الموقع:
تقع زاوية الشيخ أحمد سحنون في بلدية لشانة (Lichana)، وهي إحدى البلديات التابعة لدائرة طولقة في ولاية بسكرة، جنوب شرق الجزائر. تبعد لشانة حوالي 35 كيلومترًا جنوب غرب مدينة بسكرة، عاصمة الولاية، وتُعد جزءًا من منطقة الزيبان الشهيرة بواحاتها ونخيلها. تتميز المنطقة بموقعها في سهل صحراوي خصب، محاط بواحات النخيل التي تُشكل جزءًا من التراث الطبيعي والثقافي للمنطقة.
الشيخ أحمد سحنون:
الشيخ أحمد سحنون (1907-2003) هو عالم دين، شاعر، وأديب جزائري بارز، ولد في قرية لشانة بولاية بسكرة. يُعتبر من أعلام النهضة الإسلامية في الجزائر، وقد لعب دورًا هامًا في نشر العلم والثقافة الإسلامية، بالإضافة إلى مساهمته في الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي. نشأ في بيئة دينية متواضعة، حيث تولى والده، وهو معلم للقرآن، تربيته بعد وفاة والدته وهو رضيع. حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة، وتتلمذ على يد علماء بارزين في المنطقة مثل الشيخ محمد خير الدين والشيخ محمد الدراجي.
الزاوية:
التأسيس والدور: زاوية الشيخ أحمد سحنون في لشانة تُعد مركزًا دينيًا وتعليميًا تقليديًا، ارتبطت بحياة الشيخ ونشاطه العلمي والدعوي. الزوايا في الجزائر تاريخيًا كانت بمثابة مدارس لتعليم القرآن والعلوم الشرعية، وملتقى للعبادة والتوجيه الروحي. على الرغم من أن المعلومات الدقيقة عن تأسيس الزاوية غير موثقة بشكل واسع، إلا أنها تُرتبط بمسقط رأس الشيخ ونشأته الأولى، حيث بدأ تعليمه الديني.
النشاط: كانت الزاوية مكانًا لتعليم القرآن الكريم والفقه المالكي، بالإضافة إلى علوم اللغة العربية مثل النحو والصرف والبلاغة. كما شكلت فضاءً لنشر الوعي الديني والوطني بين أبناء المنطقة، خاصة خلال فترة الاحتلال الفرنسي.
الارتباط بالشيخ: الشيخ أحمد سحنون نفسه لم يقتصر نشاطه على لشانة، فقد انتقل لاحقًا إلى مناطق أخرى، بما في ذلك الجزائر العاصمة، حيث عمل إمامًا وخطيبًا في الجامع الكبير بعد الاستقلال. ومع ذلك، ظلت الزاوية في لشانة رمزًا لجذوره وبداياته.
الأهمية التاريخية والثقافية:
دورها التربوي: مثل معظم الزوايا في الجزائر، كانت زاوية لشانة مركزًا لتعليم الأطفال والشباب، حيث حفظ الشيخ أحمد سحنون القرآن فيها، مما يعكس دورها كمنبع للعلم في المنطقة.
المقاومة الثقافية: خلال الاحتلال الفرنسي، لعبت الزوايا، بما فيها زاوية لشانة، دورًا في الحفاظ على الهوية الإسلامية واللغة العربية في وجه محاولات التعريب الفرنسي. الشيخ سحنون نفسه انخرط في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وساهم في تعبئة الشعب ضد الاستعمار.
الإرث: بعد وفاة الشيخ عام 2003، بقيت الزاوية شاهدة على مسيرته، وربما تطورت لاحقًا لتشمل نشاطات تكريمًا لذكراه، مثل دار القرآن التي تحمل اسمه في بئر مراد رايس بالعاصمة، والتي تُعد امتدادًا لإرثه التعليمي.
الوضع الحالي:
المعلومات المحدثة عن الزاوية في لشانة محدودة، لكنها تظل جزءًا من الذاكرة الجماعية لأهل المنطقة. قد تكون الزاوية اليوم مجرد معلم تاريخي أو لا تزال تحتفظ بوظيفتها التعليمية بدرجة أقل، نظرًا لتحول التعليم التقليدي إلى المدارس الحديثة. ومع ذلك، فإن اسم الشيخ أحمد سحنون يظل مرتبطًا بها كرمز للعلم والمقاومة.
ملاحظات:
الشيخ أحمد سحنون ترك إرثًا أدبيًا ودينيًا غنيًا، منه ديوان "حصاد السجن" الذي كتبه أثناء اعتقاله من قبل السلطات الفرنسية عام 1956، وكتاب "دراسات وتوجيهات إسلامية".
للحصول على تفاصيل دقيقة عن الزاوية (مثل حالتها الحالية أو نشاطاتها)، قد يتطلب الأمر زيارة ميدانية أو الرجوع إلى سجلات بلدية لشانة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
صاحب المقال : Hichem BEKHTI