بسكرة - PATRIMOINE


المقدس
- المقدس :
يصعب حصر مفهوم المقدس من وجهة نظر وحيدة أو داخل حقل معرفي معين من حقول المعرفة الإنسانية، لأن هذا المفهوم يتجاوز ما هو محسوس إلى ما هو مجرد، أو يجمع بينهما. وبهذا، حاز هذا المفهوم حضورا عميقا وعريقا في متوالية التعاريف والمقاربات والتأويلات التي طالها الفكر الإنساني بصدده .
فالمقدس في لسان العرب من قدس، تقديس، أي تنزيه الله عز وجل، وفي التهذيب : القدس تنزيه الله تعالى، وهو المتقدس القدوس المقدس. ويقال : القدوس فعول من القدس، وهو الطهارة. والتقديس : التطهير والتبريك، وتقدس أي تطهر.
أما في موسوعة لالاند الفلسفية، يعتبر مقدس كل ما يتعين عليه أن يكون موضوع احترام ديني من قبل جماعة من المؤمنين , فالكائنات أو الأشياء المقدسة هي تلك التي تدافع عن المحرمات وتحميها، بينما تكون الكائنات أو الأشياء المدنسة هي الخاضعة لتلك المحرمات والتي لا يجوز لها الاتصال بالأولى إلا بموجب عبادات وشعائر محددة.
وفي القاموس الانتروبولوجي، المقدس هو صلة يطلقها المجتمع على أشياء وأماكن وأعمال يعتبرها واجبة الاحترام، فيقيم لها طقوسا دينية لاعتقاده باتصالها بعبادة الإله، أو الآلهة، أو المعبودات والقوى فوق الطبيعية، أو لأنها ترمز إلى القيم الأساسية للمجتمع، ولهذا فهي مصونة من العبث أو التخريب.
معنى التقديس في الاسلام هو التعظيم، وغاية التعظيم الا يكون الا لله سبحانه وتعالى، فهوالمستحق وحده عظمة التقديس بالطريقة التي شرعها الله لتعظيمه, وكل تعظيم خرج عن ذلك هو محرم ومبتدع، ومن ثم فهو من اختراع الانسان. و يمكن التفريق بين القداستين و يمكن القول أن:
أ‌) القداسة المطلقة: هي التي تعني القداسة في ذاتها، وهي قداسة مختصة بالخالق عز وجل، لكونه هو المطلق أي لا يوجد بحال نسبة بينه وبين غيره من المخلوقات التي ينظر لها من منطلق مقاييس نسبية، وكون هذه القداسة مطلقة من حيث إنها منافية لنسبية غيرها، الذي هو خاضع للتغير والصيرورة وهو النوع الآخر من القدسية, اي قداسة لذاتها .
ب‌) القداسة النسبية: فهي التي تعني القداسة في غيرها، أي نسبة إلى القداسة المطلقة، وتعني نسبيتها أيضا لكونها مخلوقة حادثة. أي باختصار قداسة لغيرها.





 ابرز المقدسات في الاسلام : حازت هذه المقدسات في الإسلام مكانة من خلال :

 القرآن الكريم «كتاب الله» أو «كلام الله،»:
وهو أمر الله صيغ في كلمات له سبحانه وتعالى، وهو أمر يختلف عن معنى التجسد، أي ظهور أمره سبحانه وتعالى في تعبير لفظي أو دلالات على كلامه سبحانه , هذه الدلالات بأنها روح والقرآن كونه روحا هو القادر على الحفاظ على النظام الكوني.
 إن الزمان والمكان المقدسين في الإسلام وارتباطهما بمعاني الحظر والمنع، والاحترام الناتج عن تعظيم الأوامر الإلهية ارتبطا بشعائر تعبدية تهدف في المقام الأول أن تعرج الروح إلى مصدرها السماوي، حتى يتم لها الصفاء والنقاء، حيث إن دور الشعائر التعبدية هي تزكية النفس، بدءا من الشعائر التمهيدية التطهيرية إلى الخشوع، فالمقدس يبقى لصيقا بالروح كونه مادته أو وسيلته من خلال الزمان والمكان.
 الروح جوهر المقدس : منذ القدم عرفت المعتقدات الدينية وأغلب الفلاسفة أن هناك شيئاً ما في الكائن مستقل عن البدن، وأن هذا البدن لا يوجد إلا بوجود هذ الشيء، وأنه ليس من العالم الطبيعي، بل من عالم علوي قدسي، هذا الشيء هو الروح. إن هذا التصور الإنساني لم يأتِ إلا عبرالوحي والتجربة الإنسانية معاً.
 الرسل والأنبياء عليهم السلام : حيث اصطفاهم الله عز وجل على غيرهم لوصولهم إلى أعلى مرتبة للروح أي لأنهم استطاعوا أن يحفظوا الروح في صفائها السماوي ويتصلوا بقوتها المقدسة، وكان خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم هو الأعلى في هذه المرتبة الروحية، تلك المرتبة التي منحتهم الاتصال بالوحي، والتبليغ عن الله عز وجل .










