شمس الدين ابن مرزوق الجد (710هـ/1310م - 781هـ/1379م)،

واسمه الكامل أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي التلمساني، هو عالم وفقيه مالكي بارز، خطيب، وسياسي من تلمسان (الجزائر). اشتهر بلقب "الخطيب" و"الجد" و"الرئيس"، وكان من أبرز الشخصيات العلمية والسياسية في القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي. ينحدر من أسرة علمية عريقة تنتسب إلى قبيلة عجيسة، واستقر أسلافه في تلمسان مع الشيخ الصوفي أبي مدين شعيب.

حياته وتعليمه:

ولد في تلمسان عام 710هـ/1310م، ونشأ في بيئة علمية غنية.
سافر مع والده أحمد بن مرزوق إلى المشرق سنة 718هـ/1318م لأداء الحج، واستغل الرحلة للدراسة في الحجاز، مصر، والشام، حيث أخذ العلم من حوالي ألفي شيخ، منهم أبو اليمن بن عساكر وناصر الدين بن المنير.
عاد إلى تلمسان سنة 733هـ/1333م، وتولى خطابة مسجد العباد بعد وفاة عمه، بتعيين من السلطان المريني أبي الحسن علي بن عثمان.
مسيرته السياسية والعلمية:

خدم السلطان أبو الحسن المريني كمستشار وسفير، وسافر إلى قشتالة بالأندلس للتفاوض على معاهدة سلام. كما تولى مناصب عليا في فاس، تلمسان، وغرناطة.
بعد نكبة أبي الحسن، انتقل إلى الأندلس ثم إلى تونس سنة 764هـ/1362م، حيث تولى الخطابة في جامع الموحدين. لاحقًا، توجه إلى مصر سنة 770هـ/1368م، واستقر في القاهرة حيث أكرمه السلطان الأشرف شعبان بن حسين، وتولى قضاء المالكية والتدريس في مدارس مرموقة مثل الشيخونية والضرغشية.
عاش حياة حافلة بالأحداث، واجه خلالها السجن مرات عدة بسبب التقلبات السياسية، لكنه حظي بتقدير السلاطين والعلماء.
مؤلفاته:
ترك ابن مرزوق العديد من المؤلفات في الفقه، الحديث، وغيرها، منها:

المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن.
تيسير المرام في شرح عمدة الأحكام (خمس مجلدات).
شرح الأحكام الصغرى لعبد الحق الإشبيلي.
إزالة الحاجب عن فروع ابن الحاجب.
إيضاح المراشد فيما تشتمل عليه الخلافة من الحكم والفوائد.
شرح صحيح البخاري (لم يكتمل).
تلاميذه:
من أبرز تلاميذه: لسان الدين ابن الخطيب، ابن قنفذ، وأبو إسحاق الشاطبي.

وفاته:
توفي في القاهرة عام 781هـ/1379م (بعض المصادر تشير إلى 780هـ)، ودفن بمقبرة القرافة الصغرى. كان له تأثير كبير في الفقه المالكي والخطابة، واعتبره ابن الخطيب "فخر المغرب وبركة الدول".

المصادر:

ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة.
ابن خلدون، التعريف.
المقري، نفح الطيب.
ابن حجر، الضوء اللامع.