ain Fezza , wilaya de Tlemcen)

مغارة بني عاد: تحفة طبيعية في بلدية عين فزة، ولاية تلمسان


مغارة بني عاد: تحفة طبيعية في بلدية عين فزة، ولاية تلمسان

مقدمة

تقع مغارة بني عاد في أعالي جبال عين فزة ببلدية عين فزة، ولاية تلمسان، غرب الجزائر، على بعد حوالي 500 كيلومتر من العاصمة الجزائرية. تُعد هذه المغارة الطبيعية الكارستية واحدة من أبرز المعالم السياحية في شمال إفريقيا، حيث صُنفت ثاني أكبر وأغرب مغارة في العالم، والأولى والأجمل في المنطقة. تمتد المغارة على طول يتجاوز 750 مترًا، بعرض يزيد عن 20 مترًا، وبعمق 57 مترًا، وتتميز بتشكيلاتها الصخرية الكلسية الساحرة التي تشكلت عبر آلاف السنين. اكتشفها الأمازيغ في القرن الثاني قبل الميلاد، واستخدموها كحصن ضد الغزوات، مما يجعلها رمزًا للتراث التاريخي والجيولوجي الجزائري.

الموقع والوصول

ترتفع مغارة بني عاد في المناطق الجبلية الخلابة لبلدية عين فزة، على بعد 10 كيلومترات من مركز البلدية، وتقع ضمن المتنزه الوطني لتلمسان. من مدينة تلمسان، يبلغ المسافة حوالي 12 إلى 17 كيلومترًا، ويمكن الوصول إليها عبر طريق جبلي متعرج يتطلب الحذر بسبب منحدراته الشديدة. يُفضل استخدام سيارة خاصة أو سيارة أجرة، وتتوفر إضاءة داخلية جيدة تجعل الزيارة آمنة وممتعة. الدخول مجاني، وتبلغ درجة الحرارة الداخلية الثابتة 13 درجة مئوية طوال العام، مما يجعلها ملاذًا مثاليًا من حرارة الصيف. يُقدر طول الشبكة الكاملة بـ150 كيلومترًا، تمتد حتى الأراضي المغربية مرورًا بغار بومعزة في سبدو وصولًا إلى مغارة الحوريات قرب وجدة.

التاريخ واكتشاف المغارة

يعود اكتشاف مغارة بني عاد إلى القرن الثاني قبل الميلاد، حيث سكنها الأمازيغ واستخدموها كملجأ استراتيجي. سميت بـ"بني عاد" مستوحاة من قوم عاد الرحّل في الأساطير، الذين يُقال إنهم سكنوا المغارة وعادوا إليها مرارًا. جذبت المغارة اهتمام المؤرخين والشعراء عبر العصور، مثل ابن خلدون وابن أبي زرع، وابن خفاجة وابن الخميس، الذين وصفوها بأنها مصدر إلهام أدبي وفني. خلال حرب التحرير الجزائرية، خدم موقعها الدفاعي المجاهدين. أُعيد تهيئتها وفتحها للسياحة في عام 2006 بعد أعمال ترميم، وأضيفت لمسات حديثة مثل شلال اصطناعي وجسر إيفل لتعزيز جاذبيتها.

الوصف والخصائص الجيولوجية

تُشبه مغارة بني عاد متحفًا طبيعيًا حيًا، حيث تتدلى الصواعد (الستالاكتيت) من السقف وترتفع النوازل (الستالاجميت) من الأرض، مكونةً منحوتات خيالية تشبه التماثيل البشرية والحيوانات والمناظر الطبيعية. تشكلت هذه التكوينات الكلسية ببطء، بمعدل سنتيمتر واحد كل 100 سنة، مما يعكس عملية جيولوجية عمرها آلاف السنين. يلاحظ الزائرون وجود حمام بري يتخذ المغارة مسكنًا، بالإضافة إلى رطوبة عالية وهدوء مهيب يعزز الإحساس بالسحر. الزيارة تستغرق حوالي 45 دقيقة عبر ممرات مجهزة، وتُعد المغارة معملًا علميًا لدراسة التكوينات الكارستية والنظم الهيدرولوجية الفريدة.

المعالم القريبة

تحيط بمغارة بني عاد معالم طبيعية وتاريخية رائعة. أبرزها شلالات العريت، التي تكون في أجمل حالاتها بعد الأمطار، وغابات تيزي وزو الغنية بأشجار الزيتون والتفاح. كما يمكن زيارة مدينة تلمسان التاريخية مع مسجد سيدي بومدين ومواقعها الأثرية، أو هضبة لالة ستي لإطلالات بانورامية. هذه المناطق تشكل رحلة سياحية متكاملة تجمع بين الطبيعة والتراث.

الأهمية السياحية والنصائح

تجذب مغارة بني عاد آلاف الزوار يوميًا، خاصة في الصيف لبرودتها المنعشة، وتُساهم في تعزيز السياحة المستدامة في غرب الجزائر من خلال مبادرات مثل إعادة التشجير حول الموقع. يُنصح بارتداء ملابس دافئة وأحذية غير زلقة، واستخدام خدمات المرشدين المحليين الذين يروون قصصًا تاريخية مشوقة. مع ذلك، يحتاج الموقع إلى مزيد من الجهود للحفاظ على التشكيلات الطبيعية من التآكل. زوروا مغارة بني عاد لتجربة فريدة تجمع بين الدهشة الطبيعية والغوص في تاريخ الأرض، فهي ليست مجرد كهف، بل بوابة إلى عالم سحري مخفي.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)