 اشكال حضور المقدس في الثقافة الشعبية :
1. قداسة المكان :
تختلف قيمة الأماكن والمجالات باختلاف المجتمعات والثقافات ، فالمكان باعتباره مفهوما مجردا هو أيضا عبارة عن بنية تتحرك في التمثلات تتداخل فيها المستويات المادية والرمزية والطقوسية أي الثقافية عموما، حيث أماكن مقدسة أكثر من أخرى،ومن هنا نحتاج إلى تفكيك سوسيوأنتروبولوجي حتى نستوعب المعاني المادية والرمزية للأماكن، لكن قبل ذلك لابد أن نشير إالى أن المقدس الديني مختلف باختلاف المجتمعات، ومن هنا لابد أن نقوم بتمييز بين الدين الشعبي والدين المعياري وبين الدين والتدين ،بين أيضا النص الأصلي والتأويل بين المدارسة والممارسة، حتى نفهم جيدا المقدس. فإذا عدنا إلى ذلك التمييز السالف نجد المقدس في كليهما مختلف وربما متعلرض ومتضاد، ولدالك حينما نكون نناقش الموضوع هذا بباراديغم سوسيولوجي أو أنتروبولوجي فلابد أن نتسلح بأليات احلذر الإبستيمولوجي والمنهجي لكي لانسقط في الفنتازية أو الدوغمائية المنهجية، ونحن لانروم الى العلمنة السياسية بل إلى العلمنة العلمية بالفصل والفصم بين الحقول المعرفية منهجيا.
إن قدسية المكان والزمان حاضرة في مخنلف المجتمغات ،فهي تحضر شأنها شأن البدن/الروح، المادة /الفكر، السيف:/القلم، السلطان/القرأن، فمختلف المقدسات نجدها مرتبطة بثنائيات ذكر/أنثى، خيرمشر،أعلى/أسفل، بارد/حار، صلب/ركب، كل/جزء، طبير/صغير، عبد/سيد،غني/فقير،يسار/يمين،ليل/نها،رننور/ظلام،حقيقة/كذب،حق/باطل،ظاهر/باطن، خارج/داخل،ذاتي/موضوعي…. إن ما نريد أن نقوله هو أن هناك تقسيم سوسيومكاني ينتج ويعيد إنتاج أجزاء من المكان المتفاضلة، فحينما نتأمل الأية الأية الكريمة "اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى".
2. الزمن المقدس :
إن قدسية الزمان لاتقل أهمية عن قدسية المكان، فهناك فترات زمنية أفضل من أخرى في المخيال الإجتماعي، فشهر رمضان زمن مقدس تحرم وتمنع فيه مجموعة من السلوكات التي يحضر فيها الدين والأعراف والعادات، أو قد يغيب الدين مما يقابله ان المسيحين يحتفلون برأس السنة , وترتبط به مجموعة من الطقوس الإحتفالية ، حيث ان هذا الحدث الزماني تصل أهميته او بالاحرى قدسيته إلى درجة إقاف الشغل لمدة زمنية معينة.
ويرى "مرسيا إلياد" ان هناك فترات الزمن المقدس كزمن الأعياد ذات الدلالة الدينية، إضافة إلى الزمن الدنيوي ، حيث يرى مرسيا دائما أن الإنسان المتدين يستطيع بواسطة الشعائر المرور بدون خطر من المدة الوقتية العادية إلى الزمن المقدس، فكل وقت طقوسي يتكون من حادث مقدس حاصل في الماضي، فعيد ديني معين يقتضي حسب إلياد دائما الخروج من الفترة الزمنية العادية .

