بسكرة - Autres Montagnes

الأطلس الصحراوي في منطقة بسكرة


الأطلس الصحراوي في منطقة بسكرة
هو سلسلة جبلية تُشكل جزءًا أساسيًا من نظام الأطلس الشاسع الذي يمتد عبر شمال الجزائر. هذا الجزء المحدد، الواقع في جنوب شرق البلاد، يُمثل منطقة انتقال جغرافي وبيئي بين الهضاب العليا الجزائرية وصحراء الساحل الكبرى. يتميز بتضاريس وعرة، هضاب جافة ووديان عميقة، تتخللها غالبًا كتل صخرية مثل جبال الأوراس شمال شرق بسكرة، التي تؤثر على المناخ وحياة المنطقة.

الجغرافيا والمناخ
في منطقة بسكرة، يتراوح ارتفاع الأطلس الصحراوي بين 500 و1500 متر عادةً، بينما تصل بعض قمم الأوراس، مثل جبل شيليا الذي يبلغ ارتفاعه 2328 مترًا ويقع على بعد حوالي 80 كيلومترًا شمال شرق بسكرة، إلى ارتفاعات أعلى. يهيمن على المشهد التضاريس الصخرية، والسهوب شبه القاحلة، والأودية (مجاري المياه الموسمية) التي تُشكل الطبيعة الجغرافية للمنطقة. المناخ شبه قاحل إلى صحراوي، مع صيف حار للغاية – حيث تُعرف بسكرة بلقب "بوابة الصحراء" بسبب درجات الحرارة التي قد تتجاوز 45 درجة مئوية، وفقًا لإحصاءات الأرصاد الجوية الجزائرية – وشتاء معتدل لكنه قد يكون باردًا في المرتفعات. الأمطار نادرة، وتتركز بشكل رئيسي بين نوفمبر ومارس، حيث تسجل المنطقة معدل هطول سنوي لا يتجاوز 150 ملم في المتوسط، وهو ما لا يكفي لدعم غطاء نباتي كثيف.

النباتات والحيوانات
الغطاء النباتي في الأطلس الصحراوي قرب بسكرة متكيف مع الجفاف، ويشمل الشجيرات الشوكية، والنباتات الهالوفيتية (المقاومة للملوحة)، وفي المناطق الأقل قسوة تنمو أشجار الزيتون البرية وبعض أشجار الفستق الأطلسي. تشتهر بسكرة بواحاتها ونخيلها، خاصة حول المدينة، حيث تزدهر زراعة التمور بفضل المياه الجوفية وأنظمة الري التقليدية مثل "الفكارة"، وهي قنوات تحت الأرض تُستخدم منذ قرون. أما الحيوانات، فتضم المنطقة كائنات صحراوية مثل الفنك (ثعلب الصحراء)، والواوي (ابن آوى)، والعقارب، إلى جانب طيور مهاجرة مثل اللقلق الأبيض الذي يمر عبر هذه الممرات الطبيعية خلال مواسم الهجرة.

الأهمية البشرية والثقافية
لعب الأطلس الصحراوي دورًا حاسمًا في تاريخ منطقة بسكرة. كانت وديانه وممراته الجبلية طرقًا للقوافل التي تربط شمال إفريقيا بالصحراء الكبرى، مما سهّل تجارة الملح والتمور وغيرها من المنتجات. السكان المحليون، وغالبًا من أصول بربرية (مثل الشاوية في الأوراس)، طوروا أنماط حياة شبه بدوية أو مستقرة حول الواحات. تُعرف بسكرة، الواقعة عند سفح الأطلس الصحراوي، بتمور "دقلة نور" التي تُعتبر من أجود الأنواع عالميًا – حيث تُنتج المنطقة حوالي 170 ألف طن سنويًا وفقًا لإحصاءات وزارة الفلاحة الجزائرية – وكذلك بتاريخها الاستعماري، إذ جذبت زوارًا أوروبيين في القرن التاسع عشر بفضل مناخها وجمال مناظرها الطبيعية.

الجيولوجيا
من الناحية الجيولوجية، تشكل الأطلس الصحراوي نتيجة التصادم التكتوني بين الصفيحتين الإفريقية والأوراسية قبل ملايين السنين، خلال العصر الثلاثي. تتكون صخوره بشكل رئيسي من الرسوبيات مثل الحجر الجيري والحجر الرملي، وتحتوي على بقايا أحافير بحرية تُثبت أن المنطقة كانت مغمورة بالمياه في عصور ما قبل التاريخ. الزلازل نادرة، لكنها تحدث أحيانًا، مثل الزلزال الخفيف الذي سُجل في الأوراس عام 2020 بقوة 4.2 درجة على مقياس ريختر، مما يُذكر بأن المنطقة لا تزال نشطة تكتونيًا.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)