مسجد ابي ذر الغفاري بحي أوجليدة تلمسان

أبو ذرّ الغِفاري (أبو ذر الغفاري) هو أحد أعلام الإسلام الأوائل، ومن أبرز الشخصيات الأخلاقية والروحية في التاريخ الإسلامي، ولذلك سُمِّيت باسمه مساجد كثيرة في الجزائر وفي غيرها من بلاد المسلمين.

اسمه الحقيقي جُندب بن جُنادة الغِفاري، وينتمي إلى قبيلة غِفار. كان ميّالًا إلى التوحيد قبل الإسلام، وسمع بظهور النبي محمد ﷺ، فسافر إلى مكة باحثًا عن الحقيقة، فكان من أوائل من أسلموا، ويُعدّه المؤرخون من السابقين الأولين إلى الإسلام.

اشتهر أبو ذرّ بجرأته وصدقه، إذ جاهر بإسلامه في مكة رغم ما كان يلقاه المسلمون آنذاك من أذى واضطهاد، فتعرض للضرب، لكن النبي ﷺ أقرّ إخلاصه وصدق نيّته.

وتكمن شهرة أبي ذرّ الغفاري أساسًا في زهده الشديد، وحرصه على العدل الاجتماعي، ودفاعه القوي عن الفقراء والمستضعفين. كان شديد الإنكار على كنز الأموال والتفاخر بالثراء، مستشهدًا بآيات القرآن التي تُحرّم الاكتناز وتدعو إلى الإنفاق في سبيل الله. وخلال خلافة عثمان بن عفّان رضي الله عنه، انتقد مظاهر الترف والغنى التي ظهرت لدى بعض الولاة، فاعتُبر موقفه حادًّا، وانتهى به الأمر إلى العيش بعيدًا عن المدينة، حيث توفي في الرَّبَذَة نحو سنة 32 هـ.

ويمثل أبو ذرّ في الوعي الإسلامي نموذجًا فريدًا لـ:

قول الحق دون خوف،

الالتزام الصارم بالقيم الأخلاقية للإسلام،

رفض الظلم والتفاوت الاجتماعي،

الانحياز إلى الفقراء والبسطاء.

ومن هنا، فإن تسمية المساجد بـ مسجد أبي ذرّ الغفاري تحمل دلالة رمزية قوية، وتعبّر عن الاقتداء بقيم العدل، والزهد، والصدق، ونصرة المظلوم، وهي قيم متجذّرة في الوجدان الديني والاجتماعي في الجزائر.