 رمزية المقدس:
تشكل الرموز جوهر المقدس وطاقته الروحية. ومن هذا المنطلق فإن الولوج إلى تجربة المقدس ومعايشته ومن ثم فهمه وإدراكه مرهون بتحليل الطاقة الرمزية الذي تشكل الروح الداخلية لوجوده وحركته .فالناس يمتلكون في حقيقة الأمر نمطين لغويين من أنماط التفكير: التفكير المنطقي الذي يسمح ببناء معرفة علمية واقعية تتعلق بواقع الأشياء والعالم الفيزيائي الذي نعيش فيه. وهناك أيضا التفكير الرمزي الذي يستخدم منظومة من الدلالات للإشارة إلى الأشياء والمعاني في اتجاه فهمها ومقاربتها. وبفضل التفكير الرمزي يمكن للإنسان أن يتكلم ويكتب ويرسم وأن يبدع أنماطا من السلوك التي تتميز بطابعها الرمزي، فالوردة الحمراء ترمز إلى الحب ، والعلم يرمز إلى وحدة الدولة ، وطير السنونو إلى قدوم الربيع، والكتاب إلى المعرفة، والماء إلى الحياة..الخ , وهذه الرمزية هي التي تمنح الفن والأدب والشعر إمكانية الحضور والازدهار، كما أنها تشكل في النهاية الأدوات الأساسية في عملية بناء المقدس والانفتاح على معانيه؛ وبالتالي فإن هذه الرموز الممثلة بالكلمات والإيماءات والحركات والرموز تسمح للأفراد بالتفاعل مع معطيات المقدس والتعايش مع دلالاته ومعانيه، فالكلمات والرموز والمعاني هي سبيل البشر إلى مخاطبة آلهتهم وهي السبيل إلى اختراق حجب القوى الكونية العليا ومداناتها.
وينبني على ذلك أنه إذا كانت التجربة الإنسانية في المقدس ترتبط فعليا بالطاقة الرمزية فإن ذلك يعني أن أي تراجع في إمكانيات التفكير الرمزي تعني بالضرورة تراجعا في قدرة الإنسان نفسه على التعايش مع المقدس والتفاعل مع معطياته الكونية . فالرمزية تشكل المدخل الأساسي لمقاربة المقدس، وبالتالي فإن المقدس يتبنى الرموز كلغة يعبر فيها عن نفسه، فيرتسم في شحنة هائلة من الرموز التي تشكل نسيج كينونته ومنطق وجوده .
 طقوسية المقدس :
يتجلى المقدس في صورة أساطير وحكايات مقدسة مشبعة بالرموز الفائقة، وهو بقوة الرموز وسحر الكلمات وجمال الحكايات يحلق في عوالم عليا متعالية بعيدة، إنها في عوالم الخوارق والهيبة والجمل. وهي وفقا لهذه الصورة بعيدة عن مجال التناول والتداول إنها أشبه بعالم أفلاطون المثالي إنها أشبه بالمثل الذي يتحدث عنها أفلاطون بوصفها غائية كلية عصية متسامية شفافة بعيدة المنال. ولأن المقدس بعيد المنال في عوالم بعيدة، فإن الإنسان يستلهم سحره وقوته وصفاءه، فيسعى في طلبه ويجد سعيا إليه وشوقا إلى التواصل مع سحره وجماله وقوته. ولأن الإنسان لا يستطيع أن يرتقي إلى العوالم البعيدة للمقدس المتعالي، فإنه يبدع فنونا ويفتح عيونا ويخترع الوسائط والأساليب السحرية التي تمكنه من استحضار المتعالي في سموه المقدس الذي ينتمي إلى عالم آخر يتصف بسموه وجماله. ومن أجل هذا الاستحضار للمقدس أبدع الإنسان الطقوس من نوع في محاولة منه لإحياء المقدس واستحضاره. . فالطقوس إبداع إنساني فريد يتضمن خلطة إنسانية ذكية من السحر والحركة والكلمة والرمز والإشارة في محاولة لجذب المقدس وإحيائه واستحضاره والاستضاءة بنوره والاهتداء بقدرته. ومن هنا تأتي الطقوس لتلعب دورا في التواصل بين العالم الدنيوي والعالم القدسي .

