تلمسان - Ahmed Ben Mohammed Ben Zekri (Sidi Zekri)


علامتها و مفتيها العالم الحافظ المتفنن الإمام الأصولي الفروعي المفسر الأبرع المؤلف الناظم الناثر.
أخذ من الإمام ابن مرزوق، و المفتي الحجة القاسم العقباني و العلامة الصالح أحمد بن زاغو، و العالم الأعرف المفني محمد بن العباس ، وغيرهم.
و يذكر أنه كان في أول أمره حائكا فدفع له شيخه ابن زاغو غزلا ينسجه له ثم إنه حضر عندابن زاغوا يطلب منه غزلا يكمل بع فوجده يدرس و يقرر قول ابن الحاجب و خرج في جميع قولان. فأشكل معناه على الطلبة و عسر عليهم فهمه فقال له ابن زكري أنا فهمته ثم قرره أحسن ما ينبغي فقال له الشيخ: مثلك يشتغل بالعلم لا بالحياكه، و كانت أم بن زكري أيما. فذهب إليها الشيخ ابن زاغوا و حثها أن تحرص ولدها على طلب العلم، فاشتغل حينئذ بالعلم فكان ما كان.
و له تأليف كتأليف في "مسائل القضاء و الفتيا" و "بغية الطالب في شرح عقيدة ابن الحاجب" و "المنظومة الكبرى في العلم الكلام" تنيف على ألف و خمس مئة بيت، و غيرها و له فتاوى كثيرة منقولة في "المعيار" و غيره، توفي في صفر سنة 899 قاله الونشريسي في "وفياته"
و قال تلميذه أحمد بن أطاع الله توفي سنة 900، و أخذ عنه الخلق من أجلهم الإمام أحمد زروق و الخطيب العلامة محمد ابن مرزوق حفيد الحفيد، و الشيخ العالم أبو عبد الله الإمام محمد ابن العباس و غيرهم و وقع له منازعة و مشاحنة مع الإمام السنوسي في مسائل، كل منها يرد على الآخر لولا الخوف الإطالة لذكرنا بعضها اهـ.
و في "البستان" مات أبوه و تركه صبيا في حضانة أمه ثم إن أمه أتت به تعلمه الصنعة و أدخلته في طراز عند معلم ليتعلم الحياكة و بقي عنده حتى تعلم النسيج ثم إن الولي الصالح سيدي أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن زاغو أتى بغزل يسنجه عند المعلم، فسمع سيدي احمد بن زكري يغني فأعجبه حسن صوته، فقال: ما أحسن هذا الصوت لو كان صاحبه يقرأ، ثم إنه سأل عن المعلم فلم يجذه فأعطى الغزل للمتعلم (ابن زكري)، و أوصاه فقال له: قل لمعلمك يقول لك ابن زاغو: اسنج لي هذا الغزل فلما أتى المعلم أخبره بالقصة، وسفح المعلم الغزل، و صار ينسجه فخصت الطعمة، وبعث متعلمه سيدي أحمد بن زكري يأتيه بالطعمة فوجود الشيخ في المسجد يقرئ الطلبة ابن الحاجب الفرعي في مسألة ثوب الحرير و النجس، وهو قول ابن الحاجب:فإن اجتمعا فالمشهور ابن القاسم بالحرير، و اصبغ بالنجس فخرج في الجميع قولين فقرر الشيخ مسألة التخريج للطلبة فلم يفهموها و فهمها سيدي احمد بن زكري قال له ابن زكري: يا سيدي فهمت تلك المسـألة فقال له الشيخ: قررها لأعلم كيف فهمتها فقررها له فقال له: مات، و أمك؟ فقال له حية و ما أجرتك في الطراز؟ فقال له: حية و ما أجرتك في الطراز؟ نصف دينار في الشهر، فقال له: أعطيك نصف دينار في كل شهر، و ارجع يا ولدي تقرأ و سيكون لك شأن و قال له: أين أمك نذهب إليها؟ قال له نعم، فذهب معه إلى العجوز في دارها، و قال لها و لدك هذا ما أجرته في طراز؟ قالت له: نصف دينار في كل شهر، قال لها: أنا أعطيك مسبقا في كل شهر نصف دينار و نرده يقرأ، فقالت له: أو تنصفني فيه؟ قال لها: نعم و أخرج النصف من جيبه و دفعه لها و شرع يقرأ ثم بعد مدة مات شيخه سيدي أحمد بن زاغو فانتقل سيدي ابن زكري إلى سيدي محمد بن أبي العباس في العباد يمشي من تلمسان كل يوم صباحا، و يروح مساء ثم إنه في يوم من الأيام نزلت ثلجة كبيرة فذهب ابن زكري على عادته يقرأ دويلته على سيدي محمد ابن أي العباس ثم إنه رضي الله عنه استصعب الذهاب إلى تلمسان و الرجوع من الغد في الثلج و لم يقدر أن يبطل دويلته، فلم اخرج الشيخ لداره خرج خلفه حتى دخل الشيخ فدخل خلفه و الشيخ لم يشعر به ثم إن فرس الشيخ مربوط في الاسطوان، و التبن أمامه فرقد في التبن في المذوذ و إذا بالخادم جاء بالتبن للفرس فوجدته نائما و رجعت للشيخ و قالت له: هذا الرجل راقد في التبن الفرس، فخرج الشيخ فوجده نائما و أيقظه فعرفه و قال له يا ولدي ما حملك على هذا؟ قال له: يا سيدي البرد، فقال له وهلا أعلمتني ثم أن الشيخ بعث إلى السلطان رحمة الله، و طلب منه أن يكتب لسيدي أحمد بيتا في المدرسة، فكتب له البيت برتبته و فرشه و سمنه و زيته و لحمه، و جميع ما يمونه و هذا كل من بركة العلم و الحرص في طلبه، لخبر "تكفل الله برزق الطالب العلم، يأتيه من غير تعب، و لا مشقة، و غيره لا يناله إلا بالتعب و العناء و المشقة" و هذا كله من دعاء الشيوخ له و رضاهم عن خدمته. و يحكى أنه ذهب مع الطلبة لجبل بني ورنيد لشراء الفحم للشيخ سيدي محمد بن أبي العباس فحملوه على الدواب، فنزل عليهم المطر و ابتل الفحم في الطريق فلم تقد الدواب على حمله، فجعل ابن زكري الفحم في حائكه و حمله على ظهره و زاد عليهم المطر و صار حائكه اسود كله بالفحم كلما أقبل على الشيخ سيدي محمد ابن العباس في تلك الحالة صاح الشيخ صيحة عظيمة و ضمه إلى صدره، و دعا له بالفتح.
و كان رضي الله عنه مشتغلا بالعلم و التدريس يكرر المسالة الواحدة ثلاثة و أربعة حتى يفهمها الخاص و العام و انتفع به المسلمون كلهم و جميع من يحضر مجلسه إلا طالب واحد لم يحصل له شيء لأنه كان يقول ابن زكري كل يوم يعاود المسألة ولم يكن منه شيء و من مؤلفاته "شرح الورقات" لإمام الحرمين أبي المعالي في أصول الفقه و ممن أخذ عنه سيدي أحمد بن الحاج المنوي أصلا الورنيدي دار اهـ بإختصار.
أقول: و قد شاع أن صاحبنا الفقيه النحوي الشيخ ابن زكري محمد السعيد الزواوي المدرس في المدرسة الثعالبية، ينتسب إلى المترجم لأنه من قريت آيت زكري و عنى آيت في لسانهم ابن مصدقون في أنسابهم.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)