والطقوس وسيلة إنسانية يمكنها أن تكشف عن مضامين التجربة المقدسة، وهكذا فإن الأسطورة تمثل في داخل الطقوس لحنا لا ينقطع عن إبداع الجمال في أنقى صوره وأبدع تجلياته.
ويمكن تعريف الطقس : بأنه مجموعة نمطية من السلوك الاستثنائي الذي يجري وفقا لنظام من الفعاليات التي تتمثل في الحركات والرقصات والأقوال والإشارات والتضحيات تأتي استجابة للتجربة الأسطورية أو الدينية، وتهدف إلى عقد صلة مع العوالم القدسية .
ماهو الطقس؟ : هو ممارسة مختلفة عما نقوم به في الأيام العادية، إنه كالأسطورة، ومع ذلك فإن الطقوس لا تأخذ في الوعي الحداثي المعاصر أكثر من صورة ممارسة روتينية مفرغة من المعنى والمضمون. فالطقوس هي تفعيل للأساطير واستحضار لمعانيها، بل هي استحضار للإنسان في محراب الأسطورة، إنها نقلة بالإنسان إلى الأعماق الداخلية للمعاني العليا، بل هي تواصل حر أصيل مع القوى الكونية العلية، إنها الطاقة المعنوية التي تدفع إلى الينابيع الأولى للوجود والحياة والعدم والموت والسلام. فالقرابين المقدسة، والحج إلى الأضرحة المقدسة، ورقصات الموت عند الهنود الحمر، واحتفالات الخصوبة عند القبائل البدائية تشكل أنماطا من الطقوس الحيوية المتشبعة بالمعاني الأسطورية، التي توقظ في ممارسيها فيضا من الدلالات والمعاني مخترقة الواقع في مغامرة الكشف عن المعاني الغامضة للوجود. ومثل هذه الطقوس تتنوع بمدى قدرتها على التخاصب القدسي مع الأساطير وقدرتها على تمثل الرموز التي تضفي على الكون ما يستحقه من دلالات ومعاني.
إن التخاصب بين الرموز والأساطير والطقوس يضع الإنسان في تجربة الاتصال مع الحقائق الإنسانية الأعمق والأشمل ومع القيم المطلقة للوجود. وفي عمق هذا التوليد الأسطوري للحقائق فإن الإنسان في تجربته الطقوسية هذه ينهل من الطقوس القوة والإرادة والتصميم في مواجهة الحياة وتجاوز الهموم والأعباء.فهي تجعل الإنسان أكثر قدرة على مواجهة الحقد والكراهية والقلق والغيرة فتعطي الحياة مساحة أرحب للعطاء والفعل وتحقيق التوازن الإنساني.
وفي محاولة لإدراك الدورة الرمزية في الطقوس والأساطير فإن دراسة أشمل وأعم يمكنها أن تكشف عن الصيرورة الوظيفية لهذه الطقوس وأن تقدمها في صورة نماذج تاريخية حيوية للوظائف والمعاني للتفكير في الألعاب المقدسة وفي طقوس الاسرار والتضحية. حيث يتضح دائما لهؤلاء الذين يشاركون في الطقوس الكبرى بأنهم غالبا ما ينفلتون من اسر الحياة اليومية وكسر جمود الحياة اليومية للولوج في تجربة المقدس بفعاليته الرمزية. وهذه الممارسة في تجربة المقدس قد تتحقق في المعابد والأضرحة .






 نموذج عن المقدس :
الحقل الصوفي ضمن كوكب مقدس:
تواجه الإنسان في كل العصور مجموعة من المشاكل بعضها مادي، مثل توفيرمتطلبات الحياة من مأكل وملبس ومسكن، وبعضها علائقي( العلاقات الاجتماعية ) مثل تضارب المصالح الناتجة عن متطلبات النوع الأول من هذه المشاكل، وبعضها روحي مثل العلاقة بين الحياة والموت ، و مواجهة هذه المشاكل يقتضي اتخاد عدد من التنظيمات التي تهيئ له نظريا حلول هذه المشاكل المذكورة، وتختلف تلك المواجهة حسب معطيات الوسط الطبيعي والفكري والثقافي وحسب تطور المجتمع، مؤدية بذلك إلى ظهور أنماط تنظيم تميز مجموعات بشرية عن غيرها في المكان والزمان.
عموما، فقد آرتبط ظهورالتصوف وتطوره بفكرة الموت ، بل أكثر من ذلك، فقد آكتسى مفهوم الموت لدى المتصوفة أبعادا فلسفية عميقة، سيكون لها بشكا أو بآخر نتائج وامتدادات على المستوى الحياة الإجتماعية والسياسية أيضا، وقد ميز المتصوفة بين شكلين من الموت:( موت طبيعي) و(موت صوفي )، و يعتبرهذا الأخير أرقى أشكال الموت باعتباره شكلا من أشكال التوحد والفناء في الله، خاصة وأن الإنسان كما يقول {مرسيا إلياد} له نزوع نحو المقدس، وميل أكثر للعيش في المقدس، ويرجع ذلك حسب{مرسيا} إلى كون المقدس يعادل القوة وفي النهاية يمثل الحقيقة بامتياز، لكونه مشبع بالكينونة، وقوة مقدسة تعني في ان واحد حقيقة وخلودا وفاعلية، ولذلك فالإنسان المتدين لايستطيع أن يعيش إلا في مناخ مشبع بالقداسة، أي بعبارة أخرى، أن الفرد له ميل دائم نحو الحقيقة المثالية المطلقة، والتي يمثلها المقدس السماوي الذي لايمكن الوصول إليه، إلا عبر الموت الصوفي حيث إمكانية الفناء في الله وإيذان بحياة جديدة وشكل جديد من الوجود، يسميه المتصوفة بالولادة الجديدة .
لهذا الأمر، اهتم كثير من الباحثين بتوضيح أشكال تجسيد تصورات المتصوفة على مستوى الخطاب والممارسة الصوفيين، وكذا المنطلق الذي تتأسس عليه هذه الممارسة، والعمل على توضيح الأدوار التي لعبها {الصالح او الولي} في مجموعته؛ ويبدو أن مجمل هذه الأدوار تتمثل في ملاحظة أبداها Robert Montagné في كتابه: {البرابرة والمخزن}، مفادها ان وجود {الصالح او الولي } يدخل في إطار التنظيم الذي تقره المجموعة، وتكل لكل عنصر من مكوناته مهمة ما، وتكون مهمة {الصالح} ، هي المحافظة على النظام في المجموعة بتدخله لحل النزاعات والفصل في الخصومات وحماية الأسواق والمواسم ولو بأشكال رمزية، وهو نفس الدور الذي تلعبه الزاوية بشكل عام.




فأهم البنيات المشكلة للحقل الصوفي، هو ما يبرر اهتمام الكتابات والدراسات الصوفية بتوضيح حقيقتها وشروطها وأنواعها وأقسامها، وان الأولياء يتميزون عن غيرهم من البشر، { لأن الله فضلهم بخطابهم وفطرهم على معرفته وجعل لهم وسائل بينه وبين عباده، يُعرفونهم بمصالحهم ويحرضونهم على هدايته} ، كما أن {الصالح} يتميز بمهمة أساسية في التقسيم الإجتماعي للعمل، كما بتنظيم العلاقات مع الغيب، والمداواة وتحقيق الأمن والحصانة الروحية . اذ يحظى الأولياء والصالحين بكل التقدير والقداسة داخل المجتمع ،خاصة لما يتم استحضار {البركة} كمصدر للسلطة الروحية بالنسبة للأولياء، خاصة وأن البركة هي بمثابة عطية أوهبة إلاهية يمنحها لأوليائه الصالحين ، وتجعلهم وسائط بين الله والبشر ، ولعل دلالات هذا الوضع السلطوي القداسي والروحي الذي يتسع باتساع مجالات اشتغال الصالح وتدخلاته.





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)